أعلى كوبرى 6 أكتوبر، كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة عصرا التى تمثل فترة الذروة المرورية جلس سائقو التاكسى الأبيض تحت أشعة شمس صيفية حارقة، يفترشون رصيف الكوبرى، بينما اصطفت سياراتهم الأجرة فى طابور يتكون من عدد من الصفوف فى منتصف الطريق بجوار بعضها البعض مما تسبب فى إحداث حالة من الاختناق المرورى الشديد.. هذا السلوك لجأ إليه مالكو التاكسى الأبيض كنوع من التظاهر والتعبير عن الاعتراض. ولأن المرات السابقة لم تلفت الأنظار بشكل كاف فقد نفذوه هذه المرة أعلى كوبرى أكتوبر فى وقت الذروة للفت النظر بعد أن ضاقت بهم السبل وطرقوا جميع الأبواب دون مجيب، وشبعوا من الوعود الكاذبة. على الرصيف وسط أقرانه جلس وراح يضرب كفا على كف فى غضب شديد ويستغفر ويدعو ربه لعله يفرج عنه همه، قال ل «أكتوبر» إن اسمه ثابت إبراهيم «57 سنة» وأضاف أن ما يفعله هو وزملاؤه من هتاف وحمل لافتات وغيرها من وسائل اعتراض وتظاهر لن تأتى بأى نتيجة، نظرا لأن الحكومة «ودن من طين وودن من عجين»، مضيفا فى الوقت نفسه أنه لايملك هو وزملاؤه أية وسيلة أخرى لتوصيل مشكلاتهم بعد أن سلكوا كافة الطرق الشرعية أكثر من مرة ودون جدوى، فذهبوا لوزارتى المالية والصناعة وكذلك وزارة العدل، ليجدوا إما آذان المسئولين قد صمت عنهم أو رد بأن ليس لهم حق دون أن يستمعوا لشكواهم.