يشهد الوضع الأمنى فى العراق حالة من التدهور يوما بعد يوم فى ظل عجز الحكومة العراقية عن السيطرة على الوضع الأمنى والسماح للجماعات الإرهابية «داعش» بالسيطرة على بعض المحافظات الكبرى فى العراق وانسحاب الجيش العراقى منها. فى هذا السياق، أكد د. إدريس لكرينى - أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية بجامعة القاضى عياض بالمغرب أن سيطرة مسلحى «داعش» على محافظة نينوى فى العراق لا يعكس قوة هذا التنظيم الإرهابى بل يعكس هشاشة وضعف المؤسسة العسكرية وفشل النظم الأمنية فى العراق. وقال إن ما يحدث فى العراق هو نتيجة عدم توافر الرؤية الأمنية المتكاملة فضلا عن أن الاحتلال الأمريكى للعراق دمرها وتركها وسط انفلات أمنى وصراعات طائفية تضع العراق على حافة الهاوية، مضيفًا أن الجيش العراقى نفسه لم يعد يتحمل مواجهة أى تنظيمات إرهابية ولذلك انسحب بسهولة من محافظة نينوى وغيرها بدون اشتباك ولا قتال فضلا عن أن إيران نجحت فى اختراق الجيش العراقى وبالتالى فإن انسحاب القادة الكبار جزء من المخطط الايرانى لما يحدث فى العراق. وأكد أن إيران هى العقل المدبر ل «داعش» ولذلك هناك ارتباط وثيق بين الأحداث السورية وبين ما يحدث فى العراق وما تقوم به العناصر الارهابية المسلحة «داعش» فى العراق خاصة أن إيران تسعى بالفعل لتحويل المناطق السنية إلى «هلال إرهابى» يمتد من حلب والدير إلى الأنبار والموصل، وهى الكتلة السنية الكبيرة التى تمثل العقبة الأخيرة أمام المشروع الفارسى من وجهة نظر الولى الفقيه. وشدد على ضرورة تشكيل أحزاب ديمقراطية قوية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية الصعبة التى تمر بها العراق فضلا عن التدخلات الخارجية التى تحول دون عودة الأمن والاستقرار فى العراق. من جانبه توقع د. أيمن سلامة – أستاذ القانون الدولى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية – أن الأوضاع العسكرية والأمنية فى العراق ستتطور حتى بعد انتهاء المعارك غير المسبوقة التى تحدث فى العراق. ومن الناحية القانونية ووفقا للقانون الدولى قال أيمن سلامة إن الدول ذات السيادة و عند حدوث العدوان عليها تطلب المساعدة من الدول فرادى أو جماعات للدفاع عن النفس وذلك وفقا للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة وفق شروط معينة واردة فى الميثاق ذاته وفى الفقه الدولى. مضيفًا أن العراق لا يحتاج لقرار من مجلس الأمن لطلب المساعدة فى الدفاع عن النفس. ومن جهته أكد د. مؤمن كويفاتية – المعارض السورى - أنه بعد تفاقم الأحداث بشكل غير متوقع فى العراق وسيطرة تنظيم داعش الإرهابى بشكل سريع على بعض المحافظات والمدن العراقية الواحدة تلو الأخرى، ومع فرار قوات الجيش والأمن العراقى قامت الحكومة العراقية «الطائفية والعميلة» برئاسة نورى المالكى بالسطو على البنوك العراقية وإفراغها من الأموال والمدخرات تحت تهديد السلاح. وقال إن الأموال قدرت بعشرات المليارات من النقد الأجنبى ومن البنوك العراقية والبنك المركزى وذلك تحت إشراف وحماية عسكرية و مخابراتية من قبل المليشيات الإيرانية. موضحا أن حكومة المالكى سلمت العراقلإيران بدون مقاومة. ويرى أن الاحتلال الإيرانى للعراق لم يكن وليد اللحظة وإنما هو قائم منذ سقوط نظام صدام حسين . موضحا أنه لم يكن بالشكل الواضح لكن بعد الانسحاب الأمريكى من العراق ظهرت إيران بوجهها القبيح من خلال سيطرة المليشيات الإيرانية على الأوضاع فى العراق.