«يشهد الدورى المصرى الممتاز هذا العام مفاجآت ساخنة، بتفوق أندية القاع على أندية القمة، فبعد أن كانوا ضيوفًا دائمين فى قاع المسابقة، أصبحوا ينافسون على قمة الممتاز، وأخرى كانت دائما فى القمة، تهاوت ولم تقو على الصمود. ففى الوقت التى تنشغل فيه أندية القمة، وعلى رأسها الأهلى والزمالك بالبطولة الأفريقية، تستأسد أندية القاع وتعيد ترتيب أوراقها من أجل استكمال بطولة الدورى لصالحها، وترسيخ وجودها بين أندية المسابقة، وكذلك تقديم مستوى يرضى جماهير الكرة المصرية كافة». ويحتدم الصراع فى المجموعتين بين أربعة فرق، فيأتى فى مقدمة الأولى سموحة السكندرى يليه الأهلى، فى حين يتقدم بتروجيت على رأس الثانية وبعده الإسماعيلى، ثم الزمالك. ويتبقى للفريق السكندرى مباراتان لاختتام مشواره بالدورى، والدخول فى الدورة الرباعية، ساعيًا لمواصلة زحفه نحو القمة، والحفاظ على صدارة المجموعة الأولى، ورغم فارق النقاط القليل بين سموحة ووصيفه الأهلى، والذى يمثل خطرًا كبيرًا إذا تراجع المستوى واهتز الأداء، فإنه الأقرب لدخول مربع التصفيات بين الأربعة الكبار حتى إذا تراجع لمركز الوصيف. الأمر يختلف مع الفريق البترولى، الذى تربع على عرش الثانية بفارق كبير مع غريمه الزمالك وصيف المجموعة، خصوصًا بعد هزيمته على يد بتروجيت فى مباراتهما الأخيرة، وينتظر الفريق البترولى خوض مباراتين لإنهاء طريقه بالممتاز، والدخول فى تصفية المربع الذهبى المتوقع أن ينافس فيها، سموحة، والأهلى، وبتروجيت، والزمالك. فى هذا السياق، قال على أبو جريشة الخبير الكروى، إنه على الرغم من المعاناة المستمرة لفرق الدورى بشكل عام، فإن التنافس الشريف بين فرق القمة والقاع، هى الأجمل لروح التنافس فى جميع مبارياتها، متمنيًا مواصلة جميع الفرق المشوار بشكل جيد. وأكد أبو جريشة، على أن مستوى الأندية يتفاوت بتفاوت القدرات سواء المادية أو الإدارية أو الفنية وهو ما يسهم بشكل كبير فى نجاح هذه الأندية، مشيرًا إلى أنه ليس شرطًا أن يمتلك النادى المال، بل إن اختيار اللاعبين الجيدين يجب أن يتوازى معه ويضرب مثلًا بأندية القمة، الأهلى والزمالك والإسماعيلى، والأندية التى ذاع صيتها هذا الموسم فى مقدمتها بتروجيت وسموحة اللذان استطاعا الاستفادة بتجاربهما السابقة، والاستعانة بمدربين كفء بجانب اقتناء مجموعة من اللاعبين ليسوا نجوما، ولكن صنعو منهم لاعبين جيدين، استطاعوا تحقيق نتائج جيدة وينافسون الآن على الدخول فى المربع الذهبى للمسابقة. وأشار إلى أن توظيف اللاعبين، يعتبر عاملًا مهمًا فى تحسين المستوى، وتقديم العروض الجيدة، وبالتالى حصد النقاط مثلما فعلت تلك الأندية التى ضمت لاعبين، وأحسنت الأجهزة الفنية توظيفهم، فغيروا شكل الفريق تمامًا. ويرجع حسن الشاذلى الخبير الكروى، تفوق بعض الأندية وترأسها جدول ترتيب الدورى العام إلى عديد الأسباب سواء إدارية أو فنية، والتي جعلتها تنافس بقوة فى الصفوف الأمامية، وعلى رأسها الوقوف خلف اللاعبين وتقديم الدعم المعنوى، سواء من جانب مجالس إدارات هذه الأندية أو من الاجهزة الفنية، بجانب التحضير والاستعداد الجيد. وأوضح الشاذلى، أن الفترة المقبلة ستكون الأهم للأندية كافة، وحاسمة بشكل كبير فى تحديد المسار النهائى بالدورى، على مستوى القمة والقاع، فمن أراد الاستمرار ضمن الكبار، يجب عليه تقديم جهد مضاعف، ومن يتخاذل فيها يسقط بعد كم الجهد والتعب المبذول. وأضاف الشاذلى أن عصر الاحتراف جعل البقاء لصاحب الإمكانات الأعلى التى يستطيع بها تحفيز اللاعبين على الأداء الأفضل، وكذلك سد نقص الصفوف وهو ما طبقه بعض الأندية أمثال سموحة وبتروجيت وإنبى وطلائع الجيش وحرس الحدود التى تمتلك المال، الذى تدعم به نفسها بما تراه الأنسب من وجهة نظرها.