فى صيف عام 1976 قررت الذهاب فى الإجازة الصيفية وكنت فى ذلك الوقت طالبا فى كلية الإعلام جامعة القاهرة لزيارة بعض الأصدقاء فى سوريا ولبنان.. ولأننا أبناء الإسكندرية نعشق البحر.. فقررت الذهاب بالمركب.. وحجزت تذكرة ذهاب وعودة.. وكان ثمن هذه الرحلة ثلاثين جنيها.. وكان هذا على أحد مراكب الأسطول المصرى.. على السفينة دهب.. وكانت رحلة جميلة رست بى السفينة فى ميناءى اللاذقية وبيروت.. تذكرت اسم دهب.. عندما وصلتنى رسالة من النقابة العامة للربابنة والمهندسين والضباط البحريين التى أرسلوها لوزير النقل ولكل من يهمه الأمر.. الرسالة تقول «نظرا لتفاقم أزمة تدريب الطلبة البحريين لاستكمال مدة التدريب التى تلزم لدراستهم لا يجوز بيع السفينة «دهب»لأنها تعتبر آخر سفينة ركاب تحمل العلم المصرى.. باستثناء العبارات السريعة التى لا يوجد بها إقامة للطاقم.. ولا تصلح للتدريب.. وأنه من الممكن أن تكون المدرسة العائمة الوحيدة لهؤلاء الطلبة.. نقدم اقتراحنا التالى حيث سيتم توفير مستثمر مصرى لشراء العبارة «المركب» بشروطنا مع إبقاء جميع الطاقم عليها بعقود إضافة إلى توفير تدريب كامل للطلبة.. بتدريب عملى على أسس مؤهلة للتنافس كعمالة بحرية متميزة وليكون من المحاور الرئيسية التى تلزم أيضا لمشروع محور قناة السويس بدلاً من الاستعانة بالعمالة الأجنبية.. حيث يوجد أكثر من مستثمر مصرى لدينا يستطيع الشراء ولكن تم البيع فى الخفاء بدون إعلان أو نشر إعلانات رسمية عن مزاد رسمى.. مما يتضح وجود شبهة أو مصلحة فى عملية البيع للسفينة التى ترفع العلم المصرى.. حيث لوحظ أن كامل الأسطول المصرى ثم تصفيته فى القطاع العام ولا أحد يعلم لصالح من يتم ذلك.. ومن قبل تم بيع السفينة «وادى النيل».. والآن السفينة دهب، وهو ما ترتب عليه تشريد أكثر من 160 من طاقم بحارة السفينة.. وبذلك تكون الشركة قد شردت أكثر من 300 بحار علاوة على عائلاتهم.. فى جريمة إهدار عام وفى تصفية متعمدة للأسطول المصرى مما يؤدى إلى تفاقم البطالة بين البحار.. نرجوكم وقف البيع للسفينة دهب هذا هو كلام النقابة الذى يثير شجونًا والذى جاء على لسان الربان السيد الشاذلى النجار أمين عام النقابة.. ويثير أحزانًا على آخر سفينة ركاب ترفع العلم المصرى.. وعلى الأسطول المصرى الذى أصبح فى خبر كان.. هذا يدعونا لفتح ملف مهم عن النقل البحرى فى مصر..وأخيرا لا تبيعوا دهب!!