عندما يطول الكابوس أكثر من اللازم ويصبح خانقا، ويلتف كالحبل حول الرقبة، يستيقظ النائم فزعا، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. وما نعيشه الآن من أحداث فى القاهرة والجيزة والدقهلية ومشاهد العنف ومحاولات الترويع التى سعى الإخوان لإشاعتها بين الناس هو الكابوس بعينه، وبدت أحداث الكابوس كأنها مسلسل رعب متعدد الحلقات، ففى ليلة واحدة من ليالى الشهر الكريم وقع 12 قتيلا وأكثر من 86 مصابا، وذلك لإصرار الإخوان على تنفيذ مخطط الفوضى فى مصر. حالة من الغضب سادت الشارع المصرى جراء ما يحدث يوميا من اشتباكات واطلاق نيران فى الشارع.. غالبية المصريين اتهموا «الجماعة» بإثارة الفوضى، وحملوهم المسئولية وطالبوهم بوقف العنف. وطالبت قوى مدنية باعتبار الإخوان جماعة إرهابية وخارجة على القانون وخطرا على الدولة، بسبب محاولتها نشر الفوضى والإرهاب، وتقويض دعائم الدولة، وتهديد الأمن القومى، بالإضافة إلى التحريض المباشر على العنف. وحذرت تلك القوى المدنية من استمرار اللين فى سياسات الدولة تجاه «الجماعة». وإذا كان احتلال إشارة رابعة العدوية وميدان نهضة مصر يمكن احتماله، رغم ما يسببانه من شلل مرورى للقاهرة والجيزة، كما صبرنا على إغلاق ميدان التحرير شهورًا عديدة، فإن ما لايمكن الصبر عليه هو مسيرات العنف والقتل التى تهاجم بالخرطوش والرصاص الحى، فالشعب لن يصبر على هذه الممارسات التخريبية العنيفة التى تقوم بها الجماعة بشكل شبه يومى. لقد حولت «الجماعة» ميادين رمسيس والنهضة وإشارة رابعة إلى نقاط خطر وتهديد لخلق الله، ونقاط تعطيل للأرزاق، وبهذا تخسر الجماعة آخر نقطة تعاطف من الشعب، وصبر أيوب الذى يتمتع به الشعب المصرى سينفد، وسيحدث ما لايحمد عقباه، ويخشاه الجميع من أن تصطدم جموع الشعب بمعتصمى الجماعة. وكان لابد من تحرك واع مدرك لأبعاد الموقف وخطورته على الوطن، وجاء بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسى جامعا مانعا، لينهى الكابوس الذى حاصرنا وهدد حياتنا، وطال أكثر من اللازم، السيسى ناشد المصريين النزول - أمس الأول - لإثبات إرادة الشعب وقراره، بأنه فى حالة أن تم اللجوء للعنف والإرهاب يفوض الجيش والشرطة باتخاذ اللازم لمواجهة العنف والإرهاب. وأضاف السيسى «يوم الجمعة ميعادنا مع كل المصريين، والجيش والشرطة مفوضان لتأمين المظاهرات»، مضيفا «هذا لا يعنى أننى أريد أن يكون هناك عنف أو إرهاب» واختتم قائلا «مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا». كلمات أدخلت الفرحة إلى قلوب المصريين، فقد وجدنا أخيرا طريقا وسط النفق المظلم، كلمات السيسى كشفت الغمة، وحددت معالم الطريق. أكتب هذه الكلمات صباح الخميس، وأنا على يقين أن ملايين المصريين ستلبى نداء الواجب بالنزول يوم الجمعة فى كل ميادين المحافظات، من أجل تفويض الجيش والشرطة فى التعامل مع العنف والإرهاب ومخططات الفوضى التى تسعى «الجماعة» لتنفيذها ضد الوطن. لقد انتهى الكابوس ببيان السيسى وتفويض الشعب، ستتلاشى أصوات الهاربين من العدالة، المختبئين وسط مؤيدى الرئيس المعزول فى رابعة العدوية، الذين يطلون علينا من خلال الشاشة المشئومة، محرضين على العنف، غير مبالين بالدمار والقتل الذى يصيب الأبرياء ويعطل الأرزاق. وللجماعة أؤكد.. لقد انتهى الكابوس، فقد عرف الشعب حجمكم الطبيعى والحقيقى.. وتكشفت نواياكم الحقيقية، وسقطت كافة أقنعتكم، وإذا كنتم تريدون الانتحار، فاذهبوا للجحيم، ولكن بمفردكم فلن يذهب معكم أحد من العقلاء، أما المخدوعين الواقعين تحت سيطرة غسيل المخ فلهم الله. .. نصيحة للإخوان.. لا مرسى راجع.. ولا السيسى هيتراجع. «كلمات أعجبتنى على الفيسبوك». وأخيرا.. تحية من القلب ل «خير أجناد الأرض».