تبدو الحلول بعيدة المنال بالنسبة للأزمة السورية فى المنظور القريب حيث اهتمت الدول الغربية بالتخلص من السلاح الكيماوى السورى كأولوية لدرجة وصلت إلى الإعلان عن إعجاب واشنطن بسرعة تجاوب الأسد فى التعامل مع هذا الملف ونسيت واشنطن حديثها عما يتعرض له الشعب السورى والذى بات عرضة للتشريد والقتل المنظم دون وجود اى نوع من الأمل فى إنقاذه حتى الحل السلمى والتسوية السياسية من خلال مؤتمر جنيف 2 مازالت بعيدة المنال بسبب استمرار الخلافات حول المشاركين من الحكومة والمعارضة والاطراف الإقليمية فيما تعتقد الدوائر المراقبة ان الحل فى سوريا لن يكون قبل بداية العام المقبل. ومما يثير الانتباه منهج التعامل الامريكى مع الازمة السورية لدرجة أن التناقض أصبح سيد الموقف فبعد أن كان الحديث عن قتل المواطنين بالأسلحة المحرمة دوليا والهجوم على نظام الاسد بدأت الإدارة الامريكية تتحدث بإعجاب عن الاسد فى سرعة تجاوبه للخلاص من السلاح الكيماوى وقد تجسد ذلك جليا فى تصريح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عندما أعلن أن الرئيس السورى بشار الأسد «له فضل» فى «السرعة القياسية» التى بدأت بها عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية. وقال الوزير الأمريكى خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الروسى سيرجى لافروف إثر لقائهما فى إندونيسيا على هامش قمة آسيا- المحيط الهادى: إن «العملية (تدمير الأسلحة الكيميائية السورية) بدأت فى زمن قياسى ونحن ممتنون للتعاون الروسى وكذلك طبعا للامتثال السورى». وأضاف: «أعتقد أنه أمر بالغ الأهمية عندما يتم الامتثال لقرار مجلس الأمن فى نفس الاسبوع الذى صدر فيه القرار وتابع «أعتقد أن نظام الأسد له فضل فى هذا، بصراحة، هذه بداية حيدة ونحن نرحب بالبداية الجيدة». أما على صعيد الوضع على الأرض، فقد أشار بيان وصل إلينا من خلال الائتلاف السورى أن العمليات العسكرية تحرق كل شىء فى سوريا. وفى سياق متصل، أكد أحد قادة كتائب الجيش الحر، مقتل أحد عشر عناصر من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، فى اشتباكات مع الجيش الحر، على مدخل مخيم اليرموك جنوبدمشق، ويبدو أن عناصر «الجبهة الشعبية» وقوات النظام قامت باقتحام المخيم من عدة محاور، وأوضح المصدر نفسه، أن (الحر) خسر ثلاثة مبانى كان يتمركز فيها، جراء قصف قوات النظام على المخيم براجمات الصواريخ من (أبراج القاعة) فى حى الميدان الدمشقى. ويشهد مخيم اليرموك قصفاً شبه يومى، وحصاراً من قبل قوات النظام منذ عدة أشهر، تمنع خلالها دخول المواد الغذائية والطبية، مما أدى لوفاة عدة مدنيين جوعاً، أو بسبب إصابات لم يتوفر لها علاج. وفى ريف دمشق، قتل مدنى وجرح سبعة آخرون، جراء قصف قوات النظام مدينة دوما فى ريف دمشق، بقذائف مدافع الهاون المتمركزة على المتحلق الجنوبي، وفى إدارة المركبات العسكرية فى حرستا، كما أن القصف خلف دماراً فى الأبنية السكنية والممتلكات الخاصة، بالتزامن مع اشتباكات بين (الحر) وقوات النظام على أطراف المدينة، إثر محاولة من الأخيرة اقتحامها، وتواصل قوات النظام قصف معظم مناطق ريف دمشق بالطائرات والمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، وسط اشتباكات مستمرة فى هذه المناطق. وشهدت محافظة القنيطرة أيضاً تحركات عسكرية للجيش الحر، فيما واصلت قوات النظام قصف ريف المحافظة، واستهدف مقاتلو «ألوية أحفاد الرسول»، بالأسلحة الثقيلة، مقرات تابعة لقوات النظام فى القنيطرة، وقال مراسلون صحفيون فى المنطقة، إن الجيش الحر استهدف مواقع قوات النظام فى التل الأحمر (عين النورية)، برشاشات الشيلكا والأسلحة الثقيلة، بعد اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة. وفى السياق نفسه: واصلت قوات النظام القصف على جباتا الخشب وطرنجة وأوفانيا فى القنيطرة، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، المتمركزة فى الحواجز بضواحى المحافظة، حيث خلف القصف دماراً فى الأبنية السكنية والممتلكات الخاصة. وفى حماة التى شهد ريفها معارك عنيفة تواصلت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام، عند حاجز الجسر فى مدينة مورك، فيما قصف الجيش الحر بصواريخ غراد مطار حماه العسكري، وشهدت المدينة تحليقاً كثيفاً للطيران الحربى والمروحى فى سمائها. كما أعدمت قوات النظام خمسة أشخاص ميدانياً، بعد اقتحامها قرية عرفة بريف حماه الشرقي، وقصفت بالصواريخ عدة قرى، منها الجنينة والأندرين من حاجز الهجان، وقصر ابن وردان من حاجز الصيادة، كما قامت قوات النظام بخوض معارك عنيفة فى ريف حلب للسيطرة على طريق خناصر الواصل إلى معامل الدفاع. وتشهد مدينة السفيرة قصفاً شبه يومى من المدفعية الثقيلة فى جبل الواحة ومعامل الدفاع. وتعرضت مدينة اعزاز لإطلاق نار من قبل مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» (داعش). ويتناول تقرير الائتلاف مجمل الوضع القتالى على الارض بشكل يومى وتضمن التقرير المهلة 48 ساعة، التى حددتها مجموعات مقاتلة أساسية فى شمال سوريا، أبرزها «حركة أحرار الشام» و»جيش الإسلام» و»لواء التوحيد». وتظل سورية على اتساعها ساحة للاقتتال المتنوع والذى يحمل فى طياته مشاريع واجندات خارجية كل هدفها محاولة إسقاط الدولة ودعم خرائط التقسيم والتخريب.