كان الله فى عون البرلمان الأوروبى وأعضائه الذين يشعرون بالقلق البالغ لما يحدث فى مصر من قمع للإرهابيين المساكين الذين يتعرضون لمعاملات غير إنسانية تمنعهم من تنفيذ مخططاتهم وتفجيراتهم (!!!). ولا أجد تفسيرا لهذه الوحشية التى تتعامل بها السلطات المصرية مع أشخاص كل ذنبهم أنهم إرهابيون لا يفعلون أكثر من تفجير القنابل وقتل الأبرياء واغتيال ضباط الجيش والشرطة (!!!). ولابد أننا جميعا نشعر بالتعاطف مع أعضاء البرلمان الأوروبى الذين يقتلهم القلق لوجود قمع للمعارضة فى مصر - كما جاء فى البيان الصادر عن اجتماعهم الأخير - وأظننا جميعا نتساءل بعد ذلك: أين ذهبت حُمرة الخجل؟! وكان ضروريًا أن يشعر أعضاء البرلمان الأوروبى بالخجل من بيانهم الذى أعربوا فيه عن قلقهم البالغ من قمع الإخوان المسلمين فى مصر، ومن أعمال المضايقات التى ترتكبها الحكومة تجاههم (هكذا جاء نص البيان الصادر عن البرلمان الأوروبى). كان ضروريا أن يشعر أعضاء البرلمان الأوروبى بالخجل لأن كل ما يحدث فى أفريقيا من انتهاكات بشعة للإنسانية، وكل ما تشهده دول مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان من مجازر بشرية.. كل ذلك لا يحرك ساكنا فى ضمير ووجدان البرلمان الأوروبى إنما الذى يقلقهم ويمزق مشاعرهم ويجعل الدماء تنزف من قلوبهم هو ما يتعرض له الإخوان المسلمين فى مصر من «مضايقات» (!!!) مع أن الحقائق معروفة والصور التى تنقلها الفضائيات كل يوم جمعة لا تكذب.. مظاهرات مسلحة وإخوان مجرمون يحملون كل أنواع الأسلحة من أول زجاجات المولوتوف إلى القنابل اليدوية وبنادق الخرطوش والبنادق الآلية. ثم من الذى يقتل ضباط الشرطة ويغتال المجندين؟ ومن الذى يضع العربات المفخخة بجوار مديريات الأمن؟!.. من الذى يقتل ويحرق ويفجر؟!.. ولماذا لم يشعر أعضاء البرلمان الأوروبى بالقلق تجاه كل هذه الجرائم الخسيسة؟! لماذا لم يصدروا بيانا يدينون فيه أعمال العنف والإرهاب التى يرتكبها الإخوان ومن يؤيدهم من الجماعات التكفيرية والمتطرفة؟! وكان ضروريا أن يخجل أعضاء البرلمان الأوروبى من موقفهم وبيانهم المفضوح وانحيازهم السافر للإخوان ورعايتهم الكاملة للإرهاب.. لكنهم لا يعرفون الخجل.. كيف وسفراء الاتحاد الأوروبى فى مصر لا يعرفون الحياء؟! *** عندما صدر البيان «العجيب» الذى أعرب فيه أعضاء البرلمان الأوروبى عن قلقهم من المضايقات التى يتعرض لها الإخوان.. اشتعل الغضب داخل مصر وخارجها. عدد كبير من الساسة والقوى السياسية المصرية أدانت موقف البرلمان الأوروبى واعتبرته تدخلا سافرا فى الشأن المصرى. حركة مصريون ضد الإرهاب - على سبيل المثال - رفضت البيان وأعربت عن استياؤها منه وقالت إن هذا البيان ما هو إلا تعبير عن وجهة نظر غير حقيقية تظهر البرلمان الأوروبى المتميز فى صورة عدائية ومشوهة وتثير الشك فى توجه أعضاء البرلمان.. وتساءلت الحركة: أليس غريبا أن تؤيد بعض الدول الأوروبية أعمال عنف تنفذ ضد الشرطة والجيش والشعب المصرى؟! استنكار بيان البرلمان الأوروبى لم يقتصر على القوى السياسية فى مصر، إنما استنكر البيان أيضا منظمة الشعوب والبرلمانات العربية التى أصدرت بيانا جاء فيه أن البرلمان الأوروبى تجاوز دوره المحدد له بالتدخل فى الشأن المصرى الداخل.. وأنه تجاهل عن عمد قرار الحكومة المصرية باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية واستمر فى التواصل مع أعضائها.. وأن كل ما ورد فى البيان ادعاء كاذب ومحض افتراء بُنىَ على معلومات قدمت للبرلمان الأوروبى من أفراد الجماعة الإرهابية الهاربين خارج مصر. فماذا فعل «الإخوان الأوروبيون»؟!.. ماذا فعل البرلمان الأوروبى؟! سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر - جيمس موران - تجرد من الحياء والخجل وقال: نحن لا نهاجم مصر بل نريد رؤية نجاحها.. آمل ألا يتصور البعض أن الإشارة للأوضاع فى مصر تعتبر هجوما على مصر! وأضاف السفير الأوروبى الذى لا يعرف الحياء والخجل أن هدف الاتحاد الأوروبى كما تدركون جميعا هو التعاون مع مصر وتقديم كل العون لها وتدعيمها لتحقيق الرفاهية والاستقرار.. يا سلام! وكأن الاتحاد الأوروبى يرفع شعار «يسقط يسقط الخجل والحياء» فقد وصل إلى مصر مبعوث الاتحاد الأوروبى لحقوق الإنسان ستافروس لامبرينيدس على رأس وفد من حقوق الإنسان الأوروبيين.. وذهب للقاء النائب العام المصرى المستشار هشام بركات.. لماذا؟!.. لأنهم يطلبون السماح لهم بزيارة عدد من المساجين الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين (!!!) النائب العام رفض بالطبع وإن لم يسأل المبعوث الأوروبى والوفد المرافق له: أين ذهبت حُمرة الخجل؟! وتسقط كل الأقنعة عندما تصدر الخارجية الأمريكية فى نفس التوقيت بيانا يخلو هو الآخر من الحياء والخجل! *** اصدرت الخارجية الأمريكية بيانا قالت فيه إن التواصل بين السفارة الأمريكية فى مصر وجماعة الإخوان مازال مستمرا، ويتم فى إطار سعى الولاياتالمتحدة للحوار مع جميع أطراف العملية السياسية فى مصر. ومضى البيان خطوة أبعد فى الوقاحة وقِلة الحياء وانعدام الخجل فقال: إننا - يقصد الخارجية الأمريكية - مستمرون فى الحوار والعمل مع الجماعات والأحزاب فى مصر لدفع العملية السياسية إلى الأمام. ويصل البيان إلى درجة غير مسبوقة فى الوقاحة وانعدام الحياء والخجل فيقول: الولاياتالمتحدة لا تصنف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية (!!!) ومن الذى يقتل ويحرق ويفجر؟.. من الذى يغتال الضباط والجنود من الجيش والشرطة؟.. من الذى يمارس الإرهاب والعنف؟.. لم يحاول بيان الخارجية الأمريكية البحث عن أية إجابة! *** ليست المرة الأولى التى يرفع فيها الأوروبيون والأمريكيون شعار «يسقط يسقط الخجل والحياء».. حدث ذلك فى عام 1956 عندما تآمرت إنجلترا وفرنسا على مصر وحدث ذلك فى عام 1967 عندما تآمرت أمريكا على مصر. لكن مصر التى يحميها الله تنتصر دائما!