يبدو أن معظم صناع الدراما فى رمضان أرادوا ان يتحدوا حكم جماعة الإخوان المسلمين التى كانوا يقولون إنها تحارب الإبداع وتضيق من مساحة حرية الفن والفنانين، فتعمدوا أن يتجاوزوا كل الخطوط الحمراء فى مسلسلات رمضان هذا العام، من باب «العند» والتحدى. والحقيقة أن المسئولين عن الرقابة فى التليفزيون، والذين كان معظمهم يرفض وزير الاعلام السابق صلاح عبدالمقصود ، قد استجابوا لهذه الرغبة فى التحدي، ووافقوا على كل ما كانوا يرفضونه فى الأعمال الدرامية طوال الأعوام الماضية. والنتيجة هى هذا الكم غير المسبوق من المشاهد الجريئة والملابس الساخنة التى ظهرت بها عدد من نجمات التليفزيون هذا العام، وخاصة رانيا يوسف وغادة عبدالرازق وعلا غانم وأخريات، وأصبحنا لا نرى مسلسلاً يخلو من الرقصات ومشاهد الكباريهات وتعاطى الخمور والمخدرات، فضلاً عن الكم الهائل من الألفاظ البذيئة والإيحاءات الجنسية الواضحة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، لكنه وصل إلى درجة تناول قضايا كانت من التابوهات والمحرمات الدرامية ليس فقط فى التليفزيون، ولكن أيضاً فى السينما التى لم تكن تجرؤ على تناول قضايا مثل الخيانة الزوجية وزنا المحارم وفض غشاء بكارة القاصرات، بكل تلك البشاعة والوضوح والصراحة والتعبير الفج المباشر، كما رأيناه فى مسلسلات مثل «حكاية حياة» لغادة عبدالرازق، و«القاصرات» لصلاح السعدنى، و«موجة حارة» لرانيا يوسف، و«نيران صديقة» لمنة شلبى وسلوى خطاب. والحقيقة أن حكم الإخوان قد ذهب والدكتور محمد مرسى قد تم عزله من الرئاسة، وبقيت لنا كل تلك المشاهد المخزية والكلمات والحوارات الخارجة عن كل آداب اللياقة والذوق والأخلاق، وكأننا بدون إخوان وسلفيين وجهاديين على الشاشات وفى الميادين، لم نكن نصوم ونصلى ونرفض البذاءة ونعترض على العري. ولو كنت مكان أصحاب تلك المسلسلات وغيرها، أو من القائمين على الرقابة فى التليفزيون ، لراجعت موقفى وتراجعت فيه، خاصة وأن معظم المسلسلات لم ينته تصويرها حتى الآن، ويتم تسليمها للعرض حلقة بحلقة فى بعض الأعمال، وكنت قد قمت على الفور بحذف المشاهد والألفاظ التى لا تتناسب مع حرمة وقدسية الشهر الفضيل،وحساسية مشاهدة الأطفال والنساء والمصريين جميعاً لمثل تلك البذاءات، وحتى لا نعطى لمؤيدى الجماعة المخلوعة والرئيس المعزول مبررات أخرى يصموننا بسببها بالعلمانية والكفر والبعد عن تعاليم الدين.