اتفق وزيرا خارجية روسياوالولاياتالمتحدة سيرجى لافروف وجون كيرى على عقد مؤتمر «جنيف - ح» للسلام فى سوريا فى أقرب وقت ممكن، كما اتفقا على لقاء جديد قبل نهاية الشهر الحالى للترتيب للمؤتمر الدولى المقترح. جاء ذلك خلال لقاء وزارى روسى - أمريكى فى إطار «ح +ح» الذى يجمع وزراء الخارجية والدفاع فى البلدين. حيث أكدا أن لدى موسكووواشنطن هدفا مشتركا فيما يتعلق بالأزمة السورية، وهو نقل الوضع إلى المجرى السياسى وعقد مؤتمر «جنيف - ح» الدولى الرامى لإيجاد حل سلمى للأزمة السورية. وصرح لافروف خلال مؤتمر صحفى فى السفارة الروسية بواشنطن قائلا إن «الأهم خلال هذا المؤتمر سيكون تنفيذ المهمة التى طرحها قادة دول مجموعة الثمانية خلال القمة فى أيرلندا الشمالية، حيث دعوا الحكومة والمعارضة السورية إلى توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وطرد الإرهابيين من سوريا. كما صرح كيرى فى هذا الصدد بأنه لايتفق على الدوام مع نظيره الروسى «حول المسئولية عن أعمال القتل أو بعض السبل للمضى قدما، لكننا نتفق وكذلك بلدنا على أنه من أجل تجنب انهيار المؤسسات والانزلاق نحو الفوضى، والرد الأخير هو حل سياسى متفاوض عليه. ورغم تصريحات لافروف وكيرى فإن مؤتمر «جنيف- ح» الباحث عن حل سياسى للأزمة السورية لم تتح ظروف انعقاده حتى الآن، فلا الأطراف الدولية والإقليمية المتورطة فى الصراع داخل سوريا مستعدة لاستئناف المفاوضات، ولا الأطراف الداخلية من نظام ومعارضة قادرة على ذلك. تتعدد الأسباب، ولكل طرف من هذه الأطراف أهدافه التى لم تتحقق على الأرض، وسيستمر التدمير لكل شىء للوطن وللشعب وللجيش. إن شروط انعقاد «جنيف- ح» لم تكتمل، وهناك خلافات بين روسيا وأمريكا حول العديد من القضايا، ومازالت وجهة نظرهما من الأزمة السورية متباعدة، فالكرملين يرى أن نظام الأسد يمتلك أوراق قوة فى المفاوضات تمكنه من البقاء والاستمرار، وهو يواصل دعمه وتأييده سياسيا وعسكريا. فتعددية الطوائف فى سوريا ساهمت فى أن يظل بشار صامدا كل هذه الفترة، وساعدته فى أن يرسم السيناريوهات المعتمدة على الاستقطاب الأيديولوجى. فقد نجح بشار فى أن يجعلها حربا طائفية وتمكن من توريط القوى المحيطة بسوريا، ما خلق له مبرر وجود وسببا قويا للبقاء. أما البيت الأبيض فيرى أن نتيجة أى مفاوضات يجب أن تنتهى برحيل نظام الأسد ووجود نظام آخر بديل وهو ما تراه موسكو تهديدا لمصالحها. لذلك تسعى أمريكا وحلفاؤها الإقليميون والدوليون إلى تعديل ميزان القوى على الأرض من خلال دعم المعارضة ماديا وعسكريا، كى تتمكن من كسب المزيد من المواقع الإستراتيجية، وإجبار نظام الأسد على تقديم تنازلات أكبر، أو حتى الإطاحة به إذا أمكن. أما موقف الائتلاف الوطنى السورى فقد جاء فى تصريحات لرئيسه أحمد العاصى الجربا «الأولوية الحالية هى دعم السلاح النوعى إلى المناطق المحررة والجيش الحر، ولن نهدأ حتى نحصل على الأسلحة المتقدمة المطلوبة للرد على قوات الأسد وحلفائه» وعن التسوية السياسية قال: «من المسلمات فى أى تسوية سياسية مقبلة عدم وجود بشار، ومن المفروض أن يعاقب هذا الرجل على ما ارتكبه من جرائم، إن فى رقبته أكثر من مائتى ألف قتيل، وبالتالى لايمكن أن نقبل به فى السلطة خلال المرحلة المقبلة ولا يوجد أى سورى يقبل بهذا. ويضيف.. يجب فى النهاية أن يكون هناك حل سياسىللأزمة السورية، حتى ولو كانت هناك حرب وثورة على الأرض، ولكن هذا الحل يتضمن بشكل أساسى رحيل بشار الأسد. إن المعارضة لن تشارك فى مؤتمر للسلام اقترحته الولاياتالمتحدةوروسيا فى جنيف مالم يصبح موقفها العسكرى قويا. إن المشاركة فى مؤتمر جنيف فى ظل هذه الأوضاع غير ممكنة يجب أن نكون ذاهبين إلى جنيف ونحن أقوياء، إن النظام قتل أكثر من 95 ألف شخص منذ مؤتمر جنيف الأول، وتطبيق توصيات جنيف بشكل دقيق يعنى رحيل نظام الأسد ورموزه. نحن نؤيد المشاركة فى المؤتمر شريطة أن يكون التفاوض مع النظام السورى محددا فى الزمن، إن موعد عقد المؤتمر مازال غامضا ولا تغيير فى موقف الائتلاف. فنحن نفهم أن المرحلة الانتقالية لن يكون ممثلا فيها السلطة القائمة فى سوريا الآن. .. وإلى أن تتوفر ظروف انعقاد «جنيف - ح» فإن المطلوب فى سوريا المزيد من الدم والدمار وإشعال الفتنة المذهبية والطائفية والانقسام والتفكك، فالمؤامرة على سوريا وعلى الشعب السورى، شملت الأركان، ولا أحد يعلم معالم الطريق للخروج من الأزمة بما فيها موسكو و واشنطن.