تلوث بيئى.. إهدار للثروة السمكية.. استنزاف ملايين الدولارات سنويا .. أزمات عديدة عانت منها بحيرة المنزلة على مدار سنوات بسبب عدم وجود حلول جذرية وحجم التلوث البيئى أحدثته وعمليات تطهير غير فعالة تنفق فيها الحكومة الملايين إلى جانب إهدار كميات هائلة من الثروة السمكية التى كانت تنتجها البحيرة وقبل أن تستقبل العديد من المصارف الصحية والزراعية حتى ظهرت فكرة مشروع تطوير البحيرة من أحد أبناء القرى المطلة على بحيرة المنزلة ويدعى السيد زكريا رجب من قرية «شطا دمياط» والذى يروى لنا تفاصيل المشروع ونتائجه فى هذا الحوار:::? ما أسباب تلوث مياه بحيرة المنزلة؟ ?? بحيرة المنزلة تتغذى بالمياه من اتجاهين من الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب تتغذى بمياه معظمها ملوثة لأنها مياه صرف صحى وصرف زراعى وتأتى من مصرف بحر البقر وبحر حادوس وعدة مصارف أخرى وبما أن المياه النظيفة التى تأتى من الشمال من البحر المتوسط أثناء المد هى نفسها التى تخرج أثناء الجزر فبذلك تزداد نسبة التلوث فى البحيرة يوما بعد يوم لأن المياه التى تبقى فيها هى مياه الصرف الصحى والزراعى. وهو ما أضر بالثروة السمكية بالبحيرة وجعلت آلاف المزارع تعتمد على ماكينات لتغيير المياه وتحريكها تستهلك تلك الماكينات ملايين الدولارات سنويا. ? وما أهم الدوافع التى جعلت من تنفيذ المشروع أمرا ضروريا؟ ?? تنفيذ مشروع قومى لإنقاذ وتطوير بحيرة المنزلة، الذى يهدف إلى معالجة مشكلة تلوث مياه بحيرة المنزلة وتحسين جودة المياه بها وتنمية الثروة السمكية، وعودة البحيرة إلى سابق عهدها فكرة تؤرق آلاف الصيادين وأهالى القرى المحيطة بالبحيرة خاصة وأن عمليات التلوث وعدم وجود حركة لمياه البحيرة جعلت البوص وورد النيل وأماكن ضحلة تسيطر على آلاف الأفدنة وكانت وكرا للخارجين على القانون هذا إلى جانب الآثار الصحية والاقتصادية السلبية لهذا التلوث لذلك حاولت البحث فى حل جذرى لمشكلة تلوث مياه البحيرة. ? ماذا عن فكرة المشروع وما هى تكلفته؟ ?? البحيرة تحتاج إلى عملية تجديد للمياه عبر ضرورة فتح بوغاز فى منطقة الشيخ على وهى تبعد عن عزبة البرج بحوالى 16 كيلو تقريبا وعمل بوابات على بوغاز الشيخ على وبوغاز الصفارة تفتح فقط أثناء المد وعلى العكس من ذلك عمل بوابات على بوغاز الجميل الجديد وبوغاز الجميل القديم وتفتح فقط أثناء الجزر وتعمل جميعا بحركة المياه الطبيعية أثناء المد والجزر وأيضاً إقامة ثلاثة كبارى على طريق دمياط بورسعيد مثل الكبارى التى تقام على الترع لتقليل التكلفة فالبحيرة لا تحتاج أكثر من ذلك على أن يكون عرض الكوبرى من 10 إلى 15 مترا وبعمق مترين وتقام هذه الكبارى مكان العبارات الموجودة فى منطقة سورجان ومنطقة الخشبة ومنطقة الجمزرا. وتقدمت بطلب لهيئة تنمية الثروة السمكية ووزارة الزراعة بشق قناتين من بحر الميدان وهو أعمق منطقة فى المثلث إلى كوبرى الجمزرا وكوبرى الخشبة ومنهما إلى جنوب الطريق حتى تصل إلى المياه العميقة مع تطهير قناة الرسوة وقناة القابوطى وإيصالهما بقناة السويس وعمل بوابات عليهما تفتح فقط أثناء الجزر لصرف المياه وتطهير قناة الرطمة حتى كوبرى سورجان وعمل بوابات على قنوات البط والرطمة والصفارة التى تصل فرع دمياط ببحيرة المنزلة ويفتحوا فقط أثناء المد ولكن لم يتم الاهتمام بالأمر إلى الآن رغم أن المشروع لن يتعدى تكلفة تنفيذه أكثر من 150 مليون جنيه سيتم استعادة هذا المبلغ فى عدة شهور من عائدات الثروة السمكية وتوفير السولار المستخدم فى ماكينات المزارع السمكية إضافة إلى توفير مصدر دخل لأكثر من 300 ألف أسرة يمثلون على أقل تقدير مليون مواطن مصرى يعيشون تحت خط الفقر. ? أهم نتائج تنفيذ المشروع؟ ?? بعد تنفيذ المشروع بهذه الطريقة يكون تيار المياه فى اتجاه واحد من الغرب فى دمياط إلى الشرق فى بورسعيد وبذلك يتم تجديد مياه البحيرة كل شهرين تقريبا وبصفة دائمة وأهم النتائج المترتبة على ذلك تطهير مياه البحيرة وتغييرها بصفة دائمة بدون تكلفة والقضاء على الحشائش وورد النيل والبوص الذى يصل إلى ارتفاعات عالية يستخدمه الخارجون على القانون كأوكار مع إضافة مساحات كبيرة إلى مناطق الصيد الحر فى البحيرة التى يشغلها حاليا البوص والحشائش وورد النيل ثم القضاء على العصابات وقطاع الطرق الذين يتخذون من البحيرة مأوى لهم لأن المياه المالحة سوف تقضى على البوص وتجعل البحيرة أرضًا مكشوفة يصعب الاختباء بها. إضافة إلى أن المشروع سيؤدى أيضا إلى توفير كميات كبيرة من السولار المستخدم لتغيير مياه المزارع السمكية وزيادة إنتاج البحيرة من الأسماك وخاصة الأسماك الممتازة التى هجرت البحيرة بسبب التلوث والحفاظ على صحة المواطن المصرى. التقديرات الأولية أظهرت أن المشروع سيوفر مليارات الدولارات أولها بسبب تغير نمط المزارع السمكية لتتحول إلى تربية الأسماك البحرية غالية الثمن ومن الممكن أن تتحول البحيرة لأكبر مصدر للأسماك ليس للسوق المحلى فقط ولكن للتصدير للخارج والاستفادة من العملة الصعبة إضافة إلى توفير السولار الذى يتم استهلاكه فى ماكينات تغير المياه الذى يصل تكلفته إلى 200 ألف دولار يوميا المشروع القومى لتطهير البحيرة يمكن أن يوفر لمصر ملايين الدولارات واستمرار تطوير المشروع بإنشاء مجمع صناعى يعتمد على الأسماك البحرية سيوفر لمصر مايقارب المليار دولار سنويا بديلا عن مدينة الأثاث التى تم اختيار موقع غير مناسب لها. ? لماذا لم يتم تنفيذ المشروع إلى الآن؟ ?? لا أعلم من وراء عدم تنفيذ هذا المشروع الذى يوفر للبلاد عشرات الملايين التى تخصص سنوياً لتطهير البحيرات ولا نعرف أين تذهب فقد تقدمت بالاقتراح إلى الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية وناقشته مع عدد من مستشارى وزير الزراعه لشئون الثروة السمكية وأعجبوا جدا بالمقترح ووعدوا بالبدء فى التنفيذ فورا وكان ذلك يوم 16 أكتوبر 2014 وحتى الآن لم يهتم أحد فما كان منى إلا أن أرسلت شكواى إلى رئاسة الجمهورية بالبريد يوم 16 ديسمبر 2014 وأتمنى أن يلاقى هذا المشروع القومى صداه لدى الجهات التنفيذية فى الدولة ومتخذى القرار.