خلال أكثر من عشر سنوات خاض الحوثيون معارك ضد نظام الرئيس السابق على عبد الله صالح وضد القبائل التى كانت تؤيده، وبعد الثورة اليمنية واصل الحوثيون الاحتفاظ بالسلاح، وخاضت معارك ضد القبائل الكبيرة وبخاصة قبيلة «حاشد» ساعين لأن يحتلوا المركز الأكبر بين الجماعات المسلحة. وخلال الأسابيع الأخيرة رفع الحوثيون شعارات تنادى بمحاربة أمريكا، بينما الواقع يؤكد أن الحرب التى يخوضها الحوثيون هى ضد بسط سيطرة الدولة اليمنية على أراضيها. وقد شارك الحوثيون فى الحوار الوطنى اليمنى على مدى العام الماضى، ودعا المؤتمر إلى تسليم الأسلحة وبخاصة الثقيلة منها إلى السلطات، والآن تقول هذه الجماعة إن السلطة مفككة والجيش متعدد الولاءات، وعليه فإنها لن تسلم أسلحتها. وفى معرض رفض جماعته تسليم سلاحها، يقول عبد الملك الحوثى زعيم الجماعة فى خطاب بثته قناة «المسيرة» التابعة للجماعة الأسبوع الماضى: «إن هناك توجهًا خارجيًا لتجريد الشعوب من السلاح فى ظل هجمة خارجية وقواعد أجنبية، وإن هناك مخططات لتمكين المحتل من احتلال البلد والسيطرة عليه بهدوء». وواقع الأمر فى اليمن أن اليمن لا يتعرض لاحتلال أجنبى ولا يوجد به قواعد أجنبية، لكن المشكلة الحقيقية تكمن فى وجود جماعات مسلحة تقاوم السلطة فى بسط سيطرتها على البلاد. ومن بين هذه الجماعات الحوثيون والقاعدة والحراك الجنوبى ومجموعات أخرى مسلحة. وفى نهاية فبراير الماضى أصدر مجلس الأمن القرار 2140 الذى دعا الحوثيين والحراك الجنوبى وكل الجماعات المسلحة الأخرى لوقف اللجوء إلى العنف. ويفند زعيم الحوثيين قرار مجلس الأمن بأنه «لا شرعية أبدًا لأى موقف ظالم سواء كان صادرًا من حكومة أو دولة أو منظمة إقليمية أو دولية». وبذلك تم الجمع بالتشكيك فى شرعية الدولة اليمنية وأيضًا فى الأممالمتحدة. إن جماعة الحوثيين تمنح نفسها حق تقرير مصير اليمن واليمنيين، بينما تقف عناصرها المسلحة على مشارف العاصمة صنعاء. إن الهدف الحوثى معروف ومفهوم وهو تعويض الدولة المركزية وإنشاء جيش ينازع الجيش الوطنى، وإخضاع القبائل لسيطرتها، مع السعى إلى شق صفوف القبائل. إن الجماعة تشكل تحديًا جسيمًا للدولة فى هذه المرحلة الصعبة التى يجتازها اليمن، فالجماعة كيان مسلح خارج القانون، وتنازع الدولة على بسط سلطتها ونفوذها.