أكد وزير الخارجية نبيل فهمي أن مصر تستعيد بالفعل دورها الإقليمي النشيط في محيطها العربي والإفريقي والمتوسطي فضلا عن مكانتها العالمية، واستعرض خلال لقاءات مع العديد من الدبلوماسيين والأكاديميين وشخصيات بارزة بالصين الوضع الداخلي في مصر ومواقف مصر تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعم مصر للجهود الأمريكية في هذا الصدد، فضلا عن الأزمة السورية وإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. جاء ذلك خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة المصرية بمناسبة زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي للصين بحضور دبلوماسيين والعديد من الشخصيات الصينية البارزة بالخارجية الصينية والمبعوث الصيني للشرق الأوسط وو سي كه وعدد من الأكاديميين، حيث سبق الحفل إجراء حوار تليفزيوني للوزير فهمي مع برنامج "الحوار" باللغة الإنجليزية للتليفزيون المركزي الصيني تطرق خلاله لمجمل العلاقات الثنائية بين مصر والصين ومستقبل هذه العلاقات وأهمية تطويرها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية بما يليق بمكانة البلدين الحضارية والتاريخية ويتناسب مع تطلعات الشعبين. من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي إن فهمي تناول في حديثه للتلفزيون الصيني عملية التغير المجتمعي التي تشهدها مصر والتي تتجاوز مجرد تغيير الأشخاص والحكومات بما يمهد لبناء ديمقراطية عصرية تحقق تطلعات الشعب المصري. وأكد فهمي خلال حديثه أن القراءة الدقيقة لمشروع الدستور تشير إلى أنه يمثل بالفعل نقلة كبيرة على صعيد بناء هذه الديمقراطية العصرية وتحقيق التوازن المنشود بين سلطات الدولة الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وأن الشعب المصري وحده فقط هو الذي يقرر مصيره ويحدد مستقبل مسودة هذا الدستور في استفتاء شعبي عام في منتصف الشهر القادم. وأضاف السفير بدر أن فهمي تناول أيضا ردا على سؤال بشأن ظاهرة الإرهاب التي تواجهها مصر والعالم مرة أخرى وارتباطها بالتطرف الإسلامي، أكد فهمي أن ظاهرة الإرهاب هى ظاهرة عالمية لا يمكن ربطها بشعب أو ديانة أو عقيدة بعينها وأنه يتعين تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهتها. وردا على سؤال بشأن العلاقات بين مصر وكل من أمريكا وإيران، أكد فهمي أن سياسة مصر الخارجية تقوم على أساس استقلالية القرار وأن مصر تسعى إلى تنويع البدائل والخيارات الخارجية دون أن يأتي ذلك على حساب العلاقات القائمة مع شركائنا الحاليين. وشدد فهمي على أهمية أن يمثل انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني والتوصل إلى اتفاق مرحلي مع الدول الكبرى حول الملف النووي الإيراني خطوة في اتجاه التوصل إلى اتفاق شامل في الشرق الأوسط يحقق الأمن المتساوي للجميع تنفيذا للمبادرة المصرية في هذا الشأن الخاصة بإخلاء المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية، وأن تكون مؤشرا لعلاقة مستقرة تقوم على أساس حسن الجوار مع جيرانها في دول الخليج. تجدر الإشارة إلى أن برنامج الحوار الذي يبث باللغة الإنجليزية على شبكة التليفزيون الصيني الرسمية يعد البرنامج الأوسع انتشارا بين أوساط الشباب الصيني وطلبة الجامعات والأكاديميين وأيضا بمنطقة شرق أسيا.