فى جو يسوده الأمل و يغلفه التفاؤل افتتح مجمع اللغة العربية مؤتمره السنوى فى دورته الحادية والثمانين (2014 2015) والذى حمل عنوان «اللغة العربية وعالم المعرفة» والذى كانت أهم محاوره التخطيط اللغوى والتنمية اللغوية وقضايا الترجمة والتعريب ووسائل الاتصال الإلكترونى وكذلك العرض لعدد من المقترحات فى موضوعات المصطلح العلمى والأرقام وكتابة الحروف والرسم الإملائى وأسماء الشهور. وألقى د. حسن الشافعى رئيس المجمع الكلمة الافتتاحية حيث قال إن المجمع سيكون حريصا على تغيير النغمة المعتادة فى الشكوى من تدهور حال اللغة العربية فنحن رجال المجامع اللغوية نواجه تحديا كبيرا وتلقى علينا مسئولية ثقيلة خاصة فى مجال الثروة الرقمية وأضاف أن هناك حركة من الحنين والإحساس بالذنب تجاة اللغة العربية التى هى حياتنا وحضارتنا وهى بيتنا وهويتنا وبقاؤنا ومصيرنا وظهر هذا الحنين فى عدد من الأقطار العربية وقال إن مجمع اللغة العربية بالقاهرة يعتزم إلى جانب نشاطه المعتاد فى متابعة الحركة العلمية فى العمل المجمعى اللغوى أن ينجز المعجم الكبير فى خمس سنوات بدلا من أربعين بالإضافة إلى متابعة النمو الثقافى المتجدد فى العالم العربى وتوثيق الارتباط بالأوساط الثقافية بالقاهرة وأعلن عن اعتزام المجمع البدء فى تنظيم موسم ثقافى فى مطلع العام القادم و وعد الشافعى تغيير إيقاع العمل بالمجمع لكى يكون أكثر انجازا. كما أشار إلى إنشاء صندوق خاص لكى يحل محل مكافأة نهاية الخدمة الرسمية التى توقفت بالإضافة إلى تفعيل العمل المجمعى وتوسيع دائرة اتحاد المجامع وكذلك إقامة بنية تحتية لدعم العمل المؤسسى القومى كما اعلن عن إنشاء مكتبة تخص المجمع على النظام الإلكترونى والتقليدى. وأعرب د. السيد عبد الخالق وزير التعليم العالى عن سعادته لاختيار عنوان المؤتمر والذى حمل عنوان اللغة العربية وعالم المعرفة لافتا إلى أنه يسعى إلى أن تكوت لغتنا موصلة للمعرفة مما يلقى مسئولية كبيرة على عاتق المجمع وهو عنوان موفق يواكب الحاجة الماسة لتأسيس مجتمع معرفى حقيقى يشعر به كل مواطن على أرض مصر أو فى الوطن العربى كما أن موضوع المؤتمر يلتقى مع ما تحاول وزارة التربية والتعليم القيام به فى الوقت الحالى حيث أعلن عبدالخالق عن قرب الإعلان عن انعقاد مؤتمر بعنوان مصر تعبر للمستقبل على جسور المعرفة لتوفير بيئة علمية مساعدة على الإبداع كما أعلن عن الإعداد لاقتراح لسنة تمهيدية فى معظم الكليات على أن تكون اللغة العربية هى المادة الاساسية وأبدى استعداده التعاون مع مجمع اللغة العربية لوضع برنامج لتبنى النهوض باللغة العربية. وأضاف أن هذا المؤتمر فرصة لتبنى المجمع مشروعا قوميا طموح فى كل الوزارات لمضاعفة نشاط الترجمة وتعريب العلوم وربط اللغة العربية بوسائل الاتصال الإلكترونى. أما د. فاروق شوشة الأمين العام للمجمع فقد أعرب عن تفاؤله بمستقبل اللغة العربية خاصة وأن هناك إقبالا كبيرا من أبناء الثقافات الأخرى لتعلم اللغة العربية، كما قامت عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية بإضافة اللغة العربية كلغة ثانية مقررة على الطلاب، فضلا عن زيادة الأساتذة المستعربين الذين جعلوا من العربية مشروع حياتهم وطالب شوشة بالعناية بتمكين العربية فى بيئتها بوصفها مدخلا سياسيا واجتماعيا وثقافيا وأساسا للتقدم والتنمية كما أشار إلى ضرورة تجديد وتحديث اللغة العربية و جعلها وافية لمطالب هذا العصر ومن جهه اخرى عرض شوشة لأسباب تدهور اللغة العربية و وضع على رأسها ضعف ادارة معلم اللغة وانعدام القدرة على تغيير الواقع المدرسى والنهوض به وغياب اللغة العربية الصحيحة عن مساحات واسعة من الإعلام المرئى و المسموع، وأضاف أنه آن الأوان لتوسيع المعجم العام للعربية، بقصد استيعاب المفردات المعبرة عن الحياة اليومية بتفصيح العاميّ وتعريب الدخيل وتوسيع معجم مصطلحات العلوم.