قبل أيام من تاريخ الثلاثاء 5 أغسطس الماضى تناقلت وسائل الإعلام أخبارًا عن مؤتمر صحفى عالمى مزمع انعقاده فى هذا التاريخ وعن استعدادات محافظة الإسماعيلية لهذا المؤتمر الذى سوف يعلن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى اسم التحالف من المكاتب الاستشارية الفائز بوضع المخطط العام لمشروع تنمية محور قناة السويس. فى هذه الأثناء أو قبلها بعدة أيام كان الرئيس السيسى قد صرح بأن هناك مشروعًا كبيرًا يعد مفاجأة للمصريين، ولم يكشف الرئيس لوسائل الإعلام أية تفاصيل عن هذا المشروع، وبدورها لم تحاول وسائل الإعلام أن تربط ما بين تصريحات الرئيس وما سوف يتم الإعلان عنه فى المؤتمر الصحفى الذى قيل إنه خاص بمشروع محور التنمية، والمعنى أنه لم يتم تسريب أية معلومات عن المفاجأة التى أعلنها الرئيس بالفعل فى المؤتمر الصحفى وهو حفر ما يشبه قناة موازية للممر المائى الحالى لقناة السويس الذى يبلغ طوله 190 كيلو مترًا، بينما يبلغ طول الممر الجديد 72 كيلو متر منها 35 كيلو مترًا حفر جاف يتم فيها شق شريان جديد مواز للممر الموجود حاليًا، و37 كيلو مترًا أخرى توسعة وتعميقًا لممر القناة الحالية وتكلف هذه الأعمال ما يقرب من 4 مليارات دولار. الخلط وما بين مشروعى القناة الجديدة وتنمية محور قناة السويس حدث تشويش وخلط عند البعض، وزاد من هذا الخلط أن وسائل الإعلام ركزت على مشروع محور التنمية دون مشروع حفر القناة حتى إنها أسرعت ونشرت اسم تحالف المكاتب الاستشارية الفائز بوضع المخطط العام للمشروع وقالت إنه مكون من الشركة المصرية دار الهندسة والمكتب الاستشارى الهولندى (d.h.v) الذى سبق أن قام بتنفيذ المخطط العام لمشروع شرق التفريعة قبل حوالى 5 سنوات.. السؤال: ما هو وجه الدقة والحقيقة فيما أعلن ونشر بهذا الشأن؟! المهندس الاستشارى يحيى زكى المدير العام لشركة دار الهندسة قال ل «أكتوبر» إن ما تم الإعلان عنه فى المؤتمر الصحفى عن مشروع القناة المزدوجة ليس هو مشروع تنمية محور قناة السويس، لكن ما عرضه الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس هو دراسة لعمل مخطط لتنمية المحور، وسوف يتم ذلك من خلال تجميع كافة الدراسات من المشروعات المتعلقة بالمنطقة لتخرج فى النهاية فى صورة مخطط عام واحد يكون هو الأساس الذى يتم من خلاله تطوير المحور، ويتم عرض هذه الدراسة على المستثمرين للاشتراك فى هذا المشروع. حوار مجتمعى بعد آخر تعليق بإنجاز هذا المخطط يكشفه م.يحيى زكى يقول إن هذه الدراسة سوف تعتمد على الحوار المجتمعى والآخذ بالآراء المختلفة قبل بلورتها للاستعانة بها فى إنجاز المخطط العام، ومن أجل تسويق نشاطات المشروع المختلفة كمشروع واحد. والمشروع يشمل نشاطات عديدة منها استخدامات للأراضى وصناعات مختلفة ومناطق صناعية وأخرى سياحية، وخدمات موانئ وخدمات لوجستية كل هذه المشروعات المتنوعة سوف تنبثق عن المخطط العام الذى سوف يتم تكليف التحالف الفائز بإعداده. وعن فوز شركته أو مكتبه الاستشارى بمهمة إعداد هذا المخطط قال م. يحيى زكى إن التحالفات تم تأهيلها للتقدم لهذا المشروع وتم اختيار تحالف منها ونحن جميعًا فى انتظار الإعلان الرسمى عن التحالف الفائز.. مضيفًا أن هناك معاير عالمية وهذه ضمتها هيئة قناة السويس التى نيط بها إعداد كراسة الشروط ضمن أعمال إشرافها على المشروع ويدخل فى مهمتها الإشراف على الدراسة وأسس التقييم وهذا ما تم فعلًا مطابقًا للمعايير الدولية فى هذا الشأن. هذا هو الموقف الحالى بشأن المخطط العام للمشروع أما البداية فيقول عنها المهندس الاستشارى صلاح حجاب إن هيئة قناة السويس أعلنت عن تأهيل مجموعات مصرية وأخرى أجنبية لتخطيط محور قناة السويس ليصبح محورا إنتاجيا وليس حركيا فقط وتقدم 43 مكتبا استشاريا مصريا و39 أجنبيا للتأهيل بمعنى أن هذه المكاتب طرحت نفسها على أنها قادرة على إعداد المخطط العام للمشروع ومن المتقدمين تم اختيار 14 مجموعة وأصبح مسموحا لها الحصول على كراسة العطاء وبالفعل اشترت الكراسة 11 منها، وكان مكتبنا الاستشارى (الكلام للمهندس صلاح حجاب) الذى دخل فى تحالف مع مجموعة استرالية إنجليزية اسمها «ورلى بارسونس» وبدأنا نعد المستندات الخاصة بالمخطط العام للتقدم للعطاء وكراسة الشروط تحدد دور المصريين وغير المصريين وأعددنا كل ما يلزم لذلك لكن وقع الحادث الإرهابى لأتوبيس طابا الذى كان يقل عددًا من السائحين الكوريين فحدث تراجع نسبى فى أداء «ورلى بارسونس» وقبل التقدم بأسبوعين أرسلت الشركة اعتذارًا عن المشاركة بحجة أن التنافس كبير فضيعت على مكتبنا وشركتنا فرصة المساهمة فى هذا المشروع القومى الكبير. المعايير والفلسفة وفى الإجابة عن سؤال ما هى المعايير والأسس التى يتم من خلالها اختيار تجمع دون آخر للتأهيل ومن ثم الفوز؟! قال م. حجاب: المشروع يدخل فيه تخصصات هندسة موانئ وتخطيط عمرانى ودراسات اقتصادية وهندسية للصناعات اللوجستية التى يمكن أن تتوافر فى المنطقة ودراسات أخرى للنقل البحرى وما يستوجب من أرصفة وتوسعات وأعماق لاستيعاب الاستثمار المنتظر، والمطلوب لهذا الموقع وكل ما سبق يستوجب استيعاب وتكامل المعرفة والخبرة لدى تجمع المكاتب الاستشارية التى سوف تفوز بإنجاز مشروع المخطط العام. .. ماذا ينقص الجانب المصرى من خبرات حتى نستعين بمكاتب استشارية أجنبية؟! سألنا وأجاب م. حجاب: المساهمة مشتركة ومتداخلة لكن هناك خبرة المشروعات المماثلة التى تم تنفيذها فى مناطق أخرى من العالم وهى غير متوافرة فى الجانب المصرى. المنفذون وماذا عن الشركات المنفذة؟! يقول حجاب طبقا لما أعلن فإن شركات مصرية هى التى سوف تنفذ المشروع بالتعاون والمتابعة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وما هو حجم الإنجاز الفعلى فى المشروع؟ يقول م.حجاب ما تم انجازة فى المشروع بالضبط هو اختيار الفريق المصرى الأجنبى الذى يمكن بخبراته المتكاملة أن يقوم بإعداد المخطط العام الذى يحقق الرؤية المطلوبة من محور قناة السويس وتحويله من مجرد ممر مائى إلى محور تنموى شامل يستخدم فيه المرور كأداة لتشكيل كيانات اقتصادية فيما حوله. والسؤال الأخير ماذا عن المخطط الذى يتم تداوله الآن ونظن أنه المخطط العام للمشروع؟ قال حجاب:ما يتم تداوله ويظنه البعض المخطط العام هو الرؤى المستهدفة بمعنى أن يكون ميناء بورسعيد صالحا لحركة نقل بحرى يترتب عليها صناعات تجميعية ولوجستية فيما حولها لكن علينا أن نعى أيضا أن هناك مشروعات سابقة وموجودة بالفعل قد يحدث تطويرها مثل ميناء شرق بورسعيد.