تواجه الدولة اليمنية مجموعة من التحديات الصعبة فى ظل أوضاع سياسية وأمنية واقتصادية متأزمة تلقى بظلالها على وضع المواطن الذى يتحمل دوماً أعباء مرهقة لسياسات فاشلة تزيده بؤسا وجحيما مضاعفا مع استمرار هجمات تنظيم القاعدة والمواجهات المسلحة بين قوات الجيش وجماعة الحوثيون والتى امتدت من محافظة عمران إلى عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، فضلا عن قضايا الأمن الغذائى والفقر والوضع المعيشى والاقتصادى السيئ للمواطن اليمنى. أكد المستشار د. إبراهيم الجهمى - مستشار وزير شئون المغتربين اليمنيين بمصر وشمال أفريقيا - أن تصاعد حدة المواجهات بين قوات الجيش وجماعة الحوثى امتدت من محافظة عمران إلى عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء من الجهتين الشمالية والغربية. وقال فى تصريح خاص ل «أكتوبر» إن المستقبل اليمنى مجهول ومحفوف بالمخاطر خاصة فى ظل تعاظم مخاطر الإرهاب فى اليمن، فضلا عن تدهور الوضع الاقتصادى خاصة بعد ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وما ترتب عليها من ارتفاع أسعار الخدمات وغيرها إضافة إلى أن انقطاع الكهرباء بشكل متكرر أثر على الاقتصاد وعلى معيشة المواطن الأمر الذى ينذر باندلاع ثورة جياع فى الفترة القادمة. مؤكدا أن الأوضاع القادمة تشير إلى مستقبل قاتم يتربص بحياة 25 مليون يمنى لايزال غالبيتهم يكافح وراء الحصول على قوت يومه من أجل البقاء. وأضاف أن من ضمن المخاطر التى يتعرض لها اليمن سيناريو التقسيم الذى يتشكل من جديد حسب التقسيم الفيدرالى وهناك تنافس بين القوى السياسية لتقسيم الأقاليم بحيث يكون إقليم أزال «حوثى زيدي»وإقليم تهامة «إصلاحى سلفي»وإقليم الجند «مؤتمرى «وإقليم حضرموت «صوفى» وإقليم عدن «إشتراكى «و إقليم سبأ «قاعدة».لافتا إلى أن إقليم حضرموت يضم ثلث مساحة اليمن و10% من السكان بينما يحوز على نحو 70% من الثروة النفطية لليمن وبالتالى فإن أهمية إقليم حضرموت الإستراتيجية وثرواته ستجعله منطقة صراع وتنافس إقليمى ودولى. يذكر أن المشاركين من الحوثيين والاشتراكى والحراك الجنوبى بمؤتمر الحوار الوطنى الذى اختتم فى 25 يناير الماضى يؤيدون إعادة النظر فى الوحدة اليمنية والتوصل لاتحاد فدرالى يتكون من إقليمين شمالى وجنوبى بما يعنى تراجعا عن الوحدة الاندماجية القائمة التى أعلنت فى 22 مايو 1990. وعلى صعيد متصل كشف تقرير دولى عن وجود معاقل لجماعة الحوثى الشيعية المدعومة من إيران داخل العاصمة اليمنية صنعاء وذلك فى وقت تخوض فيه ميليشات الحوثى المسلحة مواجهات عنيفة فى عدد من مناطق محافظة عمران إلى الشمال من صنعاء, وذلك بالرغم من اتفاق الهدنة الجديد الذى ينص على وقف إطلاق النار فى عمران ومحيطها و رفع جميع الاستحداثات القتالية من قبل جميع الأطراف بما فى ذلك الاستحداثات الممتدة إلى أرحب وهمدان وبنى مطر بمحافظة صنعاء. وأكد التقرير أن هناك مخاوف من انتقال معارك الحوثيين إلى العاصمة اليمنية خاصة أنهم يسيطرون حاليا على أجزاء واسعة فى شمال البلاد بما فى ذلك محافظة صعدة وأجزاء كبيرة من محافظاتالجوف وحجة وعمران وصنعاء كما أن لديهم معاقل سياسية فى العاصمة فى المدينة القديمة ومناطق الجراف حيث مقر الحركة. ولفت تقرير مجموعة الأزمات الدولية حول الصراع فى شمال اليمن إلى أن السبب الرئيسى لتمدد جماعة الحوثى يعود إلى ضعف سلطات الدولة خصوصا منذ أزمة 2011 التى أوجدت انقسامات فى القوات المسلحة وفى داخل مكونات النظام.