عندما قامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتوجيه الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة ألمانيا.. قامت دنيا جماعة الإخوان ولم تقعد.. وحاول التنظيم الدولى للإخوان بذل المستحيل لإفشال الزيارة، ذلك أن الإخوان يدركون جيدًا أن الزيارة بالنسبة لهم كارثة ومصيبة! الزيارة نجحت والمصيبة وقعت لكنهم - الإخوان فوجئوا بأن هناك مصيبة أكبر.. ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا يوجه الدعوة للرئيس السيسى لزيارة بريطانيا.. فالزيارة معناها اعتراف بريطانى جديد بالنظام المصرى وإدراك لحقيقة ما حدث فى مصر يوم 30 يونيو.. ثم إن بريطانيا ظلت سنوات طويلة مأوى لجماعة الإخوان وكل التنظيمات الإرهابية.. ولابد أن الزيارة ستؤدى إلى تغيير هذه الأوضاع. بكل المقاييس تلقى الإخوان ضربة قوية وصفعة يصعب احتمالها!يكفى أن تقرأ تعليقات الصحف البريطانية على الزيارة المرتقبة للرئيس السيسى لتعرف أن رياح التغيير بدأت تهب بقوة على علاقة بريطانيا بالإخوان والتيارات المتطرفة عموما! قالت صحيفة التايمز البريطانية تعليقا على دعوة رئيس الوزراء البريطانى للرئيس السيسى.. إن الرئيس المصرى أطاح رئيسًا منتخبًا ديمقراطيًا.. ولكنه بلا جدال قام بذلك بدعم شعبى ضخم ضد نظام استغل سلطته وقاد مصر صوب الانهيار. وأكثر من ذلك.. قالت الصحيفة إن محمد مرسى القيادى بالإخوان المسلمين فاز بأغلبية ضئيلة فى الانتخابات الرئاسية فى يونيو 2012.. وبدلا من العمل بالدستور.. أكد مرسى سلطته المطلقة فى تعديل دستورى. وتمضى الصحيفة إلى ما هو أبعد فتقول إنه ليس هناك شك فى أن قطاعًا كبيرًا من المجتمع المصرى يرى أن السيسى حمى مصر من حرب أهلية ومن القمع من الجهات الدينية.. وهذا هو السياق الذى سيقابل من خلاله كاميرون الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى. وراحت الصحيفة البريطانية بعد ذلك تؤكد أن مصر حليف لبريطانيا فى عدد من النواحى الحيوية.. فمصر تقاتل الإرهابيين.. ولم تعد سيناء منطقة آمنة تسعى فيها الجماعات المتطرفة والمتشددة لإقامة الخلافة والإطاحة بالحضارة الغربية.. كما أن حماس لم تعد مدعومة من مصر كما كانت مدعومة إبان حكم مرسى.. وإضافة لهذا كله كما تقول الصحيفة فإن مصر قوة إقليمية تعارض التوسع النووى الإيرانى. هكذا عبّرت الصحيفة البريطانية عن التغييرات العميقة التى طرأت على العلاقات المصرية البريطانية.. والأهم.. علاقة بريطانيا بجماعة الإخوان والجماعات المتطرفة. ومرة أخرى تقوم دنيا جماعة الإخوان ولا تقعد! اطلقت قيادات جماعة الإخوان فى بريطانيا عدة تهديدات بتنظيم حملة احتجاج واسعة ضد رئيس الوزراء البريطانى بعد توجيهه الدعوة للرئيس السيسى لزيارة بريطانيا.. خاصة وأن الدعوة جاءت بعد أيام قليلة من صدور حكم بإعدام الرئيس المعزول محمد مرسى. وأعرب قادة جماعة الإخوان فى بريطانيا عن غضبهم من إصرار رئيس الوزراء البريطانى على عدم وجود أى قضية مطروحة مسبقا على الطاولة فى لقاء كاميرون والسيسى لإجراء محادثات ثنائية.. فى إشارة واضحة إلى تجاهل كاميرون لتقرير منظمة العفو الدولية الذى انتقد أوضاع حقوق الإنسان فى مصر. ويتصاعد التوتر بين كاميرون وقيادات التيارات الإسلامية فى بريطانيا. رئيس الوزراء البريطانى أعلن أمام مؤتمر أمنى حضره فى براتسلافا عاصمة سلوفاكيا.. أعلن اتهامه لبعض أعضاء الجالية الإسلامية فى بريطانيا بتشجيع الشبان المراهقين على مغادرة البلاد وتسليم أنفسهم إلى مقاتلى داعش فى منطقة الشرق الأوسط. وطالب كاميرون المسلمين فى بريطانيا ببذل المزيد من الجهد لمكافحة التطرف ومحاصرة أيديولوجية تنظيم داعش الإرهابى بين الشباب. وفى المقابل يعلن قادة التيارات الإسلامية فى بريطانى رفضهم وغضبهم من تصريحات كاميرون خاصة أنه طالبهم بالاعتذار!.. وأعلنوا أن وجهة نظر كاميرون خاطئة تماما. ومن المؤكد أن الغالبية العظمى من الجالية الإسلامية فى بريطانيا ترفض فكر وأيديولوجية داعش.. لكنهم يعلمون أن اتهامات كاميرون لهم بتأييد داعش وتشجيع الشبان على الالتحاق بها هو مجرد مقدمة لإجراءات حقيقية ينتهى بها شهر العسل الذى استمر طويلا بين بريطانيا والجماعات الإرهابية! ومن المؤكد بعد ذلك أن اجتماعات التنظيم الدولى للإخوان لن تنقطع لوضع الخطط التى تستهدف إفشال زيارة الرئيس السيسى لبريطانيا.. ومن المؤكد أن الإخوان فى بريطانيا سيحاولون الحشد وتنظيم المظاهرات لإيهام الشعب البريطانى بأن المصريين لا يؤيدون الرئيس السيسى وأنهم يقفون ضده. من المؤكد أن الإخوان سيبذلون المستحيل لإفشال زيارة الرئيس السيسى لبريطانيا.. لكن من المؤكد أيضا أن كل خطط الإخوان وتحركاتهم ستفشل فشلا ذريعا كما فشلت من قبل فى الأممالمتحدة وفى ألمانيا وفى كل مكان يقوم الرئيس السيسى بزيارته! العالم تغير.. والدائرة تضيق كل يوم على جماعة الإخوان! قبل أيام ألقت السلطات الألمانية القبض على الإعلامى الإخوانى أحمد منصور مذيع قناة الجزيرة وذلك بناء على مذكرة توقيف دولية أصدرتها السلطات المصرية. السلطات الألمانية قررت إحالة المذيع الإخوانى - المولود فى مصر والذى يحمل الجنسية البريطانية - إلى المدعى العام لتقرير مصيره. وتوقع كثيرون أن تقوم ألمانيا بتسليم أحمد منصور المتهم فى قضايا تعذيب والصادر ضده حكما قضائيا إلى مصر.. لكن ألمانيا التى كثيرًا ما اتهمت مصر بأن قضاءها مسيس أفرجت عن أحمد منصور لاعتبارات سياسية، ولكن هذا لا ينفى أن الواقعة أصبحت تمثل جرس إنذار لكل قيادات الإخوان المطلوبين للعدالة فى مصر، والذين لن يعد فى إمكانهم أن يتنقلوا براحتهم بين دول العالم خوفًا من إلقاء القبض عليهم. بعد فشل الإخوان فى مصر أقام التنظيم الدولى للإخوان كل حساباته على أساس الاستعانة بالدول الغربية للضغط على مصر وعلى الرئيس السيسى. الأيام أثبتت أن حسابات الإخوان خاطئة وأنهم يخسرون رهاناتهم.. بنجاح منقطع النظير!