قبل 21 أكتوبر 1967 كانت جميع المدارس البحرية فى كافة الأكاديميات العسكرية تؤكد أن القطع البحرية الكبيرة لا تقوى على مواجهتها سوى نظيراتها، إلا أن المقاتل المصرى استطاع أن يحطم هذه النظرية. تحتفل القوات البحرية فى يوم 21 أكتوبر من كل عام بعيدها، الذى يخلد ذكرى تدمير أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية عام 1967 «المدمرة إيلات» من خلال لنشات الصواريخ المصرية، وصد محاولات العدو الإسرائيلى الغاشم اختراق المياه الإقليمية المصرية وفرض السيطرة على مسرح العمليات البحرى، حيث تمكن (2) من لنشات الصواريخ المصرية من إصابة المدمرة إيلات وتدميرها وإغراقها باستخدام الصواريخ البحرية سطح / سطح لأول مرة فى تاريخ بحريات العالم، وقد كان لهذا الحدث أكبر الأثر فى تغيير الفكر الاستراتيجى العسكرى العالمى.وكشف اللواء بحرى أركان حرب أسامة ربيع، قائد القوات البحرية، على هامش الاحتفال بعيد القوات البحرية ال 48 أن حاملة المروحيات ميستيرال إضافة كبيرة جدا للقوات البحرية، خاصة أنها قادرة على تنفيذ المهام الاستراتيجية الخاصة بالإنزال البحرى على الساحل أو نقل قوات إلى دول أخرى خارج الحدود، بالإضافة إلى عملها كمركز قيادة مشترك للقوات البرية والبحرية. وعن التكلفة الخاصة بتشغيل حاملة المروحيات الميسترال أكد قائد القوات البحرية أنه بالنظر إلى الدور الذى يمكنها أن تؤديه والتهديدات التى تحيط بالمنطقة خلال الفترة الراهنة، لايقارن على الإطلاق بتكلفة تشغيلها، لافتا إلى أنها إضافة حقيقية للمهام الاستراتيجية التى يمكن أن تؤديها القوات البحرية خلال الفترة المقبلة. وحول التعاون مع الجانب الألمانى فى مجال الغواصات كشف قائد القوات البحرية أن مشروع الغواصات مستمر، للتعاقد على 4 غواصات حديثة من طراز 209 / 1400، ومقرر أن تصل خلال العام المقبل 2016، مؤكدًا أن الجانب الألمانى يقدم مساعدات كبيرة لمصر خلال الوقت الراهن، قائلًا: «هناك أطقم فنية مصرية فى ألمانيا للتدريب على مهام عمل وآليات تشغيل الغواصات الألمانية الجديدة المنتظر وصول الدفعة الاولى منها العام المقبل مبحرة بالأطقم المصرية إن شاء الله، مؤكدًا أن هذه الغواصات سوف تكون دعما كبيرا للقوات المسلحة بشكل عام وليس للقوات البحرية فقط». وأكد قائد القوات البحرية أن هناك تعاون وثيق مع الجانب الصينى خلال الوقت الراهن، والاستفادة من الخبرات الموجودة فى القوات البحرية الصينية، موضحًا أن الجانب الصينى يقدم كل الدعم والعون للقوات البحرية المصرية. وأضاف قائد القوات البحرية: «التحديث والتطوير للوحدات البحرية المصرية مستمر ومتواصل بشكل دائم، ولابد من مواكبة التقدم والتطور فى المجالات العسكرية، ومن غير المعقول أن نستمر بالعمل بالوحدات القديمة دون تطوير أو تحديث فى ظل التهديدات الكبيرة التى تعانى منها المنطقة فى الوقت الراهن، التى تستوجب حشد كافة القدرات لحماية الحدود والمياه الإقليمية المصرية، وقد قامت القوات البحرية بالعديد من التعاقدات الجديدة لتدبير وحدات بحرية حديثة ومتطورة تواكب التطور العالمى وقادرة على مجابهة هذه التغيرات وحماية حدود الدولة الإقليمية ومصالحها الاقتصادية (تدبير لنشات صواريخ طراز سليمان عزت - تدبير فرقاطات حديثة طراز جوويند – تدبير أحدث فرقاطة فى العالم طراز فريم – تدبير غواصات طراز 209 – تدبير حاملات مروحيات طراز ميسترال – تدبير لنش صواريخ طراز مولينيا والذى تم إهدائه للبحرية المصرية من الجانب الروسى). وحول التعاون مع الجانب الفرنسى فى مجال التسليح البحرى أكد قائد القوات البحرية أن هناك تعاون وثيق مع الجانب الفرنسى خلال الوقت الراهن، وهناك اتفاق لبناء وتصنيع 4 فرقاطات جديدة، مثل الفريم «تحيا مصر» سيتم بناء 3 منهم فى مصر داخل ترسانة الأسكندرية البحرية، وسيتم تسليم أول تلك الوحدات الجديدة بداية من عام 2017، كثمرة عمل وتعاون مع الجانب الفرنسى. وأشار قائد القوات البحرية إلى أن تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس مهمة أساسية ورئيسية للقوات البحرية، وكذلك سواحل البحرين الأحمر والمتوسط من كافة التهديدات، بالإضافة إلى اليقظة الكاملة لمضيق باب المندب باعتباره أمن قومى يرتبط بشكل مباشر بأمن قناة السويس. وفى رده على سؤال حول تكليف الرئيس السيسى للقوات البحرية بضرورة إزالة السفن الغارقة من ميناء الإسكندرية، أعلن قائد القوات البحرية أن العمل فى ميناء الإسكندرية مستمر وبنهاية مهلة العام سوف يتم إزالة كافة السفن الغارقة وتخريدها، حتى نحافظ على المظهر الحضارى لميناء الإسكندرية. وأوضح اللواء أسامة ربيع أن قواته تمتلك وحدات ذات تقنية عالية للعمل فى كافة المجالات القتالية المكلفة بها لحماية وتأمين مياهنا الإقليمية والأهداف الحيوية والاقتصادية بالبحر، إلى جانب دورها فى دعم أجهزة الدولة بكافة المجالات، بالإضافة إلى السعى المستمر لمواكبة التطور العالمى فى بحريات دول العالم وخاصة دول الجوار، مؤكدًا أن هناك خطط تطوير مستمرة للقوات البحرية فى إطار خطط التسليح الشاملة للقوات المسلحة، والحرص على تطوير وتحديث الوحدات البحرية ومنظومات القتال المتوفرة، بالإضافة إلى الحصول على وحدات بحرية جديدة تم التعاقد عليها وستنضم للقوات البحرية لتغطى مطالبها وتنفيذ المهام المكلفة بها، بالتعاون مع الدول الأجنبية المختلفة، بالإضافة إلى التصنيع المشترك بالتعاون مع بعض الدول الصديقة كنواة للاعتماد على التصنيع المحلى. وحول دور القوات البحرية فى عملية « حق الشهيد « كشف اللواء أسامة ربيع أن القوات البحرية كفرع رئيسى بالقوات المسلحة المصرية تعمل طبقاً لخطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية - التعبوية - التكتيكية المحددة بواسطة القيادة العامة للقوات المسلحة فى جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة وبالتالى كان للقوات البحرية دور تمثل فى عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية، ومنع أى إمدادات أو دعم أن يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمة أو سفينة مشتبه فيها.
