شهد اليمن فصلا جديدا من سيناريوهات أزمة السياسة المشتعلة حيث أسقطت جماعة الحوثيين كل الأقنعة وأصبح اللعب على المكشوف خاصة أن فترة ولاية الرئيس عبد ربه منصور هادى تنتهى الشهر المقبل ومن ثم يدور خلف الكواليس مشاورات للبحث عن رئيس لليمن كان من بينها التمديد للرئيس الحالى لكن بعد حالة الصدام المستمرة بين جماعة الحوثيين ضد مكونات الدولة والسيطرة على كل مفاصل الدولة أصبحت اليمن أمام حسبة الخيارات مفتوحة ويستمر السجال بين الحوثيين والرئيس انتظارا للتجاوب لمطالبه حيث يتردد بأن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى يسعى لمنصب نائب الرئيس. أدان مجلس الأمن ممارسات جماعة الحوثيين ضد مؤسسات الدولة وندد أعضاء المجلس ال15 باللجوء إلى العنف خلال الأيام الماضية التى شهدت اختطاف مدير مكتب الرئيس هادى وإطلاق النار على وزيرى الدفاع ورئيس الوزراء ثم اقتحام مقر الرئاسة وإقامة الرئيس هادى مطالبين الأطراف كافة فى اليمن بالالتزام بعمليات الحوار والتشاور، وشدد المجلس على ضرورة وقوف جميع الأحزاب والأطراف السياسية فى اليمن مع الرئيس عبد ربه منصور هادى ورئيس وزرائه والحكومة اليمنية للحفاظ على البلاد فى مسار الاستقرار. من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن قلقه العميق إزاء تدهور الوضع فى اليمن، بحسب بيان صدر عن مكتبه، ودعا مختلف الأطراف اليمنية إلى وقف الأعمال العدائية كافة على الفور وممارسة أقصى قدر من ضبط النفس واتخاذ الخطوات الضرورية لإعادة السلطة الكاملة إلى مؤسسات الحكومة الشرعية، إلا أن تهديدات زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى كانت مدوية فى خطاب متلفز حيث أعلن أن سقف تحركات جماعته عال جداً، وتابع قائلاً: «هذا التحرك جاد وحتمى ومصيرى وإجراءاته مفتوحة وسقفه عال، وكلما كان هناك استجابة لمطالبنا سنتحاور، ونصح الرئيس بألا يخضع للقوى الخارجية فى هذه المرحلة الخطيرة مؤكدًا أن جماعته لن تقلق من مجلس الأمن وأى دولة». بل وذهب الحوثى إلى تهديد مجلس الأمن قائلاً: «أى إجراءات ستتخذونها ضد تحركنا وتخدم مؤامراتكم لن تفيدكم نهائياً ونحن جاهزون لمواجهة أى تداعيات مهما كانت، سنحافظ على مصالحكم لا تقلقوا». وطالب زعيم الانقلاب الحوثى، بضرورة تعديل مسودة الدستور وتفعيل بنود اتفاقية الشراكة والسلم، كما طالب الشعب اليمنى بالتحرك مع الحوثيين لمواجهة المؤامرة التى تدبر للبلاد بحسب زعمه. وكانت جماعة الحوثيين تمكنت من الاستيلاء على مقر الرئاسة اليمنية بعد اشتباكات دامية راح ضحيتها اثنان من حرس الرئاسة ومن ثم قاموا بالسيطرة جميع الأسلحة التى كانت فى المخازن ومحتويات المقر إلى جانب محاصرتهم لمنزل الرئيس اليمنى هادى عبد ربه منصور. وقال زعيم جماعة الحوثيين باليمن، عبد الملك بدر الدين الحوثى، إن القوى المستبدة التى كانت تحكم البلاد فى السابق مازالت تحكم من خلال الرئيس هادى عبد ربه منصور الذى سلك نهج تقسيم البلاد من خلال الحفاظ على مصالحه الشخصية الحزبية الضيقة على حساب الوطن، مشيراً إلى أن «منصور» يحمى الفساد من خلال عدم تفعيل الأجهزة الرقابية، وتابع قائلاً: «القوى الثورية لا يمكن لها أن تكون فاعلة إلا إذا تدخلت فى كل التفاصيل لمعالجة الاختلال فى الدولة.. مسودة الدستور تنهى الشراكة الوطنية وتقسم البلاد.. ولا أحد يسمع للقوى الثورية». وزعم قائد جماعة الحوثيين خلال كلمته أن السلطة اليمنية تعتمد على استراتيجية المماطلة فى مواجهة الأزمات وهو أمر كان يتبعه النظام السابق بحسب قوله. وطالب الحوثى بأربعة مطالب فورية وسريعة وهى: تصحيح وضع الهيئة الوطنية الملكفة بدراسة الدستور، سرعة حذف كل المخالفات واضافة النواقص المطلوبة إلى الدستور، سرعة التنفيذ لاتفاق الشراكة وفقا لوثيقة الحوار الوطنى، الدخول الفورى فى معالجة الوضع الأمنى فى البلاد وبصفة خاصة الوضع فى مأرب فيما التزم الرئيس هادى الصمت واستمر فى إدارة الأزمة والاتصالات مع كل القوى فى الداخل والخارج إلا أن الشائعات انتشرت من حوله بأنه يعمل وحيدا ومن الأفضل إعلان التنحى عن السلطة بينما ترددت أنباء تفيد بأن اليمن يبحث عن رئيس جديد بعد انتهاء ولاية الرئيس هادى إلا أن إجراء الانتخابات أمر معطل بحكم عدم إقرار الدستور وهو البند الأزمة فى اليمن حيث يصر الرئيس هادى بأن يشمل الدستور ستة أقاليم فى حين عادت كل القوى وفى مقدمتها جماعة الحوثى تطالب بأن يتكون اليمن من اقليمين ومن ثم بات الأمر فى عدة اتجاهات من بينها إما الحوار مجددا والتوافق على التمديد للرئيس هادى وإعطاء عبد الملك الحوثى نائبا للرئيس وحذف مسألة الأقاليم الستة أو البحث عن مجلس رئاسى يقود البلاد لمدة عام كامل يناقش خلاله مسألة الدستور من جديد ومن ثم الإعداد لإجراء انتخابات أو اختيار شخصية تحظى بقبول الجميع لإدارة البلاد لنفس المدة لحين حسم مسألة الدستور. ومع شدة المعارك فى اليمن ومخاوف من انفجار الوضع عقد مجلس التعاون الخليجى اجتماعا طارئا فى الرياض حيث أكد على دعم استقرار اليمن والحفاظ على وحدته ووقف الاقتتال والعودة إلى مخرجات الحوار والشراكة بين الجميع، كما أصدرت جامعة الدول العربية عدة بيانات تسير فى نفس الاتجاه كما طالبت مصر كل القوى فى اليمن. وانطلاقاً من الروابط والأواصر التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين بالتوقف التام عن استخدام السلاح أو اللجوء إلى العنف، والارتفاع إلي مستوي التحديات الخطيرة التي تواجه اليمن، وأن يلتفوا حول وطنهم للعمل على صيانة وحدته وصياغة مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم. كما ناشدت مصر جميع القوى السياسية اليمنية بتحمل مسئولياتها والإسراع بإخراج البلد من تداعيات الأزمة السياسية والأمنية التى تمر بها، والتى تهدد الأمن والاستقرار للخروج بالبلاد من هذا الوضع المتأزم وتحقيق الاستقرار والسلام في ربوع اليمن وبما يصون وحدته واستقلاله. وكانت نادية سقاف وزيرة الإعلام اليمنية، أكدت تمكن الحوثيين من السيطرة على مبنى التليفزيون اليمنى ورفض إذاعة أى بيانات رسمية، فضلًا عن اقتحام معظم المؤسسات الإعلامية الرسمية ممثلة فى وكالة أنباء سبأ، وصحيفة الثورة، واستخدامها لبث أخبارهم فقط، وأعلنت نادية أن وفد الحوثيين التفاوضى تعرض لإطلاق نار وسط العاصمة صنعاء، بينما نجا خالد بحاح رئيس مجلس الوزراء اليمنى من محاولة اغتيال من جانب مسلحين حوثيين، كما شنت مجموعة من المسلحين الحوثيين هجوما على مواقع تابعة للرئاسة، حيث قصفوا مواقع لحرس الرئاسة اليمينة مستخدمين فى ذلك الصواريخ، فيما اكتفى الحرس الرئاسى بصد الهجوم الجديد للحوثيين على تلة النهدين.