شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الأسبوع الماضى حفل تخريج دفعتى الفريق محمد عبد الحميد حلمى، الدفعة 66 بحرية والدفعة 43 دفاع جوى، وهى أولى حفلات تخريج جيل جديد من مصانع الرجال هذا العام. حيث استهل الرئيس كلمته بالإعراب عن سعادته بحضور الحفل، ووجّه تحية إعزاز وتقدير لأسر الخريجين وطلب من قائد طابور العرض توجيه التحية العسكرية للأسر المصرية، الذين غرسوا فى نفوس أبنائهم قيم الولاء وحب الوطن وقدموهم فداءً لمصر، كما وجه سيادته قائد العرض العسكرى بتقديم تحية واجبة للأسرة المصرية التى تجود بخيرة أبنائها وتبدى دوماً استعدادها للتضحية من أجل الوطن.وقد ألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة وكذا بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة قائلا: «إنه بتخريج دفعتى الفريق محمد عبد الحميد حلمى.. الدفعة 66 بحرية والدفعة 43 دفاع جوى.. يشكلون بذلك جيلا جديدا ينضم إلى كتائب العزة والكرامة.. ليسجلوا فى مستقبل مصرنا الغالية أمجادا وبطولات.. وليساهموا بفاعلية فى الذود عن الوطن.. بعد أن تم إعدادهم علميا وعسكريا وفقا لأحدث المناهج وأكثر الأساليب تطورا وانضباطا.. لإكسابهم مهارة وفن القتال.. فنحن نعلم ما يحيط بنا فى منطقتنا العربية والإقليمية من تحديات وأحداث متلاحقة تستلزم منا اليقظة التامة والاستعداد القتالى العالى.. وإعداد الكوادر من ضباط المستقبل القادرين على العمل بكفاءة واقتدار لتأمين مسرح العمليات البحرى والجوى لوطننا العزيز على جميع الاتجاهات الاستراتيجية.. ليظل دوما كما عهدناه.. واحة للأمن والأمان والاستقرار. ووجه حديثه للخريجين قائلا: كونوا أهلا لهذا الشرف.. وقدموا القدوة والمثل الأعلى.. ولاءكم وانتماءكم لله ولوطنكم الحبيب.. وكونوا مثالا للانضباط العسكرى.. والخلق القويم.. وتمسكوا بالتقاليد العسكرية.. وتسلحوا بالعلم والمعرفة.. فأنتم خير أجناد الأرض. إنكم جيل جديد يضطلع بمهمة مقدسة للحفاظ على الوطن والذود عن شعبه وأرضه .. وإنكم مدعوون إلى إيلاء اهتمام كبير بالشباب الذين يلتحقون بالخدمة الوطنية سنوياً ورفع درجة الوعى وتنمية قيم الانتماء والولاء للوطن لديهم.. ومن المهم وضع برنامج متكامل وشامل للشباب الذين يلتحقون بالقوات المسلحة والشرطة سنوياً والبالغ عددهم مليون شاب.. من أجل تأهيلهم صحياً ورياضياً وزيادة وعيهم بقيمة الوطن والولاء له وإزكاء قيمة العمل لديهم.. فضلاً عن المساهمة فى تحقيق الرخاء والاستقرار والسلام.. وحال تنفيذ هذا البرنامج على الوجه الأكمل سيتم خلال عشر سنوات تقديم عشرة ملايين شاب مصرى للمجتمع.. يدركون المعنى الحقيقى للوطن ويقدسون قيمة العمل. كما أعرب الرئيس عن خالص تهانيه لأسر الخريجين الذين يشهدون ثمار جهدهم.. فَهُم قد بذلوا الكثير.. انتظارا لهذا اليوم الذى يشهد فرحة غامرة بتخرج أبنائهم.. وقدم لهم التحية.. فقد جادوا لمصر بفلذات أكبادهم.. رجالا أوفياء.. غرسوا فى نفوسهم قيم التضحية وحب الوطن.. فهنيئا لهم بحصاد ما غرسوه. كما وجه الرئيس التحية لأرواح الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة.. ومن المواطنين الأبرياء الذين ضحوا جميعا بأرواحهم وجادوا بها.. تاركين ذويهم وأسرهم من أجل هدف أسمى.. إعلاء لمصلحة هذا الوطن ودفاعا عن أمنه واستقرار شعبه. وقال «أبدا لن ننساكم ولن نتخلى عن عائلاتكم.. ستظل أسماؤكم محفورة بحروف من نور فى سجل تاريخ هذا الوطن.. تخليدا لذكراكم وعرفانا بتضحياتكم من أجلنا جميعا.. هنيئا لكم بالفردوس الأعلى.. شهداء أحياء عند ربكم ترزقون». وبمناسبة الذكرى الثالثة والستين لثورة يوليو المجيدة أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الثورة نجحت فى إنهاء الاحتلال وبدأت جهودا طموحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.. كما نجحت فى أن تلهم شعوبا عديدة كانت تناضل من أجل التحرر والاستقلال.. وتجاوز تأثيرها نطاق مصر والعالم العربى لتصبح رمزا لنضال شعوب عديدة فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية كانت تكافح من أجل استقلالها الوطنى.. وتتوق إلى غد جديد يصون عزتها وكرامتها.. حتى تحققت أحلامها إيذانا ببدء حقبة جديدة فى التاريخ الإنسانى. واضاف ان ذكرى ثورة يوليو تلهمنا بالكثير من القيم النبيلة التى نحن أحوج ما نكون إليها فى مرحلة البناء الراهنة.. إن تلك الثورة تستدعى فى وجداننا قيم العمل الدءوب والتكاتف والاصطفاف الوطنى.. لبناء مجتمعنا الجديد وتحقيق التنمية الشاملة المنشودة مشيرا إلى أن ثورة يوليو المجيدة لم تكن على الظلم فقط ولم تقتصر على مكافحة الفساد.. إنما صاحبها نهوض شامل فى شتى مناحى الحياة الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية.. وشهدت إنجازات عظيمة فى قطاع الصناعة المصرية.. ولا زالت تلك الإنجازات حاضرة فى عالم اليوم تشهد على ما حققته تلك الثورة العظيمة من نجاحات وما ساهمت به فى إثراء الحياة المصرية. وفى ختام كلمته أكد القائد الأعلى للقوات المسلحة أمن مصر القومى سيظل أولويتنا القصوى.. لا نفرط فيه أبدا تحت أى ظرف ولا نتهاون فى الدفاع عنه باذلين كل غال ونفيس.. إن الاستقلال الحقيقى لا ينطوى فقط على الاستقلال من الاستعمار إنما يتسع مفهومه ليشمل استقلال الإرادة الوطنية.. بعيدا عن أى ضغوط أو إملاءات أو مشروطيات.. والسيادة الحقيقية إنما تكتمل برفض أى تدخل فى شئوننا.. وسيظل شعب مصر متمسكا باستقلال إرادته وسيادته.. يدافع عنهما بثقة وإيمان وعزم لا يلين. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة قد شهد مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة 66 من الكلية البحرية والدفعة 43 من كلية الدفاع الجوى دفعة الفريق محمد عبد الحميد حلمى، والتى ضمت عددًا من الوافدين من المملكة العربية السعودية والسودان والبحرين والكويت. كان فى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى لدى وصوله مقر كلية الدفاع الجوى بأبو قير بالإسكندرية الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من كبار قادة القوات المسلحة، وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطنى. بدأت مراسم الاحتفال بعروض الاشتباك والدفاع عن النفس حيث تقدمت مجموعات من طلبة كلية الدفاع الجوى إلى ساحة العرض على شكل ثلاثة أهرامات، فى لوحة رمزية تعبر عن بزوغ شمس الحضارة البشرية من مصر لتنير الطريق للبشرية على مر العصور. واستعرض الطلبة من مختلف السنوات الدراسية مهاراتهم فى فنون القتال والاشتباك والدفاع عن النفس، أظهرت مدى الجرأة والاحترافية والكفاءة البدنية العالية التى يتمتع بها الطلبة وإتقان المهارات القتالية المختلفة التى تؤهلهم لتنفيذ كافة المهام تحت مختلف الظروف، كما رسم الطلبة بأجسادهم لوحة تمثل ترس العمل ومفتاح التنمية معربين عن استعدادهم للتضحية لحماية إرادة الشعب لتدور عجلة الإنتاج لبناء مصر المستبقل، كما استعرض الفرسان من طلبه الكلية على أجناب أرض الاحتفال بمهارات الفروسية بالقفز من الموانع المختلفة وتكوين التشكيلات الحركية والذى أظهر روح الإقدام والشجاعة لدى ضباط المستقبل. القتال المتلاحم وأستعرضت مجموعة من طلبة الكليه البحرية مهارات «الفقمة» البحرية الذى أظهر الاحترافية فى تنفيذ أعمال مكافحة الشغب والقتال المتلاحم باستخدام السلاح وبدونه ومواجهة أكثر من خصم فى آن واحد، كذلك التعامل مع العدائيات والتهديدات المختلفة باستخدام اساليب الاقتحام والاقتراب الحذر، والذى أبرز مدى ما وصل إليه طلبة الكلية من قدرة وكفاءة قتالية عالية. عرض «الكروس فيت» وقدمت مجموعات من طلبة الكلية البحرية وكليه الدفاع الجوى من مختلف السنوات الدراسية عرضا رياضياً تضمن عددًا من التمرينات الرياضة باستخدام الألواح الشراعية ومهارات الاشتباك والدفاع عن النفس واللعبات الفردية والجماعية. كما قدمت مجموعات أخرى بعض التدريبات القتالية المتنوعة لرياضة «الكروس فيت» والكاراتيه وكمال الأجسام شملت عددًا من التمرينات الرياضية الشاقة التى يمارسها طلبة الكليات والمعاهد العسكرية والتى عكست مدى ما اكتسبه الطلبة من مهارات رياضية وبدنية وقوة تحمل عالية باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لبناء الكفاءة القتالية للفرد المقاتل القادر على تنفيذ كافة المهام، وجسد مجموعة من طلبة الكلية البحرية بأجسادهم نموذجا رمزيا للمجرى الملاحى للقناة الجديدة ومرور قافلتى الشمال والجنوب. المهارة فى استخدام المعدات وقدمت مجموعة من الطلبة بالكلية البحرية وكلية الدفاع الجوى عرضا لمعدلات الأداء استعرض خلاله الطلبة مهاراتهم فى استخدام المعدات البحرية والتعامل مع أنظمة ومعدات الدفاع الجوى المتعددة الموجودة بالقوات المسلحة والتى تساير تكنولوجيا العصر لتأمين المجال الجوى المصرى، واستعرضت عناصر القوات الخاصة البحرية مهارات تجهيز اللنشات البحرية استعداداً لتنفيذ مهمه قتالية، كما استعدت اطقم وحدات الصواريخ الساحلية بأقصى سرعة لتنفيذ مهامها النيرانية لتأمين نطاق قاعده بحرية. وفى أزمنة قياسية نفذ الطلبة عددًا من المهام التخصصية لتجهيز المعدات وتحميل الصواريخ استعدادا للاشتباك مع الأهداف الجوية والساحلية بعد رصدها وتتبعها بواسطة أجهزة الرادار والاشتباك معها وتدميرها، فى منظومة متكاملة للعمل الجماعى تثبت أن رجال القوات البحرية وقوات الدفاع الجوى هم حماة البحر والجو وعيون مصر الساهرة ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من أجوائنا المقدسة كما قامت طائرة هليكوبتر بإسقاط مجموعة قتالية من عناصر الضبع الأسود لتنفيذ مهمة قتالية. العرض العسكرى واختتمت العروض بالعرض العسكرى الذى قدمته مجموعات الخريجين من طلبة الكلية البحرية والدفاع الجوى وعناصر رمزية من مختلف السنوات الدراسية يتقدمهم حملة أعلام. وقام نائب مدير كلية الدفاع الجوى بإعلان نتيجة الخريجين، حيث صدق القائد العام للقوات المسلحة على النتيجة النهائية لامتحانات التخرج لطلبة الدفعة 66 بحرية ومنحهم درجة البكالوريوس فى العلوم البحرية والدفعة 43 دفاع جوى ومنحهم درجة بكالوريوس العلوم العسكرية للدفاع الجوى، وكانت نسبة النجاح لمن انطبقت عليهم شروط التقدم للامتحان النهائى 100%، ثم جرت مراسم تسليم وتسلم القيادة إلى الدفعات الجديدة. وقام اللواء أ.ح خيرت بركات مدير إدارة شئون ضباط القوات المسلحة بإعلان قرار تعيين الخريجين، ومنح الأنواط لأوائل الخريجين، حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتقليد أوائل الخريجين المصريين والوافدين نوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية تقديرا لتفوقهم وتفانيهم فى أداء مهامهم خلال مدة دراستهم بالكلية وردد الخريجون يمين الولاء. وألقى اللواء أ.ح أحمد محمد حامد مدير كلية الدفاع الجوى كلمة أكد فيها أن خريجى الدفعة الجديدة من الضباط خريجى الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوى يفخرون بمصريتهم وشرف انتمائهم لقواتهم المسلحة التى قدمت نموذجا مشرفا فى الاستجابة لإرادة الشعب وإنقاذ هوية الوطن وكتابة تاريخ جديد لمصر، مؤكداً قدرتهم على حمل أمانة المسئولية نحو الحفاظ على مقدرات الوطن والدفاع عنه فى البر والبحر والجو بما اكتسبوه من علوم ومعارف وخبرات متراكمة داخل كلياتهم تعينهم على أداء مهامهم المستقبلية لتبقى مصر واحة للأمن والاستقرار لكل أبنائها وتواصل دورها الرائد فى المنطقة والعالم. وفى نهاية الاحتفال قام مدير كلية الدفاع الجوى بتقديم هدية تذكارية للسيد رئيس الجمهورية. حضر مراسم الاحتفال عدد من الوزراء والمحافظين وكبار رجال الدولة وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من الملحقين العسكريين المعتمدين بالقاهرة وقدامى مديرى الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوى وأسر الخريجين.وعقب انتهاء الحفل سجد الخريجون فى أرض الطابور شكرًا لله احتفالا بتخرجهم ثم انطلقوا باتجاه أسرهم الذين شهدوا حفل التخرج.