حالة من الهلع أصابت الأسرة المصرية بعد تهديد مرض الحصبة للأطفال حيث حصدت أرواح 6 وأصابت 162 الأسبوع الماضى، وهو ما دفع وزارة الصحة لإعلان تطعيم 16 ألفًا و571 طفلًا ضد المرض، مؤكدة أنه سيتم القضاء عليه فى مطروح وواحة سيوة ومدينتى السلوم وسيدى برانى خلال 3 أسابيع. «أكتوبر» التقت نخبة من الأطباء والمتخصصين فى الفيروسات للحديث عن أسباب هذا المرض وسبل العلاج منه. حذر د. محمد محمود أستاذ الفيروسات بالقصر العينى من خطورة الحصبة، مؤكدًا أنه مرض فيروسى انتقالى حاد ومعد ويصيب الأطفال والكبار أحيانًا، مشيرًا إلى أنه ينتقل بواسطة الرذاذ والاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة لافتًا إلى أن الشخص الذى يتعافى منه يكتسب مناعة مدى الحياة. وعن أعراضه ترتفع درجة حرارة الطفل المصاب بالحصبة لمدة ثلاثة أيام يعانى فيها من زكام شديد وسعال جاف واحمرار وحرقان بالعينين وعند نهاية اليوم الثالث تظهر بقع بيضاء داخل الفم تشبه ذرات الملح وفى اليومين الرابع والخامس يظهر طفح جلدى أحمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه ثم الجذع وأخيرا يغطى سائر الجسد ويبدأ الطفح الجلدى بالتلاشى فى اليوم السادس من بداية المرض ويتماثل الطفل للشفاء بعد مرورأسبوع. وتظهر أعراض المرض بعد مضى عشرة أيام من دخول الفيروس إلى الجسم المصاب. أما عن طريقة العدوى فأوضح د. محمود قائلًا الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى وينتقل من شخص لآخر عن طريق العطاس والسعال والتماس المباشر مع الشخص المريض، ويصبح الطفل معديا قبل ظهور الطفح بخمسة أيام ولمدة خمسة أيام أخرى بعد ظهوره لذلك يمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة إلى أن يتماثل للشفاء أو لمدة أسبوع من ظهور الطفح الجلدى وفترة الحضانة تمتد من عشرة إلى خمسة عشر يوما ويتماثل معظم الأطفال المصابين للشفاء بعد إصابتهم بالحصبة وتتكون لديهم مناعة دائمة. ويعانى الأطفال من مضاعفات الحصبة مثل الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى أو التهاب القصبة الهوائية أو التهاب الرئتين كما أن نسبة صغيرة جدا من الأطفال يصابون بالتهاب الدماغ الذى يمكن أن يؤدى إلى حدوث مشكلات ذات عواقب وخيمة على الطفل. وننصح الطفل المصاب بالحصبة بالراحة إلى أن تنخفض درجة حرارته ويتماثل للشفاء فى غرفة هادئة خافتة الضوء حتى لا تؤذى عينيه المتعبتين بسبب الالتهاب. وشدد على ضرورة علاج الحرارة المرتفعة بكمادات الماء والباراسيتامول مؤكدًا أنه لا يوجد علاج معين شاف للحصبة ولا تنفع المضادات الحيوية فى ذلك فهى مرض فيروسى ويحتاج الطفل للمضادات الحيوية لعلاج المضاعفات البكتيرية مثل التهاب الأذن أو التهاب الرئتين ولكننا ننصح يإعطاء إسبرين ونقط للأنف ودواء ضد السعال و يقتصر الغذاء على السوائل وتخفيف وتقليل درجة الإضاءة ويجدد هواء الغرفة من حين لآخر ويستعمل غسيل (الكلامينا) وهو موجود فى الصيدليات لتخفيف الحكة وكذلك محلول النشاء والماء وإذا اشتدت الحكة فإنه يمكن إزالتها باستخدام مركبات مضادات الهستامين (الحساسة)، مؤكدًا أن اللقاح ضد الحصبة يعتبرمن اللقاحات الأساسية فى جميع دول العالم ويعطى للطفل فى نهاية السنة الأولى من العمر. وأشار إلى أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الحصبة هى السبب الرئيسى لوفيات الأطفال التى يمكن الوقاية منها باللقاحات فى جميع أنحاء العالم فقد تم خفض معدل الوفيات بشكل كبير من خلال حملة التطعيم التى يقودها الشركاء فى مبادرة الحصبة وهم الصليب الأحمر الأمريكى ومراكز الولاياتالمتحدةالأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ومؤسسة الأممالمتحدة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية على الصعيد العالمى وانخفضت الحصبة بنسبة 60% من 873 ألف حالة وفاة عام 1999 إلى 345 ألف حالة فى عام 2005. وأوضحت الوزارة أن محافظة مرسى مطروح أبلغت عن162حالة اشتباه بمرض الحصبة فى المستشفيات، توفى منها أربع حالات فى المنزل وحالتان فى المستشفيات خلال الأسبوع الماضى. وأضافت أن 115 حالة تحسنت وخرجت من المشافى، بينما لا تزال 47 حالة تحت العلاج. وأشارت إلى أنها سجلت خلال الثلاثة شهور الأخيرة 1356 حالة حصبة، دون أن تعلن مناطق تلك الإصابات. وزار د. عادل عدوى وزير الصحة واحة سيوة التابعة لمحافظة مطروح. وقال إنه تم إرسال سبعين ألف جرعة من التطعيم الثلاثى الفيروسى (حصبة، حصبة ألمانية، نكاف) لتنفيذ حملة محدودة لتطعيم الفئات المستهدفة ضد المرض. وقال د. عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة والسكان لشئون الطب الوقائى إنه تم تطعيم 16 ألفا و571 طفلا ضد الحصبة فى محافظة مرسى مطروح، وذلك حصيلة يومين من الحملة التى أطلقتها الوزارة لتطعيم الأطفال فى المحافظة، من سن 9 أشهر إلى 6 سنوات مضيفا أنه تم تطعيم 3 آلاف و760 طفلا فى واحة سيوة، و4 آلاف و981 بمدينة سيدى برانى، و3 آلاف و760 طفلا بالسلوم، و4 آلاف و538 بالضبعة. وأكد قنديل أنه سيتم القضاء تماما على بؤرة العدوى بفيروس الحصبة فى محافظة مرسى مطروح وتحديدا بواحة سيوة ومدينتى السلوم وسيدى برانى خلال 3 أسابيع. ما هو مرض الحصبة الحصبة هو مرض فيروسى انتقالى حاد ومعد يصيب الأطفال ويسبب لهم بعض المضاعفات التى تكون خطيرة فى بعض الأحيان ويعتبر من أكثر الأمراض انتشارا فى سن الطفولة خاصة، ولكنه قد يصيب الكبار أيضا وفى عام 1963 ومن خلال طفرة كبرى توصل فريق من علماء الفيروسات وعلى رأسهم الباحث الأمريكى جون فرانكلين أندروز إلى إنتاج لقاح مضاد للحصبة، ومع بداية التسعينيات أدى هذا اللقاح إلى ندرة مرض الحصبة فى بعض الدول. ومن أعراضه ارتفاع فى درجة الحرارة مصحوبا برشح وسعال ورمد، يتبعه ذلك طفح على جميع أجزاء الجسم. أول من عرف هذا المرض وميزه عن مرض الجدرى الطبيب والفليسوف أبو بكر الرازى وذلك فى بغداد سنة 900 ميلادية، مدة الحضانة تتراوح بين سبعة أيام وأربعة وعشرين يوما ويبدأ ظهور الطفح فى اليوم الرابع فى ارتفاع درجة الحرارة، وبعد أربعة أيام أخرى تأخذ الحرارة بالهبوط ويتبع ذلك تكوين قشرة شبيهة بالنخالة ومصدر عدوى الحصبة ومخزنها هو الإنسان، تنتقل الحصبة بواسطة الرذاذ والاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة وبعد الشفاء من الحصبة يكتسب الشخص مناعة مدى الحياة.