سلفا كير قال القيادي الجنوبي المحاضر بجامعة "هارفارد" الأمريكية لوكا بيونق، إن تجاوز وساطة "الإيجاد" لوفدي المفاوضات بأديس أبابا والتفاوض مباشرة مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه المعزول رياك مشار، يضع مصداقية وجدوى المباحثات على المحك. وعزا لوكا في تصريح لشبكة الشروق السودانية اليوم الاثنين،- سعي الوسطاء لعقد لقاءات مع سلفاكير ومشار والمعتقلين في جوبا، إلى انعدام ثقتهم في وفدي المفاوضات، وتابع "يبدو أن لديهم شكوك حول التفويض الكامل للوفدين". وأكد القيادي الجنوبي، إن عدم اعتراف الوسطاء بالمفاوضين من شأنه هز الثقة في جدوى التفاوض، كما أنه يقلل من مصداقية رؤساء الوفدين فضلا عن إبراز ازدواجية التعامل التي تضعف فرص التوصل إلى تسوية. ونصح القيادي الجنوبي وساطة "إيجاد" بتعزيز الثقة في وفدي التفاوض، على أن يوكل لرئيس الوفد الحكومي نيال دينق، ورئيس وفد المنشقين تعبان دينق، مهمة الرجوع والتشاور مع سلفاكير ومشار. وحذر لوكا، من أن أي تطويل لأمد المواجهة العسكرية سيعمق انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان ويؤدي لتأزم الأوضاع بشكل عام، كما سيسام في حدوث انعكاسات دولية وإقليمية، وتفكك الجيش الشعبي، وتحول القتال إلى حرب عرقية. ورأى أن أفق الحل ما زال موجودا، ورجح حدوث انفراج خلال الأيام القادمة بتوقيع الطرفين على اتفاق لوقف العدائيات وإطلاق سراح المعتقلين مع الاحتفاظ بتوجيه تهم للأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان أموم، والقياديين بالحركة دينق ألور وكوستا مانيبي. وقلل لوكا من فرص إحراز أي طرف من أطراف القتال لمكاسب عسكرية، مؤكدا أن القوات الحكومية يمكنها أن تستعيد "بور" -عاصمة ولاية جونجلي- على أشلاء أرواح كثيرة، مشيرا إلى إن هذا يعتمد إلى أي مدى لديهم جيش قومي لحماية هذه المناطق. وأشار إلى أن قوات مشار مواجهة باستنزاف مؤنها العسكرية كلما طال أمد الحرب، موضحا أن فقدانه "لبانتيو" يعكس أن التحالفات العسكرية غير مستدامة، وهو ما يؤكد أن الخيار العسكري غير مجد للطرفين، مما يعزز فرص الحل السياسي. وحذر لوكا من أن أي تدخلات خارجية في الصراع الدائر في جنوب السودان سواء من أوغندا أو حركة العدل والمساواة بدارفور، سيعيد العلاقات بين السودان وجنوب السودان إلى المربع الأول.