قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، دعوة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لزيارة بريطانيا، فيما ستكون أهم محطة في جولاته إلى الخارج منذ وصوله إلى السلطة قبل عام بعد زيارات في السابق شملت العديد من الدول، أبرزها الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا. ونقل الدعوة كيم داروك مستشار رئيس الوزراء البريطاني للأمن القومي، خلال استقبال السيسي له يوم الأربعاء الماضي. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة، إذ أن بريطانيا من أهم معاقل "الإخوان المسلمين" في أوروبا، والتي يتمركز فيها أبرز قيادات الجماعة بعد قيامهم مؤخرًا بإنشاء مكتب إداري لإعادة تنظيم الجماعة، وبعد أن باءت للضغوط الخليجية على الحكومة البريطانية لاعتبار جماعة الإخوان "إرهابية" بالفشل بعد جلسات تحقيق مكثفة معها. وقال الدكتور سعيد صادق، المحلل السياسي، إن "تكرار مشاهد الاعتراض على زيارة السيسي لبريطانيا، كما حدث خلال زيارته إلى ألمانيا هو أمر وارد جدًا، لاسيما وأن الإخوان المسلمين يسعون لاستغلال تواجده في الدول التي يمتلكون فيها تواجدًا قويًا من أجل إظهار أنه لا يمتلك شعبية وأنه فاقد للشرعية". مع ذلك قلل من أهمية تلك الاعتراضات، قائلاً: "العلاقات السياسية بين الدول لاتتأثر بالاعتراضات والهجمات الإعلامية وافتعال المظاهرات"، مشيرًا إلى أن "الدول الغربية تتحرك وفق التقارير التي تعدها سفاراتها في مصر، وأجهزة مخابراتها عن مدى ثبات النظام على الأرض وتقليمه لأظافر المعارضة. وقال إن "مدخل الاعتراف لشرعية السيسي في دول الغرب كان في زيارة ألمانيا، التي وقع خلالها اتفاقيات اقتصادية دون أن يكون هناك تأثير للانتقادات التي وجهتها المستشارة أنجيلا ميركل لأحكام الإعدام على العلاقة السياسية والاقتصادية". وأكد أن "أهم المكاسب من زيارة بريطانيا تتمثل في اعتراف دولي جديد، لأنه سيقابل ملكة بريطانيا ورئيس الوزراء على أساس أنه الرئيس الشرعي للبلاد"، مستبعدًا أن يكون للدعوى القضائية التي رفعها "الإخوان" في بريطانيا، أو المظاهرات والاحتجاجات التي سينظمونها، انعكاسات على الزيارة أو تمنعه من لقاء رجال الأعمال أو الجالية المصرية.
وتابع صادق: "الديمقراطية وحقوق الإنسان ليست على أولوية السياسة الدولية ووجوده هو للاستهلاك المحلي فقط، كما أن وضع مصر في منطقة الشرق الأوسط متميز جدًا لاسيما في ظل تصاعد الوضع في الدول العربية وفشل التصدي للإرهاب في سوريا والعراق وغيرهما". وقال الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إنه "من المتوقع أن ينشط الإخوان في بريطانيا لشن هجمة شرسة على السيسي أثناء زيارته، خاصة أنهم يشكلون قاعدة كبيرة في بريطانيا يرتكزون خلالها على إدانة أحكام الإعدام الذي ينتقده أيضًا الغرب، بالإضافة إلى الحديث عن المعتقلين وعدم استكمال المرحلة الأخيرة من الانتخابات البرلمانية". وأوضح أنه "على الرغم من كل هذه المخاوف إلا أن زيارة السيسي ستكون ضرورية لتوضيح جميع الانتقادات الموجهة لملف حقوق الإنسان"، مشددًا على أنه "يجب أن يتم تفادي الأخطاء التي حدثت أثناء زيارته لألمانيا فيما يتعلق باصطحاب الفنانات هناك والتنسيق الجيد مع الجانب البريطاني حول إعداد المؤتمر الصحفي لتفادي أي اختراق من قبل جماعة الإخوان بجانب إعداد أجندة واضحة بأهداف الجانب المصري من الزيارة وما لم يتحقق خلال الزيارات الأوروبية السابقة لتحقيقه خلال زيارة بريطانيا". وقال أحمد عز العرب، نائب رئيس حزب "الوفد"، إن "نقل داروك، مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشؤون الأمن القومى، الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسي لزيارة بريطانيا يعد مكسبًا جديدًا لمصر، لكسر العزلة الدولية، بعد زيارة الرئيس الناجحة إلى ألمانيا وعقد عدة اتفاقيات اقتصادية مع الجانب الألماني، بالإضافة إلى نجاحه في توضيح الصورة في مصر ودحر أكاذيب جماعة الإخوان المسلمين". وأضاف أن "الزيارة سيكون لها أثر كبير في نقل صورة جيدة عن مصر وعن إرادة المصريين التي نادت بعزل مرسي في ثورة 30 يونيو واستجابت لها القوات المسلحة"، مشيرًا إلى أن "الاتحاد الأوروبي رضخ للأمر الواقع في مصر، بعد وجود رئيس ودستور منتخب للبلاد"., ومع إشارته إلى أن "بريطانيا يقيم على أراضيها الكثير من أعضاء الإخوان ومن أشد الداعمين لها، إلا أنه قال إن "الجالية المصرية في بريطانيا سترحب بزيارة الرئيس ولن تفلح جماعة الإخوان في عرقلة هذه الزيارة".