«يبدو أن (ستيفان شعراوى) نجم الميلان الإيطالى و(رامى شعبان) الحارس السابق لأرسنال الانجليزى و(رامى الغندور) لاعب هوفنهايم الألمانى وغيرهم لن يكونوا آخر المواهب التى تخسر الكرة المصرية خدماتهم بسبب تخاذل المسئولين عن اللعبة فى مصر وانشغالهم بوجاهة المنصب أكثر من مسئولياته، فمن المعروف أن هناك الكثير من اللاعبين المصريين وذى الأصول المصرية يتألقون فى الدوريات الأوروبية دون أن ينظر لهم أحد مما يضطرهم لتمثيل منتخبات أخرى، ولكن الأمر تجاوز مستوى اللاعبين وانتقلت الآفة إلى مجال المدربين، فمن شمال أوروبا تطل علينا بطولات وإنجازات وتاريخ طويل قارب من 20 عامًا من التدريب دون أن يلتفت المسئولون إلى الكابتن عبده طلعت «تالينتو المصرى». الذى اختص مجلة أكتوبر بهذا الحوار من فنلندا». * فى البداية ما بيانات الهوية الشخصية للكابتن عبده طلعت؟ ** من مواليد 25 مايو عام 1961 مدينة القاهرة منطقة شبرا الخيمة، مقيم حاليا بالعاصمة الفنلندية هلسنكى، مدرب كرة قدم محترف، متزوج ولدى ستة أبناء هم سارة وسامى وساهر من زوجتى الفنلندية الأولى، وصوفيا وسمير وياسين من زوجتى الفنلندية الثانية، كما أننى جد لثلاثة أحفاد هم ياسمين وأمين وفاضل. * من أطلق عليك اسم «تالينتو»؟ ** الصحافة الفنلندية وبالتحديد صحيفة «هلسنكى تايم» هى أول من أطلق هذا الاسم، قبل أن ينتشر فى جميع الصحف ووسائل الإعلام ويصبح هو اسمى المتعارف عليه فى الوسط الرياضى هنا، و(تالينتو) مستوحاة من اسم طلعت الذى لايستطيع الكثير من الأوروبيين نطقه بشكل صحيح. * كلمنا عن الفريق - الكثيرون ليس لديهم معلومات عن فريق (هلسنكى) وبطولاته؟ ** هو أكبر أندية فنلندا وأقدمها على الإطلاق فقد تأسس عام 1907 وهو نادى العاصمة واسمه الرسمى اتش جيه كى هلسنكى، كما أنه أنجح الأندية الفنلندية فقد حقق بطولة الدورى 26 مرة بطولة الكأس 11 مرة، مما أهله باستمرار للمشاركة ببطولة دورى أبطال أوروبا كل عام. * ما مهمتك مع نادى هلسنكى؟ ** أتولى مهمة المدرب المساعد لفريق هلسنكى الأول، بجانب أننى المدير الفنى للفريق (الرديف) للنادى والمعروف باسم «كلوبى» كما أننى المشرف على قطاع الناشئين والشباب بالنادى منذ أكثر من 10 سنوات، كما سبق لى وتوليت مهمة المدير الفنى للفريق الأول عام 2007. * بداياتك مع كرة القدم كلاعب؟ ** كانت بدايتى مع كرة القدم من خلال اختبارات قطاع الناشئين بالنادى الأهلى ولكنه كعادة الأهلى فهو لا ينظر كثيرا إلى الناشئين فهو يعتمد على اللاعب الجاهز، مما دفعنى سريعا إلى الانتقال للعب بفرق الشباب بنادى المقاولون العرب قبل أن أنتقل منه إلى نادى إسكو وكان وقتها أحد أندية الدورى الممتاز ليشهد انطلاقتى الحقيقية مع كرة القدم. * كيف انتقلت إلى الاحتراف واللعب فى أوروبا؟ ** فى فترة الثمانينيات من القرن الماضى كنت موظفًا بشركة مصر للطيران وكنت ألعب فى فريق كرة القدم بالشركة بجانب لعبى لفريق إسكو، وكنا نمتلك فى الشركة فريقًا قويًا وأحرزنا لقب دورى الشركات حينها، وفى احدى المرات تواجه فريق مصر للطيران مع فريق (إف بى إس) الفنلندى فى مباراة ودية وفوزنا عليهم 5/0 أحرزت منهم هدفين، قبل أن يتكرر اللقاء مرة أخرى ولكن فى فنلندا وانتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق وقد أحرزت هدف فريقى الوحيد، وبعد المباراة طلب منى مدرب الفريق الفنلندى أن أفكر فى الانضمام إليهم، ولكن حدثت لى إصابة فى الرباط الصليبى عقب عودتى إلى مصر مباشرة منعت احترافى وقتها، إلا أننى عقب زواجى انتقلت للعيش فى فنلندا، وهنا عملت فى مجالات بعيدة عن كرة القدم ولكن حبى للكرة دفعنى للعودة للعب من جديد، فاخترت فريقًا بسيطًا فى الدرجة الثالثة هو فريق «جوكريت» للعب معه بسبب إصابة ركبتى حتى يمكن لى المشاركة على فترات متباعدة واللعب بأقل الإمكانيات. * لماذا لم تستمر مسيرتك كلاعب مدة طويلة؟ ** بسبب إصابة القطع فى الرباط الصليبى التى لحقت بى والتى كانت وقتها إصابة خطيرة جدا ليس لها أى علاج داخل مصر وعلاجها بالخارج مكلف جدا على عكس الآن. * كيف اقتحمت مجال التدريب؟ ** بعد فترة من مشاركتى مع فريق جوكريت قررت إدارة النادى إسناد مهمة تدريب الفريق لى نظرا لثقتهم فى قدرتى على قيادة الفريق وبالفعل عملت كلاعب ومدرب فى نفس الوقت ونجحت فى قيادة الفريق للصعود إلى الدرجة الثانية ثم إلى الدرجة الأولى. * منذ متى وأنت تعمل بالتدريب بفنلندا؟ ** منذ عام 1988 وأنا أدرب أندية فنلندية من مختلف الأعمار من ناشئين وشباب ورجال ومن مختلف الدرجات الثالثة والثانية والأولى. * ما إنجازاتك كلاعب وكمدرب؟ ** كلاعب ليست هناك انجازات تذكر باستثناء بطولة الشركات مع مصر للطيران، ولكن على مستوى التدريب مع أول فريق دربته هنا فى فنلندا فى نهاية الثمانينيات فريق «سو موزيرت» نجحت فى تصعيده من الدرجة الثالثة إلى الثانية بعدما حصلنا على المركز الأول، ومع فريق هلسنكى للشباب المعروف ب «فريق كلوبى» حصدنا المركز الثالث 3 مرات وحصلنا على المركز الأول بالدورى 4 مرات وبطولة الكأس مرتين، قبل أن أتركه وأذهب لتدريب فريق هونكا وأحصل معه على المركز الثالث، ثم طالبتنى إدارة نادى هلسنكى بالعودة مرة أخرى عام 2004 لتولى مهمة المدرب المساعد بالفريق الأول والمدير الفنى لفريق كلوبى والمشرف على قطاع الناشئين بشكل عام وفى آخر خمسة مواسم حققنا بطولة الدورى الممتاز 5 مرات. * من أشهر اللاعبين الذين خرجوا من أكاديمية هلسنكى تحت قيادتك؟ ** على مدار 10 سنوات مضت نجحت الأكاديمية بتزويد الفريق الأول بالعديد من اللاعبين المميزين وعلى رأسهم المهاجم (رفائيل فورسيل) هداف الدورى للموسم الماضى، بالإضافة للعديد من اللاعبين المحترفين فى الدوريات الأوروبية الكبرى أبرزهم (تيم فايرينين) مهاجم بروسيا دورتموند ومدافع ليفركوزن الحالى وليفربول السابق (سامى هيبيا). * هل تلقيت عروضا للتدريب خارج فنلندا؟ ** أكثر من عرض والحمد لله أغلبها من كبار أندية دوريات الدول المجاورة لفنلندا، كالدورى النرويجى والسويدى، ولكنى أفضل التدريب فى فنلندا. * هل تلقيت عروضا للعودة إلى مصر والتدريب بها؟ ** لم يحدث ذلك مطلقا. * ولماذا لم يحدث وأنت صاحب أطول تجربة تدريبية فى أوروبا؟ ** هذا سؤال يجيب عليه المسئولون عن كرة القدم فى مصر، وإن كنت أرى أن فساد المنظومة الرياضية هناك هو السبب الرئيسى وراء ذلك، فاختيار المدربين سواء للمنتخبات أو الأندية يتم للأسف فى أغلب الأحيان على أساس المحسوبية والصداقة بين المسئول والمدرب وليس على أساس الكفاءة والخبرة. * هل تفكر فى العودة إلى مصر؟ ** بالتأكيد أتمنى العودة إلى مصر، وإن كنت لا أغيب عنها كثيرا فمن حين إلى آخر أعود لزيارتها، ولكن العودة والاستقرار هناك ترتبط بمجال عملى وهو التدريب، كما أننى أحلم بالعودة لنقل خبرتى وتجربتى للكرة المصرية ولكن كما قلت سابقًا فالمجموعة المسيطرة على الكرة المصرية والمتحكمة بها تمنعنى من تحقيق حلمى هذا.