التهاب الأذن الوسطى من أكثر الأمراض التى تصيب الأطفال وغالبا ما يصاب به الطفل بعد إصابته بالرشح أو الزكام أو أى من أمراض الجهاز التنفسى.. ويقول الدكتور أحمد أنور كمال استشارى ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الهيئة القومية لسكك حديد مصر إن الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الارتشاحى أو ما يسمى برشح خلف طبلة الأذن يعد من الأمراض الشائعة لدى الأطفال وخاصة من سن ثلاثة أشهر حتى سن ثلاث سنوات.. ويعرف هذا المرض بتكوين سائل خلف طبلة الأذن ومع أن هذا المرض لا يسبب آلامًا بالأذن إلا أن السائل الذى يتكون خلف طبلة الأذن قد يسبب ضعفا بالسمع، مما يؤدى إلى خلل فى تعلم اللغة السليمة ونطق الكلام عند الأطفال حديثى الولادة إذا لم يتم علاجه بصورة سريعة وكاملة وغالبا ما يحدث التهاب الأذن الوسطى الارتشاحى بعد الإصابة بالتهاب حاد بالأذن الوسطى. ويجب العلاج مبكرا فور تشخيص المرض بتناول المضادات الحيوية وبعض العقاقير الأخرى مثل مزيلات الاحتقان ومضادات الحساسية وبخاخات الأنف لتهوية الأذن الوسطى عن طريق قناة استاكيوس المسئولة عن تهديد الأذن الوسطى. وأوضح الدكتور أحمد أنور كمال أن أحدث الدراسات الطبية كشفت أن الطفل المصاب بالتهاب الأذن الوسطى الارتشاحى غالبا ما يتم شفاؤه تلقائيا بدون أى عقاقير طبية خلال عدة أسابيع أو شهور قليلة من سن شهر إلى ثلاثة أشهر. ولكن إذا لم يتحسن الطفل بعد مرور ثلاثة أشهر قد سضطر الطبيب المختص إلى إجراء جراحة عبارة عن شق صغير بطبلة الأذن لإزالة السائل المتكون بالأذن الوسطى خلف طبلة الأذن ثم يتم تركيب أنبوبة تهوية صغيرة فى الشق ليسمح بتصريف السائل من الأذن الوسطى إلى الأذن الخارجية، ويجب أيضا فى نفس الوقت وتزامنا مع هذه الجراحة إجراء جراحة استئصال اللحمية للطفل وهى عبارة عن تجمع من نسيج ليمفاوى خلف الأنف ليسمح بتهوية سليمة للأذن الوسطى عن طريق قناة استاكيوس. وينصح الدكتور أحمد أنور عند حدوث نزلات البرد بسرعة علاج الطفل وعدم الإهمال فى علاجه حتى لا تتطور إلى مضاعفات منها التهاب الأذن الوسطى. وعند إصابة الطفل بالتهاب متكرر فى الأذن الوسطى من (أربع مرات أو أكثر فى السنة) فإنه يحتاج لأخذ مضاد حيوى بجرعات صغيرة بشكل يومى كوقاية من الالتهاب. ويجب الحرص على متابعة صحة الطفل باستمرار وخاصة إذا كان يتعرض لالتهابات متكررة فى الأذن الوسطى.