مجلة (دير شبيجل) الألمانية ذكرت مجلة (دير شبيجل) الألمانية أنه في الوقت الذي تقود فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا خطاب التمهيد للعمل العسكري ضد النظام السوري، فإن ألمانيا تبدو غير مستعدة لاتخاذ موقف محايد هذه المرة كما فعلت مع الحرب ضد العراق، وذلك رغم تحذيرات الصحافة الألمانية من أن تصعيد الموقف في سوريا لن يؤدي إلا إلى المزيد من تدهور الوضع. وقالت المجلة – في تقرير بثته اليوم الثلاثاء بموقعها على شبكة الإنترنت – إن الحرب الأمريكية المحتملة ضد سوريا قد بدأ الإعداد لها بالفعل ، فقد تقدمت واشنطن، وفقا لتقارير الصحافة اليونانية، بطلب رسمي لأثينا لتسمح لها باستخدام اثنتين من قواعدها العسكرية، إحداهما في كريت والأخرى في شبه جزيرة بيلوبونيز، كما أكد مصدر مطلع بوزارة الدفاع اليونانية أن واشنطن طلبت توسيع نشاطها في المجال الجوي لليونان، فضلا عما أوردته تقارير إعلامية مختلفة حول وجود أربع مدمرات أمريكية حاليا في منطقة شرق البحر المتوسط. وأضافت المجلة أن الأنباء عن الاستعدادات العسكرية الأمريكية تأتي بعد يوم واحد من التصريح الحاد اللهجة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والذي أعلن فيه إدانة بلاده لاستخدام السلاح الكيماوي في سوريا الأسبوع الماضي..واصفا الواقعة بالفحش الأخلاقي الذي لا يمكن إنكاره، وهو التصريح الذي تلى تصريحا للمتحدث بإسم البيت الأبيض جاي كارني بأن الولاياتالمتحدة لا تشك في ارتكاب النظام السوري لواقعة السلاح الكيماوي إلا بقدر قليل. وأوضحت المجلة أن الخطاب الأمريكي يشير إلى أن الهجوم العسكري على قوات النظام السوري أصبح وشيكا، خاصة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمضى أياما في استشارة القادة العسكريين في واشنطن ونظرائهم في الدول الحليفة بشأن هذا الهجوم، وقد لاقى الأمر تأييدا من عدة دول أوروبية، وهو ما وضح في قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لأجازته للتشاور حول الموقف من سوريا، وتصريح المتحدث بإسمه بأن "لندن قادرة على القيام بأي خطوة على نحو سريع إذا تطلب الأمر ذلك" ، مشيرا إلى استعداد الجيش البريطاني للرد على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد شعبه. في الوقت نفسه، أبدت فرنسا، وفقا للمجلة، تأييدها لرد فعل سريع تجاه واقعة السلاح الكيماوي، وهو ما ظهر في تصريحات وزير خارجيتها لوران فابيوس التي أوضح فيها "أن كل الخيارات متاحة، وأن الخيار الوحيد غير المطروح هو عدم فعل أي شئ" إزاء هذه الواقعة. وعن الموقف الألماني، قالت دير شبيجل إن برلين أبدت أمس الإثنين نيتها المتزايدة للقيام برد فعل حاسم إزاء استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وأوضح ستيفن سيبرت، المتحدث بإسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن الاستخدام الواسع لهذا النوع من الأسلحة يعد تجاوزا للخطوط الحمراء..مشددا على عدم استبعاد خيار اللجوء للقوة للرد على هذا التجاوز. وأوضحت المجلة أن التدخل العسكري، إن تم، لن يحظى على الأرجح بتأييد كامل من مجلس الأمن، فالعضوين الدائمين بالمجلس روسيا والصين تعارضان الهجوم العسكري على سوريا، وتستمران في تأييد الرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن تحذير مسئول صيني اليوم الثلاثاء بأن حديث واشنطن عن مهاجمة سوريا عسكريا يتشابه مع الحديث الذي سبق غزوها للعراق عام 2003. ووفقا للمجلة، فإن روسيا بدأت في عقد المقارنات بين الحرب على العراق والحرب المحتملة على سوريا، كما أكدت على استمرار افتقار واقعة استخدام الغازات السامة لما يثبت وقوعها وتورط نظام الأسد تحديدا في تنفيذها، وهو الموقف الذي دفع الولاياتالمتحدة لتأجيل المحادثات التي كانت مقررة مع روسيا حول مؤتمر السلام العالمي بشأن سوريا. وفي الوقت الذي تتشاور فيه واشنطن مع زعماء أوروبيين بعينهم، وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وميركل وكاميرون، فإن الإتحاد الأوروبي أبدى موقفا اقل اندفاعا من هؤلاء القادة، وهو ما انعكس على تصريحات مسئولة الشئون الخارجية بالاتحاد كاثرين أشتون أمس الإثنين، والتي أكدت فيها على "الأهمية القصوى" لأن يدعم التدخل العسكري في سوريا تفويض من الأممالمتحدة. واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى التحذيرات التي أوردتها الصحافة الألمانية في الأيام السابقة بشأن التدخل العسكري في سوريا، حيث أوضحت أن الحرب من أجل حماية الإنسانية هو أمر مهم، لكنها تبقى حربا في النهاية لن تؤدي إلا إلى المزيد من تدهورالأمور، كما شددت في الوقت نفسه أن الأزمة السورية تحتاج لمعركتين: الأولى للإطاحة بنظام الأسد، والأخرى للقضاء على تنظيم القاعدة وجبهة النصرة في سوريا حتى لا تتحول بعد سقوط الأسد إلى مصدر للإرهاب.