يزداد الوضع الأمنى فى العراق تعقيدا خاصة بعد الأحداث التى تعيشها مدن محافظة الأنبار وتختلف القراءات حول هذه الأحداث التى تعددت أطرافها وخلفياتها وأصبحت تتخذ أبعادا خطيرة خاصة فى ظل تدخلات وأجندات خارجية تسعى لإفشال العملية السياسية فى العراق. فى هذا السياق، أكد د. على الكليدار - المحلل السياسى العراقى - أن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى أرسل الجيش إلى محافظة الأنبار من أجل إخراج تنظيم «داعش» من مدن المحافظة. معتبرًا أن ما يحدث فى العراق نتاج استمرار الأزمة السورية . وأضاف أن الموقف العراقى من الأزمة السورية الآن «متخاذل» وذلك نظرا لأن النفوذ الإيرانى سيطر على الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية فى العراق بالإضافة إلى التحكم الإيرانى فى الموافقة الخارجية للعراق وبالتالى تدعم الحكومة العراقية النظام السورى بشكل خاص والأجندة الإيرانية فى المنطقة العربية بشكل عام خاصة أن إيران تؤكد على أن بقاء الحكومة العراقية الراهنة مرهون ببقاء نظام الأسد. واستبعد المحلل السياسى العراقى الخيار العسكرى لحل الأزمة السورية فى حالة فشل مفاوضات «جنيف2». متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة للأزمة السورية تكاتف القوى الدولية لمناصرة النظام السورى وتحجيم دور المعارضة المسلحة على أرض الواقع .مشيرًا إلى أن هناك توافقًا وتناغمًا بين المواقف الروسية – الأمريكية لدعم النظام السورى بالإضافة إلى الدعم الإيرانى وحزب الله والعراق والمتطوعين الشيعة من العراق. وبالتالى أصبحت الرؤية واضحة تمامًا للجميع بتقاعس القوى الدولية ومجلس الأمن الدولى عن مسئولياتهم تجاه حماية الشعب السورى من بطش نظام الأسد وجرائمه التى ترتكب فى حق الإنسانية وسياسة التجويع التى يمارسها فى المدن المحاصرة للضغط على المعارضة للتراجع والاستسلام. وكشف المحلل السياسى النقاب عن حقيقة الموقف الأمريكى تجاه الأطراف المتنازعة فى الأزمة السورية. موضحا أن هناك دلائل تؤكد على انحراف الموقف الأمريكى فى الأزمة السورية حيث كان يدعم المعارضة السورية لكنه فى حقيقة الأمر يدعم النظام السورى وجرائمه البشعة فى حق الشعب السورى. وأشار إلى الاتفاق الذى عقدته الولاياتالمتحدةالأمريكية مع النظام السورى بالسماح بخروج المواطنين السوريين من ديارهم وتشريدهم من المدن المحاصرة وذلك بدلاً من تقديم المساعدات الإنسانية لهؤلاء الذين يموتون من جراء سياسة التجويع التى يمارسها نظام الأسد فى المدن المحاصرة.