شهد العام الماضى، تألق عدد من المخرجين الجدد، والذين قدم بعضهم تجاربه الأولى فى الإخراج، فيما جرب البعض الآخر حظه فى الإخراج التليفزيونى بعد أن أثبت مكانته وإمكانياته فى السينما، ومن أبرزهم المخرج وائل إحسان الذى قام بإخراج مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» للزعيم عادل إمام. ووائل.. مخرج سينمائى معروف، قدم العديد من الأفلام الكوميدية الناجحة، وكانت له تجربة سابقة مع عادل إمام فى فيلم «بوبوس»، وكان يرى أن دخوله التليفزيون يجب أن يكون مختلفا ومميزا حتى جاءته الفرصة من خلال هذا المسلسل الذى يحمل كل شروط النجاح، بداية من نجم كبير بحجم عادل إمام ونص للكاتب المتميز يوسف معاطى وشركة إنتاج معروفة بسخائها الإنتاجى. ونجح وائل إحسان فى أول تجاربه فى الإخراج التليفزيونى فى الاستفادة من تقنيات السينما، كما أثبت قدرة كبيرة على التحكم فى المجاميع من خلال مشاهد المظاهرات. ومن المخرجين المنتقلين من السينما للتليفزيون، شهدنا هذا العام أيضا عملاً للمخرج معتز التونى، وهو مسلسل «لهفة» بطولة النجمة الشابة دنيا سمير غانم، واشتهر معتز بخفة ظله التى ظهرت فى أعماله بداية من «سمير وشهير وبهير» و«مراتى وزوجتى» لرامز جلال و«كابتن مصر» لمحمد عادل إمام، وقال «التونى» إن السبب الرئيسى وراء اختياره المسلسل هى قصته التى تدور فى أحداث يغلب عليها طابع الفانتازيا والكوميديا، وهو ما تميز به فى كل أعماله للسينما. أما المغامرة الكبرى هذا الموسم، فتمثلت فى مسلسل «طريقى»، حيث استعانت بطلة المسلسل المطربة شيرين فى أولى تجاربها فى التمثيل للتليفزيون بالمخرج الشاب محمد شاكر خضير، فى أول تجربة تليفزيونية له هو الآخر رغم أن لديه تجربة سينمائية وحيدة متمثلة فى فيلم «هاتولى راجل»، بطولة أحمد الفيشاوى. وتمثلت صعوبة هذا العمل فى أنه الأول لشيرين، بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى تكنيك خاص، باعتبار أن معظم أحداثه تدور فى فترة الستينيات. واستطاع «خضير» أن يثبت جدارته لهذا الاختيار، وقدم مشاهد رومانسية بديعة، ودراما راقية بعيدة عن مسلسلات تجارة المخدرات والبلطجية، واتسم أسلوبه فى إخراج العمل بالانسيابية والبساطة، وقدم شيرين كممثلة واعدة، اجتهدت كثيرًا فى أداء الشخصية بمراحلها المختلفة، وجاء العمل بمثابة ميلاد جديد لشيرين، التى لم تحقق تجربتها الأولى فى التمثيل من خلال فيلم «ميدو مشاكل» النجاح المأمول، مما تسبب خوفها الشديد من تكرار التجربة، حتى جاء مسلسل «طريقى» ليضع أقدامها على الطريق الصحيح. أيضا من المغامرات الصعبة هذا العام مسلسل «ألف ليلة وليلة» الذى أخرجه رءوف عبدالعزيز فى أول تجربة له، وهو مصور ومخرج.. بدأ رءوف كمصور فى فيلم (خيانة مشروعة)، ثم مساعد مصور فى فيلم 45 يوما، ليعمل كمدير تصوير فى مسلسلات، مثل الشوارع الخلفية، شمس الأنصارى، باب الخلق، صاحب السعادة، وأفلام سينمائية، مثل واحد صعيدى، عشم، المعدية، وخاض تجربة إخراج للمرة الأولى من خلال مسلسل «ألف ليلة وليلة». ونجح رءوف عبدالعزيز هو الآخر فى إثبات قدراته كمخرج جديد واعد وقادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة فى التصوير وتوظيف فن «الجرافيك» بشكل جميل ومبهر، ووضع المسلسل على قمة الأعمال المأخوذة عن كتاب ألف ليلة وليلة الشهير، كما استطاع رءوف أيضا توجيه نجوم المسلسل شريف منير ونيكول سابا وآسر ياسين وأمير كرارة بحرفية مخرج فاهم لإمكانيات كل ممثل، فضلاً عن مشاهد الإبهار التى برع فيها وتم تقديمها لأول مرة على الشاشة العربية مثل مشاهد الخريطة التى تظهر وتختفى على ظهر «قمرالزمان». وبعد أكثر من 15 عاما من العمل فى كواليس صناعة المسلسلات والأفلام ..حظى المخرج فاضل الجارحى بأول فرصة حقيقية له من خلال مسلسل «حق ميت» بطولة حسن الرداد وإيمى سمير غانم، والمسلسل أعاد اكتشاف «إيمى» فى دور تراجيدى يزدحم بمشاعر الكبت والحزن والألم والضحية والحب، وابتعد بها تماما عن الأدوار الكوميدية الخفيفة.