جاءت المرحلة الثالثة فى العلاقات بعد اغتيال السادات وتولى مبارك الذى حاول إعادة التوازن للعلاقات المصرية الاقليمية والدولية فعادت العلاقات العربية والسوفيتية وبلغ التعاون قمته بعد اشتراك مصر فى الائتلاف الدولى لإخراج صدام من الكويت وحصلت مصر على إعفاء من الديون العسكرية الأمريكية والأوروبية ورغم ذلك شهدت العلاقات شوائب خاصة بعد اجتياح إسرائيل للبنان 1982 وغزة 2000 ومعارضة سياسة الترويج للديمقراطية فى عهد بوش 2004 الا أن ذلك لم يمنع التبعية والتعاون الكبير مع الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة التعاون الاستخبارتى بعد أحداث 11سبتمبر والسماح بمرور السفن الحربية وفتح الأجواء المصرية وتوقيع اتفاقية الكويز وتزويد إسرائيل بالغاز وهذه المرحلة التى استمرت ثلاثين عاما أعطت تأكيدًا أنه لايمكن تصور وجود أى قوة سياسية فى مصر يمكنها مخالفة الإدارة الأمريكية ولكن يمكن المقاومة وبحساب وهذه المقاومة أمامها فى المقابل إما القانون الدولى وعقوباته المتدرجة والتى قد تصل للتدخل العسكرى كما حدث فى العراق وليبيا والصومال أو الخروج من الجنة الأمريكية إذا كسرت عصا الطاعة وخرجت من النظام العالمى الجديد والذى دشنه بوش فى باليتا عام 1990 مع جورباتشوف الذى قال إنه ابتداء من هذا التاريخ صار العالم واحدا تحكمه حكومة واحدة بإقرار القطبين وهنا أصبح العالم وحدة سياسية واحدة يحكمه عالم واحد وبدين واحد وله نظام مالى واقتصادى وقانونى واحد وهذا يجعلنا نصل لنتيجة مهمة مؤداها أن الأحداث العالمية الآن سواء ما يجرى فى المنطقة العربية أو دول العالم تدار من مكان واحد وبفكر واحد وبهدف واحد وليس بإراداتنا ولا بأهدافنا وأحكمت الولاياتالمتحدة قبضتها على العالم وأصبح كل ما يحدث مرتبطًا بتخطيطها كقوى عظمى اقتصاديا وعسكريا واستخباراتيا وإعلاميا وهو ما جعلها منفردة بقمة العرش العالمى وجعلها مطالبة دائما بالسيطرة على أقاليم العالم وقاراته من خلال قوة إقليمية خاضعة تتوافق مع التوجهات والمصالح وكان لابد لها من ممارسة استراتيجية لعبة الأمم التى خاضتها مع الاتحاد السوفيتى لتطبقها على مصر حتى لاتبقى رمانة الزمان للعالم العربى وسقوط مصر لايقل اهمية عن الاتحاد السوفيتى وهذا يتم من خلال الآليات الأولية الآتية : - تطبيق وتفعيل سياسة الطابور الخامس من العملاء لتمكين مجموعة منهم سياسيا واقتصاديا وإعلاميا ليسوا بالضرورة أكفاء بل العكس هم الأسوأ وانتشرت المقولة التاريخية فى فترة ما قبل الثورة : ما اختار الحزب الوطنى بين شيئين الا اختار أسوأهما . - تفكيك أواصل الدولة المصرية وتفريغها من دورها العربى والاسلامى والافريقى. - فك ارتباط مصر بالقضايا الحضارية والإنسانية. وعلى التوازى سارت هذه الاستراتيجية التى أعلنها بوش 2004 هادفة إلى تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة لضمان ألا تكون دولة عربية أكبر من إسرئيل ...والعداء بين الدول المنقسمة لضمان الاستقرار السياسى والانتعاش الاقتصادى برواج سوق السلاح وتحقيق أهداف أمريكا فى المنطقة الرامية إلى ضمان أمن إسرئيل وتدفق البترول ووجود أنظمة موالية للغرب لذا يجب أن نحرك الرأس لنرى ما بجانبنا وخلفنا من دول عربية تمزقت وانقسمت واصبحت موالية للغرب بصور وأشكال مختلفة والعجيب أن يجرى التقسيم على كل المنطقة عدا مصر وهذا ما أكده الخبير الاستراتيجى الأمريكى رالف بينز 2006 فى مجلة القوات المسلحة الأمريكية الذى وضع خلاصة فكر الأوعية الفكرية الأمريكية للمنطقة والتى جرت تفسير على كل دولها عدا مصر تنفيذا للوعد التوراتى وأقول صدق الله العظيم حين قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمين « والعظمة ليست فى الدخول الآمن الآن ولكن الدخول الآمن الآن وغدا وحتى قيام الساعة وهذا تأكيد أن ثورة يناير وهى بداية المرحلة الرابعة من العلاقات لم تكن ثورة شعب فى المقام الأول بقدر ما كانت ثورة قامت بيد الله لتنفيذ وعد الله بجعل مصر بلد الأمن والأمان وهذا ما لم تتوقعه السياسة الأمريكية.