«يعد جمال الغيطانى بحق مثقفا فى المواجهة حيث لعب دورًا كبيرًا ليس بكونه أديبا ولكنه مؤرخ ومراسل وكاتب فذ، قلما يجود الزمان بمثلة ومن هذا المنطلق اختار معرض القاهرة الدولى للكتاب الغيطانى شخصية المعرض حيث ناقش فى عدد من الندوات إنتاجه الأدبى بشىء من التحليل».وكانت أولى الندوات التى حملت عنوان «مشروع الغيطانى الروائى» حيث يقول الناقد الدكتور حسين حمودة إن مشروع «الغيطانى»، هو مشروع متنوع وممتد ومتفرد ففى أسلوب الغيطانى كل شىء ينمو ويتنامى ويمتد بمستوياته المختلفة، وفى لغته العديد من المعانى، لأننا نستمتع بلغة مشبعة بالمعرفة فى كتابات تراوحت بين أزمنة وأماكن شتى، بالإضافة لصلته العميقة بالمناطق التى قادته إلى مستويات افتراضية مستدعاة، ومن هذه المعالم نبرة الشجن الخفية التى تخللت نصوصه، وأكد حمودة أن صلة الغيطانى العميقة بالمكان ميزته، واهتمامه بالأزمنة والأماكن، مثل منطقة الجمالية التى ستظل منبره للتعبير ونقطة البدء والوصول، منها ينطلق عالم جمال الغيطانى. حياته ويقول القاص سعيد الكفراوى حين نتأمل حياة الغيطانى نجد أنها حياة موازية للأدب، وتتقاطع معه وتنتهى فى النهاية لكى تصف صاحبها بأن هذا الكاتب بالفعل هو رجل أدب، الغيطانى عاش طفولته فى مناخ قاس ثم انتقل مع والدته إلى الجمالية، ودرس وتعلم النسيج والنقش والسجاد ثم تعرف على طريق الثقافة حتى اعتقل عام 1966، وكان ضمن جيل له موقف، ضد سلطة القمع، وأضاف الكفراوى حين تتأمل إنتاج جمال الغيطانى الفكرى والثقافى والفكرى تجد واحدًا من أصحاب الإرادات، ممن يمتلكون القدرة على الفعل والعمل وعلى أن يبعد نفسه عن المقاهى التى يجلس عليها المثقفون. وفى ندوة أخرى ناقشت «ارتباط الأديب جمال الغيطانى بالقاهرة التاريخية وتأثره بالآثار الإسلامية وخلفيته التاريخية» عقد د. محمد محمد الكحلاوى مقارنة بين القاهرة فى أعمال الغيطانى والقاهرة فى أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ مشيرًا إلى تأثير نشأة الغيطانى على شخصيته حيث نشأ تحيط به الآثار الإسلامية التى أثرت فى شخصيته. وتحدثت د.جليلة القاضى مدير الأبحاث بالمعهد الفرنسى للبحوث من أجل التنمية عن المدينة فى أدب الغيطانى الذى أطلق عليه لقب حارس المدينة وأهم أعماله التى تأثر فيها بالمدينة وأن أهم ما يميز أعمال الغيطانى أنه رصد تطور القاهرة ومبانيها وإنشاء ترام مصر الجديدة وغيرها بالإضافة إلى أنه رصد التعديات على الآثار ومحاولات تدمير ذاكرتنا الجماعية وكيف تم التعدى على حقوق الأجيال فى رؤية مبان تاريخية وأضافت أن أهم ما يميز كتابات الغيطانى أنها كانت كتابات للبشر والحجر هذا إلى جانب لجوئه للفانتازيا والتاريخ للتعبير عن الواقع ووصفت كتابات الغيطانى بأنها امتداد لجلال الدين الرومى فلغته تميزت بالسهولة ومن جهة أخرى قالت القاضى إن الغيطانى تنبأ فى راويته الأولى سنة 1979م بتجمهر عساكر الأمن المركزى عام 1986م. صوت الصمت وفى ندوة بعنوان «السرد الغيطانى والإشراقات الصوفية» يقول الناقد د.مصطفى الضبع إن جمال الغيطانى كان مبدعا استطاع أن ينطق الأشياء الصامته من خلال سرد رواياته عن الأماكن التاريخية مشيرا إلى أن الغيطانى من أفضل الروائيين قدرة على قراءة العالم بمختلف أشكاله وله قدرة على السيطرة على الوقت والاستفادة منه فى القرن العشرين. ويقول الناقد الأدبى د. عزوز إسماعيل أن أعمال الغيطانى الأدبية أثرت الحياة الثقافية والإبداعية وذلك من خلال حسه المرهف والفكر الصوفى الذى تجلى فى كتاباته فخرجت لنا إبداعات أدبية عظيمة عن الحضارة الفرعونية والإسلامية وغيرها وأضاف رغم قلة أعمال الغيطانى الا أنها على المستوى الأدبى كبيرة جدًا.