أعتقد أن المشير عبد الفتاح السيسى بعد تفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة له بالترشح لانتخابات الرئاسة أصبح الآن فى موقف حرج.. وليس أمامه خيار إلا أن يلبى نداء الشعب ويخلع البدلة العسكرية ويكون رئيسًا لمصر.. فالسيسى هو أنسب وأفضل رجل لإدارة مصر فى المرحلة الحالية التى تحتاج للحزم والحنكة والأمانة للوصول إلى بر الأمان وعودة الاستقرار.. فالرجل يملك شجاعة وجسارة جمال عبد الناصر وحنكة وحكمة أنور السادات والدليل على ذلك ما فعله يوم 30 يونيو ووقوفه بكل شجاعة مع الإرادة الشعبية واضعًا رأسه على كفه فى مواجهة قوى الإرهاب الداخلية والمؤامرات الخارجية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية.. تصوروا.. التى كانت تريد إحداث الفوضى فى مصر وجرها إلى حرب أهلية لا يعرف مداها إلا الله.. مما جعله ينتزع شعبية جارفة فى الشارع المصرى بكل فئاته وطوائفه صغيرًا وكبيرًا خلال أشهر قليلة.. وإذا استجاب السيسى لنداء الشعب.. وهذا هو المتوقع منه دائمًا.. فإننا نريده أن يكون رئيسًا مدنيًا لا قائدًا عسكريًا وأن تكون قراراته مدنية وليست «فرمانات» عسكرية تخضع للنقاش وآراء الخبراء.. وأن يتسع صدره لسماع النقد حول قراراته وإعادة النظر فيها إذا جانبها الصواب.. ولا يكون العناد والمضى فى الخطأ هو أسلوبه والابتعاد عن حاملى «المباخر» الذين يحولون الحاكم إلى ديكتاتور وفرعون. فما نراه فى بعض وسائل الإعلام هذه الأيام وغيرها ليس أكثر من «زفة» بلدى من أصحاب المصالح والطامعين فى أى سلطة أو منصب والطامعين فى الحصول على مغانم من وراء حملتهم. فالتحديات أمام الرئيس المقبل لمصر سواء كان السيسى أو غيره صعبة ومعقدة وتحتاج إلى رئيس من نوع خاص يتمتع بالقوة والحزم والحنكة وتكون لديه رؤية لتحقيق مطالب المصريين وطموحاتهم التى زادت حيث لن يصبر المصريون على رئيس مقبل إلا إذا لمسوا فيه الجدية والأمانة وتحويل حياتهم للأفضل.. فالاقتصاد يحتاج لإعادة بنائه والتعليم يحتاج إلى التطوير والتحديث والمستشفيات تحتاج إلى إصلاح.. كما أن المطلوب منه فتح فرص عمل للشباب لمواجهة ظاهرة البطالة التى تجاوزت نسبتها 13% وإعادة الانضباط للشارع وإعادة حركة العمل التى توقفت فى 3 السنوات الأخيرة ومواجهة التحديات الخارجية وعلى رأسها مشكلة سد النهضة الإثيوبى.. لذلك نحتاج رئيسًا لديه رؤية وحنكة وحزم فى الأداء.. ولا نريده ديكتاتورًا أو فرعونًا يتم تأليهه وهو فى المنصب ونضع عليه التراب بعد تركه.