فى إطار الاحتفال بالعيد القومى لمحافظة دمياط، التقى عدد من رموز الفكر والثقافة والسياسة فى الصالون الشهرى للخبير الاقتصادى الدكتور علاء رزق وتناولوا على مائدة حوار انضم لها لفيف من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة قضايا أمن مصر القومى وتحديات الواقع المستقبل وكيفية دفع عجلة الإنتاج بالعمل المستمر والمتواصل.الدكتور علاء رزق قال فى كلمته أمام الحضور بالصالون إن الدول والأمم لن تبنى إلا من خلال العدل والمساواة والفصل بين السلطات الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية وأن جميع الحضارات تنتهى وتزول إذا لم تقم دولة العدل والقانون وتحولت شريعتها إلى شريعة الغاب. وأضاف أن مصر لن تنكسر ولن تفلس لأن انكسار مصر هو انكسار للعالم الذى يعرف جيدا قيمة مصر ومكانتها. وقال رزق: «أمن مصر القومى لن يتحقق الا بالعدل، وملف المياه هو أهم ملف تواجهه مصر، وطالب بدعم الصومال ومساعدتها لأن الصومال كانت العمق الاستراتيجى لأمن مصر فى الجنوب، أما الجبهة الشرقية فهى نقطة الخطر على الأمن المصري، ولذلك يجب تعمير سيناء وتقسيمها الى 3 محافظات طولية، حتى تكون المحافظات الثلاث فى المواجهة. وتمنى رزق أن تنتهى دولة العواجيز، وان يقود الشباب لأنه حان الوقت لكى يسدل الستار على دولة العواجيز .. فهذه العقول أفلست وعليها أن تترك الساحة للشباب ليعبروا عن آرائهم وإنتمائهم الحقيقى للوطن... وطالب الحزب الحاكم الآن بعدم تكرار أخطاء النظام السابق المتمثلة فى التزييف المنهجى والإقصاء الجمعى للخصوم السياسيين . وأكد باهمية الاستفادة من القوى الناعمة والصلبة لكل دولة وأنه بالإرادة دون غيرها يتحقق النجاح . أما السفير محمد العرابى وزير الخارجية السابق فقال فى كلمته بالصالون الثقافى إن هناك أشياء كثيرة تهدد أمننا القومى منها الاضطرابات الداخلية وتسرب عناصر متشددة من الحدود المجاورة لنا والوجود النووى لإسرائيل والعلاقات السيئة مع بعض الدول الخارجية وانهيار السياحة كمصدر رئيسى للاقتصاد المصرى. فى حين ذكر د. ناجح ابراهيم مؤسس جماعة الجهاد الإسلامية والقيادى فى الحركة الإسلامية: أن أسوا ما حدث فى الثورة أنها أخرجت السيئ فينا، وكشفت القناع عن الآخرين، وهذا ليس عيب الثورة فى حد ذاتها ولكن عيبنا نحن. وقال إن الأعراض الجانبية للثورة هى التى نعيشها هذه الأيام، وأننا لم نتمتع بمميزات الثورة ولم نحقق أهدافها حتى الآن، لكننا نعيش مرحلة لأعراض الثورة الجانبية وتشخيصها، وأول عرض جانبى للثورة كان حصار المؤسسات السيادية، وكنت أول من تحدث فى هذا الأمر ولم أخش فى الله أحدا. وأضاف إبراهيم: فلسفة الحصار بدأت بحصار وزارة الداخلية فى محمد محمود (1) ومحمد محمود (2) وقلت وقتها، ربما نختلف مع الداخلية ولكن لا يجب حصارها لأنها جزء من الأمن القومى المصرى. ثم وقع حصار وزارة الدفاع وهذه كانت أول سابقة للأمة المصرية، فلم نر أمه تحاصر وزارة دفاعها، لأنها أيضا رمز الأمن القومى، والشعب المصرى أبى أن يحاصر سكنات الجيش، بعد أن هزم فى 1967، لأنه كان رمزا للعسكرية، وكان الجيش المصرى قد ظلم وقتها وكان، ولابد أن يعطيه هذا الشعب العظيم فرصة لكى يصحح مسيرته، وصدق الجيش وعده، وصحح مسيرته وانتصر فى 1973. وأشار ناجح إلى أن الشعب كان أذكى من الذين حاصروا العباسية، ولم يتعاطف معهم أو يساعدهم أو ينضم لهم. وتساءل إبراهيم لماذا لم يسأل معظم من حاصروا المنشآت الحكومية، أنفسهم سؤالا مهما، وهو ماذا بعد اقتحام الداخلية؟ أو وزارة الدفاع، أو ماسبيرو، أو مدينة الإنتاج؟ أليست هذه أملاكا وأموالا مصرية. وتحدث ناجح عن مقتل الرئيس السادات قائلا إنه قتل مظلوما مثلما قتل عثمان بن عفان وأعتبرها القشة التى قسفت ظهر الجماعة الإسلامية ...وأكد أن الجماعة الإسلامية لن تعود للعنف لأن العنف حول قضيتهم إلى قضية خاسرة . بينما قال أحمد شاهين رئيس تحرير مجلة أكتوبر فى حديثه أمام الحاضرين بالصالون إن الحرية تعنى المسئولية وقال إن الأمن لن يتحقق الا من خلال العمل والإنتاج .. وأشاد شاهين بتجربة محافظة دمياط وطالب إن تعمم فى كافة محافظات مصر وأنه ليس أمامنا إلا الوحدة والاتحاد وأننا كلنا مصريون أقباط ومسلمين.