كانت ومازالت السينما الفرنسية العجين المناسبة التى استطاع بها صناع السينما اليهود تشكيلها كما يريدون واحتكارها، فى سبيل التعبير عن قضاياهم وعن حياتهم داخل وخارج إسرائيل، الأمر الذى أعطى لهم الفضل ليكونوا منذ بدايتها حتى الآن هم صناع السينما الفرنسية منذ عهد الأخوين لوميير وممثل السينما الصامتة اليهودى الشهير «شارل شابلن» الذى أحيا ذكراه The artist الذى عرض كفيلم أبيض وأسود مقلدا للسينما الصامتة التى كانت تعرض ما بين العشرينيات والثلاثينيات، والتى استطاع بها اليهود غزو صناعة السينما الفرنسية حينها، كان لهذا الفيلم الذى عاد بالجمهور الفرنسى إلى الماضى دور فى إحياء سينما هوليوود بأثرها الفترة الماضية، مما جلب على فرنسا فرصة لتقديم أكبر حفل توزيع لجوائز الأوسكار حدث على مر التاريخ، الذى كان من نصيب أرتيست فيه ما لايقل عن خمس جوائز للأوسكار، من بينها جائزة أحلى جرافتى، وأحسن مخرج وأحسن دور بطولة. أنتج هذا الفيلم منتج يهودى يدعى «توماس لنجمان» الذى كان أحد أكبر المنتجين الفرنسيين اليهود، كما أخرجه اليهودى «ميشيل هزنفيتشيوس» وهو من نسل عائلة يهودية أتت من ليتوانيا إلى باريس قبل الحرب العالمية الثانية، وهو من أحد المخرجين اليهود فى فرنسا المهتمين بقضايا الشأن اليهودى والإسرائيلى على حد سواء. منذ ذلك الحين اجتاح فرنسا العديد من الأفلام المحلية من بينها فيلم آخر يدعى the intouchable أو «المنبوذون» الذى حقق نجاحا ساحقا وحصل على إٌقبال كبير بلغ أكثر من 20 مليون مشاهد كانوا يتوافدون يوما بعد يوم إلى دور السينما لمشاهدته، وحقق حينها طفرة كبيرة فى صناعة السينما الفرنسية منذ طفرة الأخوين المشهورين اليهوديين لوميير صناع السينما المتحركة. أنتج هذا الفيلم اليهوديان الكوميديانان أرييك توليدانو والمخرجه أوليفييا ناكش التى كانت دائما تهتم فى أفلامها بالقضايا اليهودية والسياسات الإسرائيلية وعرضها بطريقة كوميدية، حيث جاءت هى وتوليدانو فى هذا الفيلم متحدثة عن القيم اليهودية، وعملا على إثبات أن اليهود قادرون على التأقلم مع مختلف قطاعات الشعوب والتمكن من العيش معهم، متحدثه عن قضية المهاجرين الأفارقة من اليهود والعرب بفرنسا التى يمثلها الخادم الشاب على بوهيمى الأسود وعلاقتهم بالطبقة الأرستقراطية التى يمثلها لارجل المشلول الذى قام بدوره الممثل الفرنسى الشهير «فرانسو كلوزيه» الذى عادت إليه السعادة بسبب خادمه. بعد «الأرتيست» و«العالقون فى الحياه» بدأ يطفو على سطح السينما الفرنسية الكثير من صناع السينما من اليهود من بينهم كان الكاتبة السينمائية «دانيال تومسون» التى أخرجت أشهر ثلاثة أفلام فى تاريخ السينما الفرنسية الكوميدية من بينهم فيلما «المغامرة العظيمة» و«ربى يعقوب» الذى كان يناقش حياة اليهود المتطرفين المتناقضة، حيث كان يرتدون لباسهم اليهودى الأسود المتشدد ويذهبون إلى للرقص فى حانات حواريهم فى باريس. وتعتبر حرب يوم الغفران أو حرب 73 التى كانت شاهدًا كبيرًا على هزيمة مصرية ساحقة لليهود، إنطلاقة كبيرة للصناعة اليهودية بالسينما الفرنسية، فقد كانت سببا كبيرا وراء صناعها، حيث قامت الكاتبة تومسون بكتابة فيلم أخرجه والدها تتحدث فيه عن هزيمة شعب إسرائيل أمام الجيش المصرى، فى إطار سيناريو جنونى خلق نهاية مأساوية لطيار إسرائيلى فى القاهرة الذى لقى حتفه بنيران الشرطة المصرية بعد أن استولت على طائرته. وإذا نظرنا إلى الصناعة اليهودية للسينما الفرنسية الآن لن نجدها تختلف كثيرا عما مضى، ولكن يحاول صناع السينما الفرنسية من اليهود الآن الابتعاد عن السياسة بقدر المستطاع والتوجه بأفلامهم للتركيز أكثر على وصف الحياة الاجتماعية اليهودية أكثر من أى شىء، والتى يقوم بتمثيلها وإخراجها وإنتاجها مجموعة من الفنانين اليهود.