«لم يغفل معرض الكتاب ظاهرة الإرهاب والتشدد التى انتشرت فى مصر والعالم العربى لتنال من الوسطية وتسليم شباب الإسلام إلى قادة الإرهاب ليكونوا وقودا للعمليات الإرهابية والتخريبية والتى تهدف فى الأساس إلى تشويه صورة الإسلام وفى العديد من الندوات والنقاشات الثقافية طرحت تلك الفكرة من عدة زوايا». ففى ندوة بعنوان «خطر استقطاب الشباب نحو الأفكار المتطرفة « يقول رامى رضوان استاذ الدراسات الإسلامية إن قضية الافكار المتطرفة قضية اصبحت تهدد الانسانية كلها كما أكدت أهمية معرفة الرحلة التى يمر بها الإنسان من التدين إلى التطرف وصولا إلى ذروتها وهو تفجير النفس وعن العوامل التى أدت إلى ظهور هذا المارد كما يرى رضوان أن مسالة الكرسى والحكم والسلطة اهم تلك العوامل فالتطرف بدأ من السياسة إلى جانب عوامل ذاتية تتعلق بطبيعة المتطرف منها الرغبة السلطوية داخل هذا المتطرف وفكرة التعالى على الآخرين لظنه انه يمثل أهل الحق دون غيره إضافة إلى الجهالة المعرفية وأشار إلى أن هناك عوامل تتعلق بالبيئة الحاضنة للمتطرف منها الافراط فى مدح الشباب مما أدى إلى عدم تقبلهم للنقد وتجارة التطرف وصناعة الإرهاب وهى تجارة عالمية تديرها شبكة استخبارات عالمية تمد المتطرف بالاسلحة والأموال وتضعه تحت الضوء وكذلك تم صنع داعش. وقال شحاتة صيام عالم الاجتماع المصرى إنه يجب أن نفكر فى طرق للحد من هذه الظاهرة وندرس أفكار هذه الفئات. وأضاف أن الفئة المتطرفة تعتقد أنها تعيد الإنسان لدينه مرة اخرى كما تناول صيام اهمية اعادة النظر فى الخطاب الدينى وكل ما هو متوارث حتى نحقق التواصل الإنسانى. أما الناقد اسامة فرحات فقد اكد ان البيئة هى الأساس فى المسألة و يرى فرحات انه إذا ما اتيحت لأسامة بن لادن و الظواهرى الحرية اللازمة للتعبير عن أفكارهم لما تحولوا إلى إرهابيين. وأضاف أن المناخ الثقافى الذى يحياه الوطن العربى سبب من أسباب التطرف بالإضافة إلى غياب الوعى وخلل التعليم الذى يعتمد على الحفظ و ليس الفهم. وشدد د.جابر نصار رئيس جامعة القاهرة أن الدولة لابد ألا تستكين فى مثل هذه الظروف وألا تعتبر الإرهاب مشكلة امنية فحسب بل الاخذ فى الاعتبار انها مشكلة ثقافية لافتا إلى ضرورة تفكيك بنية التطرف فى المجتمع المصرى للقضاء على الموجات الارهابية بشكل مختلف وبقوة متضاعفة وأضاف نصار انه لا يمكن اغفال الحالة التى يعيشها الافراد التى فرضت إطارًا من العصبية غير المريحة والناتجة عن حالة تاريخية فى مواجهة الإرهاب مشيرًا إلى أن الإرهاب سلوك عنيف يواجه المجتمع بالخروج عن احكامه وتقاليدة وفرض واقع غير الذى يريدة المجتمع وان علاج الإرهاب يكون بإعمال سلطة القانون ونوه إلى أن مصر شهدت موجات إرهابية مشيرًا إلى أن الموجات الإرهابية تتجه إلى الأعنف وأكد نصار أن الثقافة والتعليم أصابهما ضرر شديد واصبح لدى الكثيرين يأس من اصلاح التعليم وذلك بسبب هبوط الاداء وعدم الانضباط. الإخوان ..الوجه الآخر للتطرف وفى نفس السياق تناولت عدد من الندوات الحديث عن عصر الإخوان حيث استضافت إحدى الندوات ثروت الخرباوى المحامى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والذى تحدث عن حادث اغتيال المستشار احمد الخازندار على يد جماعة الإخوان المسلمين والتى بدأت بتفجير سينما مترو بحجة انها مملكة لليهود وأضاف أن السبب فى مقتل القاضى الخازندار هو مرشد الجماعة آنذاك والذى أعطى الإشارة بشكل غير مباشر ل عبد الرحمن السندى لقتل الخازندار والذى كان قائدًا للتنظيم السرى والذى اتفق مع اثنين من شباب الجماعة وهما محمود زينهم وحسن عبد الحافظ وصبيحة أحد الأيام وحين خرج الخازندار من بيته حاملا حقيبته وبداخلها ملف القضية وكانت زوجته واقفة فى شرفة المنزل تودعة حيث تقدم نحوه حسن عبدالحافظ وافرغ فى جسده 9 رصاصات مما اودى بحياته امام اعين زوجته. وحين حاول القتلة الهرب قبض عليهم الأهالى. وأضاف الخرباوى أن التحقيقات استدعت حسن البنا لسماع اقواله و الذى نفى انه يعرف ايا منهما رغم أن إحدهما كان سكرتيره الخاص. وقال المستشار محمد الدمرداش إن الإخوان حاولوا اختراق مؤسسة القضاء فى الأربعينيات و الخمسينيات كما فعلوا بعد ثورة يناير وذلك بإصدار تشريع بألايتخطى سن القاضى 60 عاما وذلك لاقصاء القضاة الذين تخطت اعمارهم الستين عاما بالإضافة إلى إنهم خلقوا حالة من الكراهية فى النفوس تجاه القضاة وذلك بالحديث عن رواتبهم المرتفعة وكذلك حاولوا تقليص دور المحكمة الدستورية العليا وعزل المستشار عبدالمجيد محمود. كما شهدت قاعة كاتب وكتاب مناقشة كتاب «تجربة الإخوان من عبد الناصر للسيسى» للكاتب فرحان صالح وقال الاديب ماجد يوسف ان الكتاب يتناول تاريخ الإخوان المسلمين فى تلك الفترات الزمنية المختلفة وأشار إلى أن الكتاب هو الأول من نوعه الذى يرصد وقائع تاريخية فى تاريخ الجماعة وهناك دهشة بسبب تعمق صالح فى تاريخ الجماعة وهو يعتقد ان مصر رمانة الميزان فى تلك المنطقة وهذه الكلام تثبته الاحداث و الايام و الوقائع. وقال المفكر المصرى سمير مرقص إن الكاتب ربط فى كتابة ثورة يناير بالسياق التاريخى المصرى الذى ادى إلى قيامها وأضاف أن الكتاب تناول مشروع الشرق الاوسط الجديد وكان له بعد اقليمى وان الحراك الذى حدث فى يناير لم يصل إلى نهايته بعد وأضاف أن الكاتب أكد أن الإخوان لم يأتوا بجديد فهم عقيلة قديمة تنفذ يحيزات إلى الليبرالية القديمة وهى فكرة مهمة. سيناء تحارب الإرهاب ولم يغفل معرض الكتاب الحديث عن مشكلات سيناء وتم مناقشة احد تلك المشكلات فى ندوة بعنوان « الإرهاب من سيناء إلى نواكشوط « والتى نوقش من خلالها كتاب ( سيناء الارض المقدس والمحرم ) للخبير الامنى خالد عكاشة والذى قال فى بداية حديثة أن سيناء أرض المعجزات وان ما يحدث فيها لم يحدث على مستوى العالم كلة ومن اعظمها أن الله اختار أن يتجلى على جبل الطور وأشار إلى أن سيناء لها بعد تاريخى واستراتيجى مشيرا إلى أن الطريق الساحلى لسيناء شهد كثيرًا من الحوادث التاريخية لان علية مواضع أقدام من دخلوا إلى مصر وأضاف أن الصراع على ارض سيناء منذ قديم الأزل مشيرا إلى أن إسرائيل منذ ظهورها تطمع فيها. وأشار عكاشة إلى أن الجزء الثانى من كتابة تناول ما حدث فى سيناء فى جمعة الغضب وخول المليشيات على قوات الشرطة صباح 29يناير 2011م الذى هربوا عبر الانفاق أسلحة لم نرها من قبل ولم نستطع ان ندخل هذه المنطقة إلا بعد ستة اشهر لحصر الخسائر وقد تم تدمير ملامح الدولة المصرية و القضاء عليها وتفجيرها بالقذائف والبراميل الملغمة وأضاف أن الكتاب يحتوى على شهادة عدد من القيادات وعلى رأسهم خالد محجوب وعمر سليمان.