نظرة شاردة.. دمعة حائرة.. بسمة باهتة على شفتيها.. اسمها يعطيك الأمل يحمل معانى كثيرة.. يجعلك تعيش فى دنيا كبيرة.. اسمها على مسمى ظاهريًا.. ولكنه فى الواقع والحقيقة غير هذا تمامًا.. فهى اسمها «نور» ومع ذلك فدنياها مظلمة.. قاتمة.. سوداء.. أسود من الليل الحالك.. ننظر إليها نقول مازالت طفلة.. هى رقيقة.. ذات وجه يحمل ملامح رقيقة.. جميلة.. ولكنه وجه أصفر.. عيون زائغة.. جسدها نحيل.. ترى علامات المرض واضحة عليها واهنة ضعيفة.. تحتاج لمن يمسك بيدها ليصل بها إلى بر الأمان.. هى فتاة لم تبلغ العشرين من عمرها بعد.. وبالرغم من ذلك تشعر بأنها ربما تخطت الأربعين أو أكثر.. تمشى مستندة على ذراع أمها.. تشعر من الوهلة الأولى أن قلب أمها يتمزق وأن الحياة انطفأ نورها وأصبحت مظلمة ظلمة حالكة.. بل إنها كانت تتمنى الموت قبل أنت ترى زهرة شباب الابنة تذبل وتتساقط أوراقها.. كانت تتمنى أن يظل عودها أخضر نديًا.. ولكن ماذا تقول غير قدر الله وما شاء فعل.. نعم هذه هى إرادة الله.. تقول الأم:«نور» هى زرع عمرى.. هى أول فرحة دخلت قلبى.. هى الابنة البكرية.. منذ ولادتها وأنا أحلم بها شابة جميلة.. عروسًا يوم عرسها.. منذ بلغت السادسة والتحقت بالمدرسة وبدأت أعد العدة لزواجها.. كل جنيه استطيع توفيره أقوم بشراء شىء من جهازها كان قلبى يزغرد من الفرح عندما مر عليها خراط البنات، وبدأت ملامحها تظهر وتؤكد أنها ستكون «ست البنات».. كنت أحلم أحلامًا كثيرة وكبيرة.. لم أكن أرى إلا هى ولا أحلم إلا بها.. ولكن لم أكن أعلم ما تحمل لنا الأيام.. كان يوما عصيبا عندما عادت ابنتى الحبيبة من المدرسة وهى واهنة.. ضعيفة.. تكاد تجر قدميها.. غير قادرة على حمل حقيبة كتبها.. عندما سألتها عما تشعر به كان الجواب أنها تشعر بآلام فى جسمها وصداع يكاد يفتك برأسها.. وكان قرصًا مسكنا وكوبًا من الشاى هو ما قدمته لها.. ومرت أيام لتعود بنفس الحالة، ولكن هذه المرة أشد ولم يفلح معها لا قرص المسكن أو حتى كوب الشاى.. طلب منى الأب أن أصطحبها إلى الطبيب.. وقد كان، والذى أكد أنها مصابة بنزلة برد، ووصف الدواء ولم يمر يوم إلا وزادت الحالة سوءًا.. عدنا إليه مرة أخرى حاول تغيير الأدوية إلا أنها لم تأت بنتيجة وهنا طلب إجراء تحاليل.. وعندما ظهرت النتائج رأيت فى عينه نظرة لن أنساها طوال عمرى.. كانت نظرة غريبة عرفت معناها فيما بعد.. طلب منى اصطحابها إلى المعهد القومى للأورام بالقاهرة.. حتى يتم عرضها على أطباء متخصصين يستطيعون تشخيص الحالة وتقديم المساعدة والعلاج المطلوب.. كانت رحلة صعبة على النفس.. اصطحبنا الأب إلى المعهد ونحن ندعو الله ألا يصيبك مكروها.. تم إجراء التحاليل مرة أخرى والأشعة.. وعرفنا وياليتنا ما عرفنا فقد أخبرنا الأطباء أنك مصابة بسرطان الدم وتحتاج إلى جلسات علاج كيماوى وإشعاعى.. كانت دموعى هى سلواى ماذا فعلت فى هذه الدنيا؟ ولكن هذه مشيئة الله ولا راد لمشيئته.. سنوات عجاف لم أر فيها النوم وتحولت أحلامى الجميلة إلى كوابيس تفتك بى كل ليلة.. حاولت أن أخفى حقيقة مرضها عن الأهل والجيران مراعاة لشعورها وحتى لا تصاب ابنتى بالاكتئاب.. وحتى تستمر فى دراستها.. وكانت إرادتها قوية وبالفعل حصلت على دبلوم زراعة.. الرحلة كانت طويلة.. رحلة مع الفقر والمرض.. المرض الذى أصاب الأب ولكن هذه المرة كانت إصابته بالفشل الكلوى وظل أسيرًا لجهاز الغسيل الدموى أكثر من خمس سنوات كان يأمل فى الشفاء ولكن كان الموت أقرب له وصعدت روحه إلى بارئها تاركا الأم والابنة مع المرض.. حملا وتركة وميراثا ثقيلًا حملته الأم على كتفها.. ولكن ناء الكتف بحمله، خاصة أن الأب المتوفى كان يعمل نجارا وليس لديه معاش.. تعتمد الأسرة على معاش الضمان 450 جنيها شهريًا وهذا المبلغ لا يكفى العيش الحاف.. أرسلت الأم وابنتها «نور» خطابا تطلب فيه المساعدة فى مصاريف العلاج والغذاء، فهل تجد هذه الأسرة المساعدة؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.