تناولت الدراما المصرية فى عام 2014 العديد من القضايا الشائكة والمسكوت عنها، منها الإلحاد والشذوذ الجنسى، فضلاً عن عودة أفلام الرعب إلى الشاشة.، فيما أثار فيلم «حلاوة روح» ضجة كبيرة بسبب منع عرضه ثم عودته إلى دور السينما بحكم قضائى. وعاد العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية هذا العام إلى الاهتمام بقضايا الجن والعفاريت والشعوذة، اعتمادا على الإثارة والتشويق. ومن أبرز البرامج التى اهتمت بمناقشة تلك القضية برنامج «أسرار من تحت الكوبرى» الذى يقدمة الإعلامى طونى خليفة، على قناة «القاهرة والناس»، حيث قدم العديد من الحلقات الخاصة بقضايا الجن والعفاريت، واستضاف خليفة فى إحدى الحلقات أحد المشايخ المعالجين بمحافظة الفيوم، للاطلاع على الطريقة التى يعالج بها من يمسهم الجن، وفى حلقة أخرى استضاف أحد الأشخاص، الذى زعم بأنه تزوج من جنية ولديه طفل منها. وأيضا تناول برنامج «صبايا الخير»، الذى تقدمه الإعلامية ريهام سعيد، على قناة النهار، حلقات لعلاج الجن والشعوذة، وأحدثت الحلقتان الأخيرتان جدلًا كبيرًا فى الشارع المصرى، بعد معالجة أربع فتيات ممن زعم أهلهن بأنهن ممسوسات من الجن. ومن أبرز الأفلام التى تناولت تلك القضية: «وردة»: هو فيلم رعب خاص بقضايا الجن والعفاريت، مستوحى من قصة حقيقية وقعت بإحدى القرى المصرية، وتدور أحداث الفيلم حول عائلة تعيش فى قرية ريفية مصرية تعرضت للعديد من الأحداث الغريبة التى فعلها الجن ضدهم. «الفيل الأزرق»: مأخوذ من رواية بنفس الاسم للكاتب أحمد مراد، ومن أفلام الرعب القليلة التى حققت نجاحا كبيرا، حيث حصد ما يقرب من 31 مليونًا ونصف المليون أرباحا فى دور العرض، وتدور أحداث الفيلم حول طبيب نفسى يعود للعمل بعد انقطاع دام خمس سنوات، ليفاجأ بصديقه فى مستشفى الأمراض النفسية، وبمرور الأحداث يكتشف أنه ممسوس بجن يدعى «نائل»، وينجح فى النهاية أن يخرجه من جسده. حلاوة روح أثار العديد من الأفلام التى تم إنتاجها العام الماضى جدلا واسعا وصل بعضه لساحات المحاكم، ويأتى على رأسها فيلم «حلاوة روح» الذى تم وقفه بقرار من رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب بدعوى أنه يحتوى على مشاهد تسىء للأطفال، وبدأت الأزمة عندما قرر رئيس الوزراء وقف عرض الفيلم بعدما اعترض المجلس القومى للأمومة والطفولة على بعض المشاهد التى جمعت نجمة العمل هيفاء وهبى مع الطفل كريم الأبنودى، بدعوى أن هذه المشاهد السينمائية بها انتهاك لحقوق الطفل وتدعو للعنف. الأمر الذى رفضه محمد السبكى منتج العمل، ودخل معركة قضائية للحصول على حقه، وتقدم بدعوى حملت رقم 56998 لسنة 68 قضائية، اختصم فيها كلا من رئيس مجلس الوزراء ووزير الاستثمار، والإعلام، والثقافة، ورئيس الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات، لتسببهم فى وقف عرض الفيلم، واستمر فى الإجراءات القانونية إلى أن حكمت محكمة القضاء الإدارى بوقف منع عرض الفيلم وقررت قبول الطعن على قرار رئيس مجلس الوزراء، ووقف تنفيذ القرار، وإحالة الدعوى للمحكمة الدستورية للفصل فى مدى دستورية المادة 49 من قانون تنظيم الرقابة على المهن السينمائية، وتم عرضه فى نهاية العام. كسر التابوهات وشهد عام 2014 عرض بعض الأفلام التى تتناول قضايا شائكة وساخنة وتكسر «التابوهات» أو المحرمات الثلاثة على الشاشة، وهى الدين والجنس والسياسة، ومع الموجة الجديدة من السينما الجريئة تم عرض فيلم «أسرار عائلية» الذى يعد الأول فى تاريخ السينما ويرصد قضية شائكة للغاية هى قضية المثلية الجنسية ونظرة المجتمع لها ونظرة أصحاب القضية للمجتمع، من خلال قصة شاب صغير السن له ميول مثلية يعيش فى أسرة متوسطة، ويصف الفيلم فى جو درامى الجانب الإنسانى لهذا الشاب وكيف يعانى داخل بيئته الاجتماعية بسبب انحرافه عن المعايير التى وضعها المجتمع. ورغم ضعف المستوى الفنى للفيلم، إلا أنها المرة الأولى أيضا فى السينما المصرية التى يتم التطرق فيها لقصة شاب ملحد من خلال فيلم «الملحد» الذى يقول صناعه أنهم قاموا بتقديمه استنادًا إلى قصة حقيقية، وتدور أحداث الفيلم حول ابن أحد الدعاة الإسلاميين المشهورين الذى يتجه نحو الإلحاد، وهو ما يثير حفيظة أسرته والمقربين له نظرًا للخلفية الدينية التى تربى فيها، كما يتطرق الفيلم فى ثناياه للمدى الذى وصل إليه انتشار الاتجاه نحو الإلحاد فى مصر. الفيلم تأليف وإخراج نادر سيف الدين وبطولة صبرى عبد المنعم وياسمين جمال وحسن عيد وليلى عز العرب ومازن معتصم وأحمد مجدى ومحمد عبدالعزيز ومحمد هشام. ومن الأفلام الجريئة راقية المستوى، والتى حصدت العديد من الجوائز فى المهرجانات الدولية، فيلم «لا مؤاخذة» لمؤلفه ومخرجه عمرو سلامة ليزيح الستار عن قضية الفتنة الطائفية ويطرحها بشىء من الجرأة والمصداقية. يكشف الفيلم النقاب عن حياة طفل مسيحى هانى عبد الله بيتر «أحمد داش» يتوفى والده، وسرعان ما تتراكم المشاكل على والدته حين تكتشف أن ميراث زوجها متمثل فى ديون طائلة، تضطر الأم لنقل هانى لمدرسة حكومية بدلًا من مدرسته الخاصة،وحيث إن هذا الطفل خائف من الاضطهاد الدينى فيدعى أنه طفل مسلم لتتوالى الأحداث،تتعقد الأحداث وترصد المشاهد كثيرًا من المواقف والتعقيدات التى تتعلق بتلك القضية.