معرض القاهرة للكتاب هذا العام ذو نكهة خاصة للناقد السينمائى المميز محمود عبد الشكور أحد قيادات مجلة أكتوبر حيث صدر له أربعة كتب حظت بقبول وإقبال كبير لدى المهتمين بالقراءة بشكل عام والمهتمين بمجال النقد وفن السينما بشكل خاص. يحمل الكتاب الأول عنوان « كنت صبيا فى السبعينيات» وهو سيرة ثقافية اجتماعية يبتعد عبد الشكور فى سرده عن التاريخ الأكاديمى الجاف ويقص سيرة حياته منذ كان طفلا وحتى أصبح شابا، ويبدأ الكتاب بوفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وينتهى باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وبين رحيل الزعيمين يروى المؤلف حياته وما كان يدور داخل أسرة هو أحد أبنائها ويأخذنا الكاتب إلى روايح الزمن الجميل بفنونه وعاداته وتقاليده ويروى بسهولة ويسر حياة كثير من الشباب ممن عاصروا تلك الفترة والتى شهدت أحداثًا جثامًا فهو كتاب يربط بذكاء بين الخاص والعام وبين الفن والأدب والعلم حيث يروى قصة جيل كامل وعصر ملىء بالحيوية والإبداع. أقنعة السرد وكتابه الثانى يحمل عنوان «أقنعة السرد ..مقالات نقدية عن روايات مصرية وعربية عالمية» ويطرح فيها المؤلف رؤية جديدة للنقد الأدبى وهو مجموعة من الدراسات والمقالات كتبت على فترات طويلة معظمها يتناول مراجعات سريعة تضع يد القارئ على مفاتيح الكتابة وقد تناولت المقالات أطيافا متنوعة من الأعمال الأدبية المصرية والعربية والعالمية لكُتّاب كبار وجدد، ويتناول الكاتب طرق النقد بأفضل وأسهل الطرق ليضيف للمشاهد للعمل الفنى، ويعد الكتاب خطوة فى سبيل مادة نقدية تحاول أن تنافس النصوص فى الجاذبية وفى استمتاع القارئ بها. سينمائيا أما الابن الثالث لعبد الشكور فهو «سينمائيا» وهو كتاب يخاطب هواة السينما وهواة النقد الفنى ويقول عبدالشكور فى كتابه عن السينما «أصبحت مدينا للسينما لأنها أدخلتنى إلى الحياة، بل لأنها جعلتنى أعيش ألف حياة «ويضيف أن الأفلام عندى كالكتب فإذا كان الكتاب إنسانا مقروءًا فإن الفيلم السينمائى فهو الإنسان مصورا ويفنذ المؤلف لأشهر أفلام ومنها فيلم المسافر للمخرج أحمد ماهر وفيلم فتاة المصنع لمحمد خان وفيلم قلب الأسد لكريم السبكى والفيل الأزرق لمروان حامد بالإضافة إلى نقد عدد من أشهر الأفلام الأجنبية. مشخصاتية مصر أما كتاب «وجوه لا تنسى بورتريهات عن مشخصاتية مصر» فهو الابن الرابع لعبد الشكور بالمعرض وقدم فيه الكاتب بورتريهات لعدد كبير من الفنانين المغمورين منهم والمشهورين والتى تجمع بين الرؤية الذاتية والتحليل الموضوعى لكل شخصية، وأوضح عبد الشكور أن كثيرًا من الشخصيات تستحق كتابا كاملا ويعد الكتاب إبحارًا فى ذاكرة السينما. ويصف عبد الشكور مؤلفاته الأربعة بسعادة قائلا: لقد رزقت بأربعة توائم أحبهم جميعا دون تفرقة وعن حبه للسينما والأفلام يقول عبدالشكور: لقد شاهدت أفلاما لا حصر لها من كل الجنسيات ولا توجد دار عرض لم أدخلها فى القاهرة والجيزة من سينمات الدرجة الثالثة إلى سينمات المولات وشاهدت الأفلام فى كل المراكز الثقافية الأجنبية، فشاهدت الأفلام جالسا وواقفا وقاعدا على الأرض، وكنت أشاهد فيلمًا يوميًا طوال سنوات التسعينيات، وفيلمًا أجنبيًا يوميًا فى مهرجان سينما أوديون والذى كان يقام فى شهر رمضان، وكذلك فى مهرجان أفلام مترو الأجنبية التى يعاد عرضها فى رمضان، أقصى عدد أفلام فى اليوم كنت أشاهده فى سنوات التسعينيات أيضا وكان فى مهرجان القاهرة السينمائى ويقول عبد الشكور، أنا بلا فخر «سينيفيل» من زمان، وهو التعبير الذى يطلقونه على الشغوفين بمشاهدة الأفلام فالسينما أنقذتنى من اليأس والإحساس بالفشل والملل والإحباط.