رغم ان الأراضى العراقية لم تحرر كليًا من تنظيم داعش إلا أن رفقاء السلاح والمواجهة ضد هذا التنظيم الإرهابى القوات الكردية (البيشمركة) وقوات الحشد الشعبى بدأوا فى الصراع بينهم على السيادة الخاصة بالأراضى التى تم تحريرها والعجيب فى الأمر أن صدام الطرفين للسيطرة على أراض تتبع السنة العراقيين وهو ما حدث فى محافظه ديالى بعد أن وقعت اشتباكات بين قوات البيشمركة الكردية ومجموعة «سرايا الخرسانى» التابعة ل «الحشد الشعبى» وهى المرة الأولى التى يصطدم فيها الطرفان. سبب الاشتباكات اعتراض قوات «الحشد الشعبى» التى تسيطر على منطقة السعدية فى ديالى على محاولة البيشمركة حفر خندق فى منطقة «جلولاء» القريبة علماً أن المنطقتين تسكنهما قبائل عربية سُنيَّة وخضعتا لسيطرة «داعش» لشهور قبل تحريرهما نهاية العام الماضى. وتتقاسم قوات البيشمركة و«الحشد الشعبى» الملف الأمنى فى محافظة ديالى إذ تتولى القوات الكردية تأمين مناطق شمال المحافظة وشمال شرقيّها فيما تؤمّن قوات الجيش والشرطة و«الحشد» بعقوبة وبلدات إلى جنوب ديالى وجنوب شرقيها وتشير المصادر إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى خلال تلك الاشتباكات وتؤكد اتصالات بين الحكومة المركزية فى بغداد وحكومة إقليم كردستان لتهدئة الأوضاع. وبحسب مصادر أمنية فإن الاحتكاكات لم تتوقف بين الطرفين هناك منذ شهور بخلاف وجود توترات بين البيشمركة وقوات الحشد فى عدد من مناطق التماس فى ديالى ويغلب السكان العرب على جلولاء بمحافظة ديالى التى تقع على بعد نحو 150 كيلومتراً إلى الشمال الشرقى من بغداد وكان تتبع قضائيا الحكومة المركزية إلى أن اجتاحها تنظيم الدولة الإسلامية غير أن الأكراد يقولون إنها كانت تحت سيطرتهم حتى السبعينيات عندما جلب صدام حسين عشيرة الشيخ فيصل الكروى «لتعريب» المنطقة والآن أصبحت مهجورة إلا من الحيوانات الضالة والميليشيات الشيعية والبيشمركة الذين يحددون أراضيهم بالرايات والكتابة على الجدران فى أجواء يسودها التوتر ويرى مراقبون ان الصراع على استعادة السيطرة على أراض متنازع عليها وبلدات مثل جلولاء سيفتح مجددا الصراع على الحدود بين مناطق تخضع لسيطرة الأكراد وأخرى تديرها حكومة بغداد التى يقودها الشيعة صراع البيشمركة والحشد الشعبى فى ديالى ليس الأول فهناك أيضًا صراع بينهما على مدينة كركوك الغنية بالنفط وتتصاعد المخاوف الكرديه بعد دخول «الحشد الشعبى» إلى كركوك وارتفاع أعداد عناصره إلى 7 آلاف وفقا لمصادر أمنية عراقيه الأمر الذى سيعرقل الحرب على داعش لاسيما وأن كركوك متنازع عليها بين العرب والأكراد منذ سنوات رغم أن السيطرة عليها منقسمة بين البيشمركة الكردية وداعش. ويرفض الأكراد تواجد الحشد الشعبى فى كركوك وكما قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى بإن «الحشد» ممنوع من دخول المدينة ورد قائد «الحشد الشعبي» هادى العامرى على تصريح بارزانى قائلاً إن «الحشد الشعبى» بإمكانه التواجد فى أى مكان فى العراق لقتال التنظيم المتطرف. وتشير تقارير إعلامية إلى أن هذا الاختلاف الشيعى - الكردى غير مريح ويغذى المنافسة العرقية القابلة للاشتعال حول من سيسيطر فى النهاية على كركوك الغنية بالنفط كما يرفع من مخاوف حدوث تغييرات ديموغرافية قسرية فى تركيبة كركوك السكانية المتنوعة والتى تضم أكراداً وعرباً سنة وشيعة وتركمان وعراقيين من طوائف ومذاهب أخرى صراع الأكراد والشيعه آثار إشكالية عن موقف العرب السنة من هذا الصراع ومستقبلهم والإجابة، كما يراها المحللون العراقيون بأنه ليس لدى العرب السنة المحليون الذين نزحوا جراء القتال أى خيار يذكر سوى الانحياز لطرف أو لآخر أو اللجوء إلى الخيار الآخر والحل الاصعب الذى تطرحه دوائر سياسية أمريكية وتروج له المتمثل فى إنشاء إقليم سنى على غرار إقليم كردستان وبحسب دراسه أعدها باحثون أمريكيون ونشرت فى موقع «فورين أفيرز» الأمريكى التابع لمجلس العلاقات الخارجيه الأمريكى ترى ضرورة تأمين الولاياتالمتحدة لاتفاق مشاركة فى السلطة بين الحكومة العراقية والعشائر السنية بما يسمح بمنح سلطة الحكم الذاتى للسنة على الأراضى السنية بالعراق شبيه بما منح للأكراد. واعتبرت أن قمع السنة على يد الحكومة التى يهيمن عليها الشيعة كان السبب الرئيسى فى حشد الدعم السنى لداعش، مضيفة أنه لابد من القضاء على خوف السنة من أن الإطاحة بداعش ستعيد مجددا هيمنة الشيعة مطالبة بضرورة منح السنة كذلك بجانب الحكم الذاتى سياسيا السيطرة على الشرطة المحلية وقوات الأمن فى المناطق السنية. الحديث عن حكم ذاتى لم يتوقف عند الدراسة الأمريكية بل إن حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى أكد على دستورية المطالبة وإنشاء أقاليم فى البلاد ومشددا على ضرورة توزيع الثروات بشكل عادل بين محافظات البلاد، مشيرا إلى أن إنشاء الأقاليم حق دستورى ولا يمكن أن يقف أحد ضده ولكن يجب فتح النقاش فى عدد من الأمور ومنها ما يتعلق بالتوقيت ومدى الحاجة وعدد المحافظات وغيرها من الأمور وهو نقاش سليم وحق دستورى ولا ينبغى لأحد أن يمنع من إثارته.