مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشعراوى» يتسبب فى «إحراج» علماء الأزهر
نشر في أكتوبر يوم 15 - 09 - 2013

الشيخ محمد متولى الشعرواى «لم يمت» وأنه كان ممن انطبق عليهم قول الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100عام من يجدد لهم إيمانهم» وأنه كان لديه علم لدنّى لايعطيه الله إلا لعباده المخلصين، هذا ما أكده علماء الأزهر خاصة بعد أن خرجت علينا تسجيلاته التى تشفى أمراض الأمة وكأنه بعث بينا وبالتحديد فى تعريفه «للثائر الحق» والآخر الذى يصف فيه جند مصر. وفى البداية استند د. محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بقول رسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة من يجدد لهم دينهم» وأنا من الذين يؤكدون وغيرى كثير أن الشيخ محمد متولى الشعرواى على رأس هذه المائة، وذلك لصفات عديدة منها علمه الغزير الذى سبق به القاصى والُدانى، عدا الصحابة والتابعين.
وأضاف أن الشيخ محمد متولى الشعرواى جمع بين العديد من العلوم مثل النحو والصرف والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ وعلوم القرآن - والفكر المعاصر والفكر القديم، بالإضافة إلى ما منحه من صفاء وعلم إلهامى من الله عز وجل، موضحا أن العلم ينقسم إلى قسمين، علم مكتسب ينال بالبحث والدرس، وعلم لُدنى وهو ينقسم إلى قسمين علم وحى للأنبياء وعلم إلهام للأولياء، والشيخ الشعرواى جمع بين العلم والمكتسب والإلهامى الذى منحه الله إياه.
وتابع هنا أن كل علماء مصر «عيال» فى حضرة درس الشيخ الشعرواى قائلًا: وأنا كعضو هيئة كبار علماء عندما أجلس وهو يتحدث، فأكون كالطفل الصغير أمام الأستاذ ذى العلم الغزير الذىسبق به كل معاصريه»، فعلمه ملأ الدنيا شرقًا وغربًا حتى أشعرنا بأنه يعيش بيننا، فالعلم الذى أذاعه على الناس قديما يناسب ما نعانى منه من أزمات وما نمر به من ظروف، فانظر إلى تعريفه ل «الثائر الحق» والذى انتشر عقب ثورة 25 يناير، وانظر إلى التسجيل الصوتى الذى يذاع علينا الآن ليل نهار والذى يتحدث عن مصر والمصريين وجند مصر وأنهم رباط إلى يوم القيامة وكأنه يرى ما يتعرضون له الآن من حملات للترويع على أيدى المغرضين والمدفوعين وكأنه يقصد أناسًا بعينهم لم يخفوا من أحد.
وأكد مهنا لا يستطيع شخص مثلى أن يحكم عليه، لكن الزمن نفسه أثبت لنا علمه الذى سبق به زمانه، وكأنه على الساحة الآن، موضحا «أن أهم الأسباب وراء وصوله إلى هذه الدرجة وقراءته المتأنية لكل العلوم، فكان يقرأ ويستنبط... واستند الأستاذ بجامعة الأزهر إلى بيت الشعر الذى يقول»
وإنى وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لايستطعه الأوائل
مؤكدا أن هذا البيت ينطبق على الشيخ الشعرواى الذى ملأ الدنيا فكرًا يتجدد مع الأزمان.
واختتم د. مهنا كلامه قائلا: «إن انتشار التسجيلات الخاصة بالشيخ الشعرواى.. والمرتبطة بالأحداث، يرجع إلى مصداقيته وعلمه الغزير الذى طابق العصر الذى فيه..موضحا أن هناك علماء على الساحة يجب ألا نقلل من قدرهم، لكن الشيخ الشعرواى سبقهم.
فى حين قال د. حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الشيخ محمد متولى الشعراوى ليست لديه كاريزما كما كان يوصفه البعض.. بل كان رجلًا عاديا عاش أكثر من ثلثى عمره مغمورًا بين علماء .. لكن منحه الله منحته التى لم يعطها لأحد وهى العلم «اللدُنى» الذى لا يعطى لأحد إلا بعد عدة أمور منها الإيمان الصادق، والإحساس بالقضية التى يتحدث عنها، والإخلاص فى الدعوة موضحا أنه عندما يخلص الإنسان يصل إلى قلوب الناس، وعندما يحسن الإنسان فى علمه فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وتابع: أن العلم اللدُنى هو الذى ذكره المولى عز وجل فى قصة سيدنا موسى مع الخضر فى قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) .. موضحًا أن الشيخ الشعراوى كان يمتاز بأنه يفسر الآية من القرآن، ويبين معانيها للمستمعين بشواهد الناس التى تعاصرها وتعيش فيها، مضيفًا أنه عندما أخلص فى إيمانه وعلمه ودعوته وجعلها خالصة لله، لا رياء فيها ولا سمعة، وصلت رسالته لقلوب الناس ومازالت باقية بعد مماته، كما كان يمتاز - رحمة الله عليه - بالتواضع الجّم، فكان يقدم كل من يرى فيه علما على نفسه.. أو من تواضع لله رفعه».
وتابع: أن الشيخ الشعراوى ظهر فى حقبة من الزمن قل أن نجد فيها عالما مخلصا لله.. فكم من القنوات الفضائية وجدت، وكم من المتحدثين يخرجون على شاشاتها، ولا أثر لها عند متلقى تلك الرسالة، موضحًا أن هذا إن دل على شىء فليس فى القنوات بل فى مرسل الرسالة، الذى لو أخلص النية لله وأخلص فى عمله، وتجرد من الدنيا، التف الناس حوله ووصلت رسالته.
وقال: «إن الشيخ الشعراوى لم يكن يباهى بنفسه، ولم يقل إنه يفسر القرآن»، بل كان يقول: «تلك خواطرى حول تفسير القرآن».. مشيرًا إلى أن الأمر الأهم الذى يجب أن يقتدى به العلماء أنه كان يمتاز برحمة وكان يعد من أئمة الوسطية الفكرية فى الإسلام، فلم يفرط ولم يغال فى أقواله.. وتلك قضية نحن أحوج من نكون إليها فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن هذه كلها مزايا جعلت كلامه مازال يردده الناس.
واستند على ذلك بقصة لأحد الصالحين كان إذا صعد المنبر وتحدث بكت الناس، فسأله ولده «يا أبى الناس تقف على المنبر يتحدثون أمام النائحة.. فلماذا إذا تحدثت أنت بكت الناس».. فقال لولده: «يا بنى ليست النائحة - التى تؤجر عن الميت - كالثكلى التى سقط ولدها»، فعندما يتحدث المرء بقضية مؤمن بها تصل إلى قلوب الناس، أما عندما يؤجر فدعوته هباء منثورًا، تنتهى بانتهاء كلامه ولا يلتفت لها أحد من الناس.
أما د. محمد الشحات الجندى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول عن الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه كان لديه حس يربط بين النص والواقع.. وهذا الربط والإسقاط على الواقع كان يتفرد به الشيخ الشعراوى عن الذين يفسرون القرآن الكريم، موضحًا أن هناك طريقة تقليدية للتفسير بأن يبين المعنى ثم الأحكام التى تأخذ من أقوال العلماء. كما كان يتمتع ببصيرة تجعله أنه بافعل ينزل الهداية القرآنية على ما يراه فيما يحدث من حوله، فهو رصد من أحوال الأمة الإسلامية ما تعانيه من أفكار مغلوطة ووضع يده على آفات متعددة على الشخصية المسلمة وما طرأ عليها من متغيرات، واستطاع أن يبسّط الواقع ليس فقط بالنقد بل كان يقوم بتقديم الحلول.. وهذا ما ظهر فى تعريفه للثائر الحق، كما وضع يده على مسائل أخرى وأمور متعددة وحاول بالفعل أن يصحح التصور لدى بعض الناس والدعاه الذين يقدمون خطابات مغلوطة تحقق له هدف ومآرب من وراء ذلك، وقال إن ذلك جناية على الأمة وتقديم خاطئ على المفهوم العقدى.
وتابع الجندى أن الشيخ الشعراوى «لم يمت» ومازال يفاجئنا بتفسيرات قديمة له ستشعر أن هذا وقتها، كما لديه قدرة على تحليل الألفاظ وأن يغوص فى أعماق النص، ولكن كلما غاص استطاع أن يخرج الدرر، وهذا ما نجح فيه بفضل تمكنه من اللغة وفقه المقاصد، وحضوره غير العادى، وبساطته فى الكلمات والمفردات، عكس من نراه على الساحة الآن من الذين يستخدمون مصطلحات أكاديمية، هذا إلى جانب إخلاصه، وهذه مهمة بالنسبة للداعية فلم يكن لديه هذا بالدرجة الأولى عكس الداعية فى هذا اليوم.. فنراه قبل أن يخرج على الشاشة يسأل كم يأخذ، فكان رحمه الله يؤمن بالنصوص القرآنية التى تقول: ( ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شىء ) ، وقوله: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). وجميعها كانت مغروسة فيها.
لايعطيه الله إلا لعباده المخلصين، هذا ما أكده علماء الأزهر خاصة بعد أن خرجت علينا تسجيلاته التى تشفى أمراض الأمة وكأنه بعث بينا وبالتحديد فى تعريفه «للثائر الحق» والآخر الذى يصف فيه جند مصر. وفى البداية استند د. محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بقول رسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة من يجدد لهم دينهم» وأنا من الذين يؤكدون وغيرى كثير أن الشيخ محمد متولى الشعرواى على رأس هذه المائة، وذلك لصفات عديدة منها علمه الغزير الذى سبق به القاصى والُدانى، عدا الصحابة والتابعين.
وأضاف أن الشيخ محمد متولى الشعرواى جمع بين العديد من العلوم مثل النحو والصرف والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ وعلوم القرآن - والفكر المعاصر والفكر القديم، بالإضافة إلى ما منحه من صفاء وعلم إلهامى من الله عز وجل، موضحا أن العلم ينقسم إلى قسمين، علم مكتسب ينال بالبحث والدرس، وعلم لُدنى وهو ينقسم إلى قسمين علم وحى للأنبياء وعلم إلهام للأولياء، والشيخ الشعرواى جمع بين العلم والمكتسب والإلهامى الذى منحه الله إياه.
وتابع هنا أن كل علماء مصر «عيال» فى حضرة درس الشيخ الشعرواى قائلًا: وأنا كعضو هيئة كبار علماء عندما أجلس وهو يتحدث، فأكون كالطفل الصغير أمام الأستاذ ذى العلم الغزير الذىسبق به كل معاصريه»، فعلمه ملأ الدنيا شرقًا وغربًا حتى أشعرنا بأنه يعيش بيننا، فالعلم الذى أذاعه على الناس قديما يناسب ما نعانى منه من أزمات وما نمر به من ظروف، فانظر إلى تعريفه ل «الثائر الحق» والذى انتشر عقب ثورة 25 يناير، وانظر إلى التسجيل الصوتى الذى يذاع علينا الآن ليل نهار والذى يتحدث عن مصر والمصريين وجند مصر وأنهم رباط إلى يوم القيامة وكأنه يرى ما يتعرضون له الآن من حملات للترويع على أيدى المغرضين والمدفوعين وكأنه يقصد أناسًا بعينهم لم يخفوا من أحد.
وأكد مهنا لا يستطيع شخص مثلى أن يحكم عليه، لكن الزمن نفسه أثبت لنا علمه الذى سبق به زمانه، وكأنه على الساحة الآن، موضحا «أن أهم الأسباب وراء وصوله إلى هذه الدرجة وقراءته المتأنية لكل العلوم، فكان يقرأ ويستنبط... واستند الأستاذ بجامعة الأزهر إلى بيت الشعر الذى يقول»
وإنى وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لايستطعه الأوائل
مؤكدا أن هذا البيت ينطبق على الشيخ الشعرواى الذى ملأ الدنيا فكرًا يتجدد مع الأزمان.
واختتم د. مهنا كلامه قائلا: «إن انتشار التسجيلات الخاصة بالشيخ الشعرواى.. والمرتبطة بالأحداث، يرجع إلى مصداقيته وعلمه الغزير الذى طابق العصر الذى فيه..موضحا أن هناك علماء على الساحة يجب ألا نقلل من قدرهم، لكن الشيخ الشعرواى سبقهم.
فى حين قال د. حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الشيخ محمد متولى الشعراوى ليست لديه كاريزما كما كان يوصفه البعض.. بل كان رجلًا عاديا عاش أكثر من ثلثى عمره مغمورًا بين علماء .. لكن منحه الله منحته التى لم يعطها لأحد وهى العلم «اللدُنى» الذى لا يعطى لأحد إلا بعد عدة أمور منها الإيمان الصادق، والإحساس بالقضية التى يتحدث عنها، والإخلاص فى الدعوة موضحا أنه عندما يخلص الإنسان يصل إلى قلوب الناس، وعندما يحسن الإنسان فى علمه فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وتابع: أن العلم اللدُنى هو الذى ذكره المولى عز وجل فى قصة سيدنا موسى مع الخضر فى قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) .. موضحًا أن الشيخ الشعراوى كان يمتاز بأنه يفسر الآية من القرآن، ويبين معانيها للمستمعين بشواهد الناس التى تعاصرها وتعيش فيها، مضيفًا أنه عندما أخلص فى إيمانه وعلمه ودعوته وجعلها خالصة لله، لا رياء فيها ولا سمعة، وصلت رسالته لقلوب الناس ومازالت باقية بعد مماته، كما كان يمتاز - رحمة الله عليه - بالتواضع الجّم، فكان يقدم كل من يرى فيه علما على نفسه.. أو من تواضع لله رفعه».
وتابع: أن الشيخ الشعراوى ظهر فى حقبة من الزمن قل أن نجد فيها عالما مخلصا لله.. فكم من القنوات الفضائية وجدت، وكم من المتحدثين يخرجون على شاشاتها، ولا أثر لها عند متلقى تلك الرسالة، موضحًا أن هذا إن دل على شىء فليس فى القنوات بل فى مرسل الرسالة، الذى لو أخلص النية لله وأخلص فى عمله، وتجرد من الدنيا، التف الناس حوله ووصلت رسالته.
وقال: «إن الشيخ الشعراوى لم يكن يباهى بنفسه، ولم يقل إنه يفسر القرآن»، بل كان يقول: «تلك خواطرى حول تفسير القرآن».. مشيرًا إلى أن الأمر الأهم الذى يجب أن يقتدى به العلماء أنه كان يمتاز برحمة وكان يعد من أئمة الوسطية الفكرية فى الإسلام، فلم يفرط ولم يغال فى أقواله.. وتلك قضية نحن أحوج من نكون إليها فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن هذه كلها مزايا جعلت كلامه مازال يردده الناس.
واستند على ذلك بقصة لأحد الصالحين كان إذا صعد المنبر وتحدث بكت الناس، فسأله ولده «يا أبى الناس تقف على المنبر يتحدثون أمام النائحة.. فلماذا إذا تحدثت أنت بكت الناس».. فقال لولده: «يا بنى ليست النائحة - التى تؤجر عن الميت - كالثكلى التى سقط ولدها»، فعندما يتحدث المرء بقضية مؤمن بها تصل إلى قلوب الناس، أما عندما يؤجر فدعوته هباء منثورًا، تنتهى بانتهاء كلامه ولا يلتفت لها أحد من الناس.
أما د. محمد الشحات الجندى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول عن الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه كان لديه حس يربط بين النص والواقع.. وهذا الربط والإسقاط على الواقع كان يتفرد به الشيخ الشعراوى عن الذين يفسرون القرآن الكريم، موضحًا أن هناك طريقة تقليدية للتفسير بأن يبين المعنى ثم الأحكام التى تأخذ من أقوال العلماء. كما كان يتمتع ببصيرة تجعله أنه بافعل ينزل الهداية القرآنية على ما يراه فيما يحدث من حوله، فهو رصد من أحوال الأمة الإسلامية ما تعانيه من أفكار مغلوطة ووضع يده على آفات متعددة على الشخصية المسلمة وما طرأ عليها من متغيرات، واستطاع أن يبسّط الواقع ليس فقط بالنقد بل كان يقوم بتقديم الحلول.. وهذا ما ظهر فى تعريفه للثائر الحق، كما وضع يده على مسائل أخرى وأمور متعددة وحاول بالفعل أن يصحح التصور لدى بعض الناس والدعاه الذين يقدمون خطابات مغلوطة تحقق له هدف ومآرب من وراء ذلك، وقال إن ذلك جناية على الأمة وتقديم خاطئ على المفهوم العقدى.
وتابع الجندى أن الشيخ الشعراوى «لم يمت» ومازال يفاجئنا بتفسيرات قديمة له ستشعر أن هذا وقتها، كما لديه قدرة على تحليل الألفاظ وأن يغوص فى أعماق النص، ولكن كلما غاص استطاع أن يخرج الدرر، وهذا ما نجح فيه بفضل تمكنه من اللغة وفقه المقاصد، وحضوره غير العادى، وبساطته فى الكلمات والمفردات، عكس من نراه على الساحة الآن من الذين يستخدمون مصطلحات أكاديمية، هذا إلى جانب إخلاصه، وهذه مهمة بالنسبة للداعية فلم يكن لديه هذا بالدرجة الأولى عكس الداعية فى هذا اليوم.. فنراه قبل أن يخرج على الشاشة يسأل كم يأخذ، فكان رحمه الله يؤمن بالنصوص القرآنية التى تقول: ( ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شىء ) ، وقوله: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). وجميعها كانت مغروسة فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.