لما كان عيد النحر أكبر العيدين وأفضلهما ويجتمع فيه شرف الحج للحجيج وشرف الطاعة للمسلمين كانت لهم فيه معه أعياد قبله وبعده، فقبله يوم عرفة، وبعده أيام التشريق، وكل هذه الأيام أعيادٌ كما فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَومُ عَرَفَةَ ويَومُ النَّحرِ وأيام التشريق عِيدُنَا أَهلَ الإسلامِ، وهى أيام أَكلٍ وشُربٍ.. ولهذا بعث النبى صلى الله عليه وسلم من ينادى بمكة: أنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل، فلا يصومن أحدٌ. فقد قال النبىّ صلّى الله عليه وسلّم: (من كان صائماً فليفطر فإنّها أيام أكلٍ وشربٍ). وقد أمر الله عز وجل بذكره فى هذه الأيام المعدودات.وذكر الله عز وجل عقب الصلوات المكتوبات بالتكبير، ومنها ذكره بالتسمية والتكبير عند ذبح الأضاحى الذى يمتد إلى آخر أيام التشريق.وذكر الله عز وجل على الأكل والشرب فإن المشروع فى الأكل والشرب أن يسمى الله فى أوله وبحمده فى آخره فعن النبى صلى الله عليه وسلم قال:- "إنَّ الله لَيَرْضَىَ عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا. وذكره بالتكبير عند رمى الجمار وهذا يخص الحجاج.وذكر الله تعالى المطلق فإنه يستحب الإكثار منه فيها، وقد كان عمر يكبر بمنى فى قبته فيسمعه الناس فيكبرون فترتج منى تكبيرا. ونهى النبى عن صيام أيام التشريق لأنها أعياد للمسلمين مع يوم النحر فلا تصام بمنى ولا غيرها. وذلك طلبَا للمغفرة والقبول اللهم أغفر لنا وتقبل منا.