للضغوط الداخلية والخارجية تأثيرها على الموظف أو العامل فى مجال العمل حيث تؤدى إلى استنزاف جسمى وعقلى وانفعالى، حيث إن التعرض للمواقف الضاغظة الصعبة والمستمرة لا بسبب القلق المزمن فحسب بل يحدث تغييرًا فى سرعة وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض السبكوسوماتية (النفس - جسمية).. وحول هذه المحاور دارت الندوة التى عقدت بمعهد الطفولة تحت اسم الاحتراق النفسى الوظيفى من منظور علم النفس الإكلينكى. ويقول د. جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس الإكلينيكى بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس أم الأمراض النفسية مثلها تمامًا مثل الأمراض الجسمية لها درجات ومستويات تتراوح ما بين (الخيف والمتوسط) الذى لا يشكل بطيعة الحال تهديدًا للحياة لذلك يتصف الاحتراق النفسى بحالة من الثبات النسبى فيما يتعلق بالتغيرات السلبية التى تعد محصلة ردود الفعل المباشرة لتعرض لمصادر الضغوط فى بيئة العمل وهى عبارة عن حالة من عدم الرضا عن الأداء الشخصى والوظيفى، وما قد يصاحبها من غياب الدافعية للعمل وهو يحدث غالبًا للأشخاص الذين يلتزمون برؤية مثالية لأداء العمل وتولى المسئوليات ومهام وظيفية صعبة وشاقة ومن أهم أعراض ومؤشرات الاحتراق النفسى أعراض سلوكية وهى مجموعة من السلوكيات التى تظهر على تصرفات الفرد فى حياته اليومية مثل شعور الفرد بالإنهاك النفسى والجسمى التغيب عن مكان العمل لأتفه الأسباب والنظر إلى الساعة باستمرار وإبداء الشعور ببطء الوقت وفقدان الميول الابتكارية وهناك أيضًا أعراض انفعالية وهى الأعراض السائدة على حالة الفرد النفسية والمزاجية مثل الخوف الزائد والقلق المبالغ فيه انخفاض تقدير الذات الشعور بعدم الأمان وزيادة المشاعر العدوانية وهناك أعراض فسيولوجية مثل انخفاض الطاقة باستمرار الشعور بالتعب عند القيام بمجهود بسيط وفقدان الشهية للطعام واضطرابات فى النوم مشكلات فى عملية التنفس والنسيان والشعور بالصداع والأرق. وأشار د. جمال إلى أن هناك أسبابا وعوامل تؤدى إلى الاحتراق النفسى فيها العمل لفترة طويلة دون الحصول على قسط كاف من الراحة ومحدودية الصلاحيات لاتخاذ قرارات لحل مشكلات العمل وقلة التعزيز والتقدير الإيجابى (المعنوى أو المادى) والشعور بالعزلة فى بيئة العمل وصنعت العلاقات الاجتماعية وتتضارب الأدوار وغموضها. وأوضح د.جمال أن هناك العديد من الإرشادات التى تفيد فى مجال الوقاية من الإصابة بالاحتراق النفسى أهمها توفير مناخ مناسب للعاملين وتوفير البرامج التدريبية المناسبة للعاملين والموظفين وتوفير نظام الحوافز والمكافآت المعنوية والمادية. كما أن هناك العديد من الإجراءات والجهود العلاجية التى تفيد فى علاج حالات الاحتراق النفسى من أهمها تحليل الدور ويعنى ذلك توضيح الحقوق والواجبات والمسئوليات والمهام والتوقعات الخاصة بالوظيفة وذلك لتجنب المشكلات والخلافات بين الموظفين وبعضهم، وتوفير ومراعاة العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين الموظفين.