التابوت «القاتل»، «رمز الإهانة»، «المرعب» كلمات سبق أن وصفت بها الدول الأوروبية الحجاب الذى لا يكاد يغيب عن المشهد الأوروبى حتى يعود إلى الصدارة من جديد، وقد جاءت عودته هذه المرة من السويد بعد أن رفعت شابة سويدية مسلمه شكوى من تعرضها لاعتداء من قبل شاب بسبب ارتدائها الحجاب فى إحدى ضواحى استوكهولم حيث مزق حجابها ثم خبط رأسها بمقدمة السيارة بعد أن تلفظ بكلمات عنصرية، وأثارت الشكوى تضامنا واسعا فى أنحاء البلاد، وانطلقت حملة شعبية واسعة فى السويد للدفاع عن ارتداء الحجاب حيث لبى حوالى 4000 شخص هذه الدعوى على تويتر فنشرت مئات السيدات السويديات صورا لأنفسهن وهن يرتدين الحجاب عبر مواقع التواصل الاجتماعى لإظهار تضامنهن مع هذه المرأة. وعلى موقع «انيستا جرام» نشر أكثر من مئة شخص صور رأس مغطى بحجاب فيما انضم على الفيس بوك حوالى 8500 شخص إلى مجموعة تحمل اسم «حركة انتفاضة من أجل الحجاب» حيث شارك فى التحرك نائبات يساريات وناشطات وأيدهن عدد من الساسة والمشاهير، وقالت إحدى منظمات التحرك وتدعى «فوجان روزبية» إن عدد الاعتداءات على النساء المسلمات زاد مؤخرا حيث أصبحنا بمثابة كبش فداء فى ظل ظروف البطالة فى السويد وغيرها من البلدان الأوروبية، ويقول المجلس الوطنى السويدى للوقاية من الجريمة، إنه جرى الإبلاغ عن 306 جريمة من هذا النوع العام الماضى مقارنة ب 278 فى العام الذى سبقه، و272 فى عام 2008. وتأتى فرنسا فى طليعة الدول الأوروبية التى تهاجم الحجاب حيث عادت قضية حظر الحجاب فى فرنسا إلى الواجهة بعد أن أظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة «أيفوب» أن 8 فرنسيين من أصل 10 يؤيدون منع الحجاب فى قاعات التدريس الجامعية، واقترح المجلس الأعلى للاندماج فى فرنسا توسيع حظر ارتداء الحجاب ليشمل الطالبات فى الجامعات حيث لم يستبعد وزير داخلية فرنسا «مانويل فالس» احتمال منع الحجاب فى الجامعات. هذا بعد أن كان قد اسثنى منعه فى 2008 وتم حظره فى التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى، وواجه الحجاب هجوما جديدا فى فرنسا خلال الأسابيع الماضية بعد أن تعرضت امرأة حامل لاعتداء فى إحدى ضواحى باريس بسبب ارتدائها الحجاب مما تسبب فى فقدان طفلها، وسبقها حادث من هذا النوع بعد أن تعرضت فتاه «16عاما» لهجوم من قبل شابين عمدا إلى ضربها وتمزيق الحجاب عن رأسها بسكين أصابها بجروح فى الوجه بعد أن أطلقا سيلا من الشتائم العنصرية والمعادية للمسلمين، كما وقعت مواجهات خلال الشهر الماضى أيضا فى إحدى ضواحى باريس تطورت إلى أعمال شغب بين مئات المحتجين وقوات الأمن بعد محاولتهم تفتيش منقبة والتأكد من هويتها. وفى ألمانيا، تتجه العديد من الولايات الألمانية إلى منع المدرسات من ارتداء الحجاب، فمن بين 16 مقاطعة ألمانية هناك 7 مقاطعات أقرت تشريعات بمنع المدرسات فى المدارس من لبس الحجاب، أما هولندا فقد منعت الحجاب فى المدارس والجامعات. وقد تقدمت الحكومة الهولندية قبل أيام بخطة لتوسيع الحظر ليشمل منع النقاب فى كل المؤسسات. واستصدرت بلجيكا قانونا بمنع النقاب، وفرضت عقوبة على كل من ترتدى النقاب فى الأماكن العامة بدفع غرامة تصل إلى 137.5 يورو وقضاء 7 أيام فى السجن. من جهة أخرى، حثت منظمة العفو الدولية دولا أوروبية برفع حظر ارتداء النقاب معتبرة الحظر تمييزًا ضد المسلمين فى أوروبا، وأنه يحرم العديد من النساء من التعليم والعمل.