«تواجه صناعة النشر فى مصر عددًا كبيرًا من المشكلات التى طالما سعى اتحاد الناشرين المصريين والعرب لحلها ولأهمية قضايا النشر خصص معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام عدة موائد مستديرة لمناقشة عدد من قضايا النشر».وكانت أولى الندوات بعنوان «قضايا وإشكاليات النشر» وتحدث فيها محمد رشاد صاحب الدار المصرية اللبنانية واحد أهم الناشرين فى مصر والوطن العربى قائلا إن قانون النشر غير رادع وأنه يأمل أن يصدر مجلس النواب قانونا لتدعيم هذه الصناعة لمنع سرقة حقوق الملكية الفكرية للمبدعين وقال إن وزارة الشباب تتجاهل أى طلبات من اتحاد الناشرين لتزويد مراكز الشباب بالكتب الثقافية والفكرية. وتحدث عادل المصرى رئيس اتحاد الناشرين المصريين قائلا إن النشر يمثل عملية إعداد وتصنيع للكتاب وأن حركة النشر فى مصر تواجه العديد من المشكلات من بينها سوء تصدير الكتب للعالم العربى حيث تواجه مشكلة الحصول على تصريح لأنه يستغرق ستة أشهر بالإضافة إلى ارتفاع الرسوم الجمركية وعمليات القرصنة فى النشر مؤكدًا أنه لا يمكن الوصول إلى حلول إلا من خلال قرار سياسى. كما تناول د. عبد الرحمن حجازى مدير إدارة التحرير والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة قضية النشر ووصفها بأنها إحدى المشكلات التى تواجه المجتمع العربى ولعل أبرزها عملية التوزيع وأضاف أن الأعلى للثقافة لا يملك حق التوزيع وأشار إلى أن قرار النشر بالوزارة تقيده العديد من المشكلات كالقوانين واللوائح. كذلك نوقشت قضية أخرى خاصة بالنشر تحت عنوان «النشر الإلكترونى» وفى بداية حديثها انتقدت د. سهير المصادفة، النشر الإلكترونى لأنه سهل من مفهوم الكتابة، وهى صناعة ثقيلة بالأساس، ورغم أن المحتوى الإلكترونى الذى يعد العرب أكثر المستخدمين له، من المفترض أن يجعل الكاتب منفتحًا على جميع الثقافات، إلا أن كتابات الشباب المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك وغيره، تكشف عن عيوب كثيرة مثل السطحية وعدم الحرص على السلامة اللغوية وما إلى ذلك من أساسيات الكتابة. وقال الكاتب الصحفى بلال رمضان، إن الوزارة لا تستغل النشر الإلكترونى، فى حين أنه والصناعات الثقافية الناعمة غير المستغله فى مصر، مشيرًا إلى أن الصناعات الثقافية القائمة على النشر الإلكترونى وفقًا لدراسات عالمية تتجاوز ال 9 مليارات دولار سنويًا، وتساءل رمضان، لماذا لا تستغل وزارة الثقافة الفضاء الإلكترونى، وتفتح مشاريع كبيرة تعود عليها بعائدات جيدة أو تدعم المشاريع التى يقدمها الشباب ولا يجد من يمولها، مشيرًا إلى تجربة دول الخليج التى لجأت للاستثمار فى الثقافة، بعد انخفاض سعر البترول. وقال الناشر إسلام عبد المعطى إنه أشرف على أولى تجارب النشر الإلكترونى فى مصر، حيث أنشأ موقع «كتب عربية»، فى عام 2005، ولم يتجاوز المتفاعلون معها ال 200 مستخدم، لكن على الرغم من ذلك فإن التجربة تعتبر ناجحة بشكل كبير، وكانت أول تطبيق عملى لفكرة الناشرين. ومن جهة أخرى ناقشت مائدة مستديرة أخرى «تنمية الكتاب العربى وغياب دور المحرر الأدبى» وفيها ألقى الشاعر أشرف يوسف الضوء على عدة أزمات تواجه صناعة النشر وتنمية الكتاب العربى والتى وصفها بالصناعة الكسيحة التى لن تنهض إلا بتوسيع مساحة القراءة وخلق سوق للكتاب من خلال التعرف على احتياجات المتلقى وقد طرح يوسف عددًا من الأفكار التى توسع مساحة القراءة ودوائرها وهى إلغاء فكرة العهدة فى المكتبات العامة وتزويد المكتبات بالكتب بطريقة غير تقليدية مما سيفيد فى صناعة النشر و ينمى حب القراءة بشكل كبير. وعن تجربة النشر فى فرنسا تحدثت الناشرة الفرنسية سابين لوالى صاحبة إحدى دور النشر المتخصصة فى كتب الأطفال وذلك فى المائدة المستديرة التى عقدت تحت عنوان «عرض بانورامى لإصدارات الطفل فى فرنسا «وقالت سابين إن كتب الأطفال لا تشبه أى كتاب بالمعنى التقليدى له حيث تستخدم أشكال تقنيات الطبع كافة لتقديم بعض الكتب المختلفة ذات الأهداف الخاصة للغاية وأشارت إلى أن دارها تنتتج 20 كتابا فى العام الواحد من هذا النوع مؤكدة أن هناك أهدافًا أخرى تعتمد على شكلها الخارجى واختيار الورق والرسومات ولا يهم أن تكون هناك أى أهداف تعليمية. أما جان جى بوان مدير مركز النشر الدولى الفرنسى فقد قدم عرضا لكل ما يتعلق بصناعة نشر الكتاب فى فرنسا فقال إن صناعة النشر فى فرنسا تحقق 4مليارات يورو سنويا كمبيعات وتحتل المركز الثانى فى النشر بعد أمريكا وأن صناعة النشر توفر 20 ألف فرصة عمل و15.0% من الناتج القومى لفرنسا وكشف أن من أبرز الأسباب التى جعلت فرنسا إحدى أبرز الدول فى صناعة النشر هو قانون للسعر الموحد للكتب ويحدد الناشر سعر كل كتاب على حدة مما يمنع الموزعين من التلاعب بالسعر وأضاف أن الكتب الرقمية تمثل 3% من قيمة مبيعات النشر الفرنسى وهناك عدد قليل من دور النشر الصغيرة والمتوسطة تقوم بزيادة النسخة الورقية للكتب و يرى جى بوان أن من أهم أسباب نهضة صناعة النشر تقديس حقوق الملكية الفكرية الذى يوطد العلاقة بين الكاتب والناشر.