وجه الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة السفير محمد صبيح عدة رسائل مهمة حول دور مصر ومواقفها لدعم القضية الفلسطينية ثم عدم إقحام المسجد الأقصى وتوظيفه فى خلافات سياسية وحزبية وإدانة ما حدث من حرق لكنائس ومساجد سواء فى مصر أو غيرها من الدول وأخيرا تذكير من يضر بالأمن القومى المصرى بالابتعاد عن عاصمة العرب وما تقدمه للجميع على مدار عقود. بكلمات واضحة أعلن صبيح أن مصر لم تتوانى عن دعم القضية الفلسطينية، وشعبها وأمنها القومى هو أمن واحد، مرتبط منذ الأزل ولا يستطيع شعب أو هيئة أو قيادة أو فصيل أن يمس هذه العلاقة التاريخية. وأكد صبيح فى كلمته الافتتاحية فى مؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين فى الدول العربية المضيفة فى دورتها ال90، أن هذه العلاقة التاريخية بدأت مع مصر منذ فجر التاريخ، موجهًاً التحية لمصر وشعبها ولدورها المستمر، متمنيا أن تزول هذه المحنة التى تمر بها مصر العزيزة . وقال بدون الموقف المصرى ستقف القضية الفلسطينية عند مفترق طرق، وكل فلسطينى حريص على هذه العلاقة أن تبقى قوية وراسخة كما كانت فى الماضي. وأدان السفير محمد صبيح حرق المساجد فى مصر، وقال هذا ليس من تراثنا وليس من ديننا وليس من عروبتنا هذه أرض التسامح وأرض الرسالات وكلنا مسئولون عن حماية المقدسات لأنها مسئوليتنا جميعا. وقال إن مصر التى رعت منظمة التحرير الفلسطينية وذهبت إلى القضية الفلسطينية إلى أبعد الحدود فى المجال الدولى وفى المجال العربى وتعميق العلاقات الثنائية ... ووجه التحية لمصر مجددًا لمصر ولجيشها .. ولشعبها .. ونحن على ثقة تامة إن هذه العلاقة ستبقى راسخة قوية وهو صلب وعصب العلاقات العربية وقال إن هذه الدورة مهمة للغاية حيث إننا سنناقش قضايا فى غاية الأهمية فى ظرف غاية الأهمية وفى غاية الخطورة وأولها موضوع القدس الشريف . هجمة عنصرية وأكد صبيح أن القدس لم تتعرض فى تاريخها لهجمة عنصرية استعمارية كما هى اليوم، وتعتقد الحكومة الإسرائيلية والأحزاب الإسرائيلية أن الوقت مناسب لتهويد القدس وتجريدها «لا سمح الله» من عروبتها وقدسيتها. وقال إن المحاولات على مدار الساعة، واقتحامات على المسجد الأقصى على مدار الساعة، والأغرب من ذلك أنها اقتحامات من معظم هيئات الاحتلال الإسرائيلي، «متطرفين ومستوطنين وجمعيات متطرفة وأمناء الهيكل ال24 تنظيم» ثم تلى ذلك أن الجيش الإسرائيلى يرسل وفودا للدخول فى ساحات المسجد الأقصى وكان من ضمن ذلك ولأول مرة أن البحرية الإسرائيلية يأتون إلى المسجد الأقصى. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلى قام بتدمير البيوت وتزوير المستندات واستمرار الحفر أكثر من قبل، والتطهير العرقى على أوسع نطاق بالقدس حيث يصمد المقدسيون بكل إيمان وقوة أمام هذه الحملة. وناشد صبيح الدول العربية أن توفى بالتزاماتها وتمتثل قرارات القمم العربية التى اتخذت لدعم القدس وتوفير كافة القرارات التى اتخذت من سرت إلى الدوحة وخاصة الجانب المالى الذى لم يصل به الدعم إلى ما هو مطلوب. وقال إننا نهيب بأهلنا فى القدس الابتعاد عن أى مماحكات سياسية فى داخل المسجد الأقصى والبعد كل البعد عن أى عمل سياسى فى المسجد الأقصى، والعمل كل العمل من أجل حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث إن المقدسات الإسلامية تتعرض إلى عدوان غير مسبوق، بالإضافة إلى تعرض الكنائس والأديرة المسيحية فى القدس وتكتب عليها الشعارات العنصرية وتحرق الأناجيل ويمزق القرآن الكريم وتطرق صبيح لقضية الاستيطان موضحا أن الجامعة العربية لديها استراتيجية واضحة وملزمة بتوجيه من القمم العربية ومبادرة السلام العربية والتى هى فرصة نادرة لتحقيق السلام على أرضية قرارات الشرعية الدولية حيث إن العرب لم يقتنعوا شيئا فى هذه المبادرة وكل ما فى هذه المبادرة من القرارات الدولية ذات الصلة وبمبادئ القانون الدولي. وأكد أن الجامعة العربية تدعم التوجه الى أى مفاوضات جادة من أجل تحقيق مبادرة السلام العربية بقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عاصمة للقدس وحل موضوع اللاجئين وفقا للقرار 194، حيث إننا نرى أن هناك محاولات غريبة فى إسرائيل « يوافقون الذهاب إلى المفاوضات بدون شروط» ثم يبدأ التلاعب بكل أشكال التلاعب لتخريب عملية السلام. وقال إن ما يجرى عن إعلان وحدات استيطانية بهذا الشكل الفذ والخطير هو مؤشر سلبي، على أن القيادة الإسرائيلية لا تريد السلام وتريدها للعلاقات العامة، فإن الجامعة العربية دعمت هذه الدورة من المفاوضات وقد تكون الأخيرة على أساس أنها لمدة محددة ولمرجعية محددة على حدود الرابع من يونيو وأيضا لتبادل الأسرى بشكل شفاف، بالإضافة الى وقف الاستيطان ونحن نرى كيف يدور التلاعب؟ وطالب صبيح الولاياتالمتحدة الأميريكة التى اتخدت على عاتقها أن تدعو الى هذه المفاوضات وأن يقوم وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ب 6 جولات متتالية من أجل أن نصل إلى هذة النتيجة، فإذا كانت الولاياتالمتحدة تريد أن تسجل إيجابية للفترة الثانية من قيادة أوباما أن توقف كل العقبات والمناورات والتضليل التى تقوم به القيادة الإسرائيلية. ملف اللاجئين وقال إننا بالجامعة العربية نرصد رصدا دقيقا كل المواقف الإسرائيلية التى تحاول تخريب عملية السلام، مشيرا إلى أن هناك أعضاء بالوزارة والكنيسيت ينكرون حل الدولتين ويعملون عمل قصرى لتهجير الفلسطينيين، وهذا يتطلب موقفا دوليا يتصف بالحزم والحكمة وبالشفافية ليعلم العالم من هو الطرف المعطل كما قال كيرى فى بداية زيارته للمنطقة. وأكد أننا أمام تحد كبير فى قضية اللاجئين الفلسطينين وهناك دول بدأت تحاول أن تنفض يدها من هذا الملف حيث إن هناك جهوداً كبيرة تقوم بها الجامعة العربية وأمينها العام لدعم الأونروا باتصالات مستمرة وستكون هناك زيارات للأمين العام مع مفوض الأونروا فيليبوا جراندى لدول عربية منها الكويت والمملكة العربية السعودية، وهذا الجهد واللقاءات المستمرة ومساهمة قطاع فلسطين بالجامعة العربية بالاجتماعات مع الدول الأعضاء فى المؤتمر حيث تعقد هذه الاجتماعات فى الأردن وسنقوم بالدور المطلوب لدعم الأونروا ولكن مسؤولية المجتمع الدولى ويجب أن تقوم الأونروا بدورها كاملا رغم الظروف القاسية والصعبة التى تتعرض لها. وأكد أن الجامعة العربية تتابع عن كثب قضية اللاجئين الفلسطينين فى مخيمات اللاجئين فى سوريا وخاصة مخيم اليرموك وهى قضية تدمى القلب وقاسية على نفس كل عربى والذين هجروا من بيوتهم ولا يستطيعون العودة إلى بلادهم، فحق العودة لهم فى الداخل أو الخارج هو حق مقدس لا تستطيع إسرائيل الهروب منه حيث أن أمامهم مبادرة السلام العربية إلى وهى فرصة كبيرة لقيام سلام مستقر، مشيرا أننا حاولنا فى قطاع فلسطين أن نقدم لهم مساعدات واتصالات مع القيادة الفلسطينية إلا أنهم مازالوا فى وضع صعب، ولعلنا سنستمع من رئيس المؤتمر الدكتور زكريا الأغا عن تقرير مفصل عن حالة اللاجئين فى سوريا ولبنان، وماذا نستطيع أن نقدم لهم .. حيث قام بزيارة لهم فى الأيام السابقة . ومثل وفد دولة فلسطين رئيس دائرة شئون اللاجئين فى منظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا، ونائب رئيس دائرة شئون اللاجئين محمد أبو بكر، وسكرتير أول جمانة الغول من مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية.