تجلت عظمة وحضارة الشعب المصرى عند خروجه بالملايين إلى مقار الاستفتاء ليقول (نعم للدستور الجديد).. تحيا نساء مصر وكبار السن الذين خرجوا إلى صناديق الاقتراع بكثافة غير معهودة من قبل إيمانًا بالله والوطن دون خوف من تهديد الإخوان بعد تغيير وعى المصريين بضرورة المشاركة فكانت المشاعر فياضة بالوطنية والعزة والكرامة والشموخ والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال الحالية والقادمة.. وقد بلغت نسبة التصويت للمصريين فى الخارج 95% وهى نتيجة مفرحة تدل على أن المصرى مهما باعدت المسافات بينه وبين وطنه الأم سيظل يحن لحماية ترابها ويتمنى لمصر الاستقرار والازدهار، وإجماع ملايين من الشعب المصرى على نعم للدستور هى صفعة على وجه الإخوان وتأكيد بأن ثورة 30 يونيو هى ثورة شعبية عارمة كاسحة لقلع جذور الجماعة الإرهابية الفاشية وليس انقلابًا عسكريًا كما ادعت الجماعة وأعوانهم فى الداخل والخارج.. والعالم يتابع بانبهار إقبال المصريين على الاستفتاء انحيازًا للأمن والاستقرار رغم التهديدات الإرهابية والمصاعب التى تواجههم. وقد شاهد الجميع كيف تكاتفت مؤسسات الدولة والجيش والشرطة بوضع إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة لتأمين أرواح جميع المواطنين بكل محافظات مصر أثناء الاستفتاء؟! وكذلك حماية المنشآت الحيوية والمجرى الملاحى لقناة السويس وتم التصويت تحت إشراف قضائى كامل بكل نزاهة ومراقبة مصرية ودولية وهذا الاحتشاد بنعم للدستور يجعلنا نسأل: ماذا بعد الدستور؟ فقد خرج الرجال والنساء وكبار السن تلبية للنداء الثانى للفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع ليؤكد له الشعب أن معركة الدستور فارقة فى حياته وأنه كله إصرار وعزيمة وتحدٍ لاستكمال خارطة المستقبل، وأن نزول الشعب هى مبايعة حب ومناشدة للسيسى ليرشح نفسه رئيسًا لمصر.. فالشعب يريد انتخاب رئيس جمهورية يليق بعظمته وحضارته وأحلامه وطموحاته المستقبلية فالسيسى يحوز ثقة شعبية كبيرة بناء على الاعتبارات التى تمر بها مصر.. لأنه يملك القدرة على التحدى وخوض الصعاب وملم بالتحديات والمشاكل التى تواجه مصر داخليًا وخارجيًا.. وهو رمز القوات المسلحة درع وحصن الوطن والشعب.. وقد تحمل السيسى مسئولية حماية المصريين على عاتقه فى 30 يونيو لإنقاذ مصر من الخونة الإرهابيين بعد أن كادت تقع فى حرب أهلية لا يعرف مداها إلا الله وقد آثر تراب مصر وشعبها وعرض حياته للخطر دون أن يخشى الجماعة وأعوانها.. وهو قائد الحرب على الإرهاب.. فهناك توافق شعبى سياسى وطنى على أن السيسى هو الأصلح بين من يفكرون فى الترشيح للرئاسة.. فسمات شخصيته التى عايشها الشعب المصرى من شجاعة وتواضع ورحمة وذكاء ورجولة وقدرة على الحزم والحسم والمثابرة على العمل تقول إنه رجل دولة يستطيع إعادة ترتيب البيت المصرى من جديد.. كما يمتلك السيسى الفراسة بحكم عمله كرئيس للمخابرات الحربية فى اختيار معاونيه من أهل العلم والخبرة والثقة لتحقيق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو بترجمة نصوص الدستور الجديد على أرض الواقع وفقا للقانون والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتوازن بين الحقوق والواجبات فى العلاقة ما بين الدولة والمواطن. فقد أصبح السيسى متربعا على عرش قلوب المصريين وليس أمامه الآن إلا العزم والتوكل على الله والنزول على رغبة الملايين من المصريين بالترشح لرئاسة مصر.