والعجزة هكذا أصبح الوطن وأصبح مسئولوه، وأصبح شبابه بعد تقلد مناصب الدولة كبار السن وامتنع ذلك على الشباب الذين ضربهم العجز ولا حيلة لهم فقط عليهم أن يثوروا وتسيل دماؤهم من أجل أن ينعم العجائز بكراسى السلطة غير معنيين بطموحات وآمال الشباب الذى شاب وهرم بعد أن فقد الأمل فى أن تتحقق أحلامه الطبيعى فى الحياة فلم يعد يحلم إلا بأن يصبح ناشطا سياسيا أو حقوقيا أو ينحرف إلى نماذج أفلام السبكى. أما العجائز فقد فشلوا منذ عصر مبارك وإلى الآن فى التفاعل واستيعاب الشباب وكل ما يحدث اليوم هو نتاج فجوة زمنية وفكرية وأيضاً تكنولوجية بين أجيال اعتادت الروتين وصناعة الفرعون وبين جيل لديه رغبة جامحة لكسر قيود التخلف والجهل لا يصنعون آلهة من البشر بل يعبدون ربًا واحدًا فى السماء. وهذا الصراع بين جيل يرفض التقدم والنجاح وجيل لديه أحلام وطموحات نتج عنه كهنة للحقد المقدس هم هؤلاء البشر الذين يحاربون النجاح لأنهم باختصار فاشلون. والسؤال هنا لماذا لم يشعر هذا الجيل من المسئولين بالذنب تجاه تحطيم أجيال من الشباب ؟ والإجابة لأنهم - ربما - يرونهم صبية صغارا غير قادرين على شىء ويرون أن سن الشباب ممتد إلى السبعين وما فوقها!! اتركوا الساحة لأبنائكم، للشباب فهم ليسوا ناكرين للجميل أو كارهين أن يعملوا تحت وصايتكم ولكن أنتم فشلتم فى تحقيق مستقبلكم وجنيتم على حاضر الشباب المحبط الذى نعيشه فماذا تنتظرون؟! هل تنتظرون أن تغرق المركب بالجميع؟! اتركو الشباب يجدف فى بحر الحياة واجعلوا من أنفسكم رموز ومنبع العلم والخبرة التى يستقى منها الشباب حتى لا يقع فى أخطائكم، عليكم أن تتيقنوا أن رصيدكم قد نفذ ولم يعد يثق الشباب من جديد فى قيادتكم فحافظوا على ما تبقى لكم من تقدير حتى الآن وأفسحوا المجال لهم ليتحملوا تجربتهم حتى لا تظلوا مجرد شماعة للأخطاء وتبرير الفساد. وحتى أبرهن لكم أنكم لا تستطيعون تفهم الشباب كفى ما أحدثه قانون التظاهر من فوضى فقراراتكم ترجعنا دائماً إلى الخلف فاتركوا الشباب يصنع مستقبله وأخرجوهم من حاضركم المظلم.