حالة من الإحباط النفسى ارتسمت على وجوه أفراد بعثة مصر المشاركة فى دورة ألعاب البحر المتوسط بتركيا (ميرسن 2013) بسبب المعركة الدائرة بين وزارة الرياضة ممثلة فى الوزير العامرى فاروق واللجنة الأوليمبية ممثلة فى المستشار خالد زين بسبب لائحة الأندية والاتحادات التى أصدرها العامرى مؤخرا.. صراع ظهرت نتائجه السلبية على الاجتماع الذى عقد مؤخرا مع أفراد البعثة برئاسة د. خالد حمودة رئيس اتحاد كرة اليد.. ولم يحضرها الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر كتقليد متبع مع كل بعثة مشاركة فى المحافل الدولية والأوليمبية مما أعطى نوعا من عدم التفاؤل خاصة أن التيار الكهربائى انقطع أيضا لوقت طويل قبل بدء الاجتماع! على الرغم من محاولات المستشار خالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية لم الشمل وتوضيح الموقف للحضور أن الاختلاف فى وجهات النظر لايفسد للود قضية خاصة أن من بين ضيوف الاجتماع د.أسامة ياسين وزير الدولة لشئون الشباب واللواء أحمد العوضى ممثل وزارة الدفاع وجهاز الرياضة العسكرى وعدد كبير من أعضاء اللجنة الأوليمبية ورؤساء الاتحادات، إلا أن المشهد بدأ بحالة من التوتر منذ لحظة دخول العامرى وخالد زين حينما صعد العامرى إلى المنصة وقام بسحب المقعد المخصص له بشدة من أسامة ياسين الذى ظهرت عليه علامات الريبة طوال الاجتماع باستثناء الفترة التى قال فيها كلمته وشجع خلالها أفراد البعثة من لاعبين ولاعبات بمعسول الكلام الصادر من أسلوب خطابه للمعسكرات الشبابية !!.. أما خالد زين فسحب أيضا مقعده بشدة بعيدا عن العامرى.. وحتى خلال كلمته فى افتتاح الاجتماع رحب زين بأسامة ياسين من خلال عبارات رقيقة واصفا اياه بالأخ العزيز المساند للرياضيين سواء بالجهد أو من خلال صندوق التمويل الأهلى الذى يترأسه.. بينما رحب بالعامرى على استحياء! ازداد المشهد سخونة عندما ألقى المهندس ياسر إدريس رئيس اتحاد السباحة كلمته نيابة عن باقى الاتحادات موجها عباراته الساخنة إلى العامرى فاروق أن الاتحادات تعانى من الأزمة المالية وضغط الجهة الإدارية بالتفتيش المالى رغم أن المخالفات المالية والضرائب المتراكمة على الاتحادات من دورات سابقة والمسئولين الحاليين ليس لهم أدنى مسئولية.. بخلاف أن هناك ضرائب مفروضة على مصروف الجيب للاعبين تقدر ب 10 دولارات فى اليوم ونسبة الضريبة 20%.. بجانب فرض رسوم جمركية على الأدوات الرياضية والأجهزة القادمة من الخارج ومن المفترض أن يصل الدعم إلى الاتحادات بدون ضرائب أو رسوم مفروضة! وزارد الاجتماع سخونة عندما ألقى (رمضان درويش) بطل العالم فى الجودو كلمة اللاعبين واللاعبات مطالبا الوزير بضرورة زيادة المكافآت المالية التى لم تتغير منذ 2004! وعندما قرر الوزير مضاعفة المكافأة فقط عن كل ميدالية لتصبح (180 ألف جنيه) للذهب هاجت القاعة وبدأت عمليات المزايدة بصورة لم يشهدها أى مجتمع رياضى من قبل.. وبدأ اللاعبون واللاعبات يطالبون بالمزيد.. ووقفت (عصمت منصور) رباعة رفع الأثقال تتطالب بضرورة حصول اللاعب أو اللاعبة الذى يحقق أكثر من ميدالية على مكافأت كل ميدالية على حده وهنا رفض الوزير هذا الطلب!.. فانفعل محمد رشوان لاعب الجودو الأوليمبى السابق وأوضح للوزير أنه يمكن للاعب أو اللاعبة أن يلعب فى أكثر من وزن فى عدد من اللعبات، فكيف يحرم من حقوقه ويحصل على مكافأة ميدالية واحدة؟! هاجت القاعة وانفعل اللواء صبرى سراج نائب رئيس نادى الزمالك وطلب من أفراد البعثة أن يكون ولاؤهم لمصر وليس لطلب المزيد من المكافآت وقال إنه كان يتمنى أن يسمعهم يقترحون التبرع بنصف المكافأة لجنود مصر! طالب المستشار خالد زين من أفراد البعثة المكونة من 289 فردا من بينهم 141 لاعبا و42 لاعبة و43 مدربا و17 إداريا و10 مهن أخرى بضرورة رفع علم مصر والتتويج بالميداليات والتربع على عرش الدورة مثلما حققوا الذهب فى البطولات العربية والأفريقية، مشيرا إلى أن مصر سوف تشارك فى 22 لعبة منها ألعاب القوى - المصارعة - الشراع - الجمباز الفنى والايقاعى والريشة الطائرة - الجودو - الملاكمة - الفروسية - الكاراتيه - البارالمبية - الرماية - السلاح، من بينها أيضا ألعاب تم إدراجها والمشاركة فيها حديثا، والمتوقع حصد 35 ميدالية متنوعة. وطالب خالد زين بضرورة حل مشكلة الضرائب المفروضة على الاتحادات الرياضية وحل أزمة الملاعب حتى يستطيع اللاعبون التدريب والاستعداد للبطولات المختلفة! أما العامرى فاروق فحاول مرارا وتكرارا إخفاء مشاعره وحالة الضيق الشديد ببعض العبارات الوطنية لاستمالة الرأى العام، مشيرًا إلى أن الكراسى زائلة ولايستمر إلا تاريخ البطولات وعلى اللاعبين واللاعبات حفر تاريخهم بأيديهم وحصد الميداليات لرسم البهجة على وجوه الشعب المصرى. رشوان: إلى متى تظل ألعابنا شهيدة! رفض البطل الأوليمبى السابق «محمد رشوان» قرار العامرى فاروق وزير الرياضة فيما يخص مكافآت الفوز بالميداليات، مطالبًا بضرورة رفع قيمتها معللا بالمعاناة التى يتكبدها لاعبو ولاعبات الجودو والملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال وغيرها سواء من تدريبات عنيفة أو تغذية ولم يحصلوا على الدعم المالى المناسب وينتظرون بشغف مثل هذه البطولات لتحقيق طموحهم وتأمين مستقبلهم ولذلك فإن أى لاعب يشارك فى أكثر من وزن أو يحقق أكثر من ميدالية يحق له الحصول على مكافأة كل ميدالية على حدى وقرار الوزير بحصول اللاعب على مكافأة ميدالية واحدة مهما حقق من ميداليات أخرى قرار غير منطقى ومحبط!