تسبب انتشار فيروس جديد من أنواع أنفلونزا الطيور (إتش- 7 إن- 9) فى البشر للمرة الأولى فى الصين إلى إصابة ووفاة العديد من الأشخاص مما يهدد حياة الكثير من البشر خاصة بعد التخوف من تحول الفيروس لوباء وانتشاره فى جميع أنحاء العالم، كما حدث خلال السنوات الماضية فى أنفلونزا الطيور والخنازير.يذكر أن أنفلونزا الطيور له شكل معد جدا ظهر أولا فى إيطاليا قبل أكثر من 100 سنة، حيث كان يعرف بطاعون الطيور. وقد عرف أن أنفلونزا الطيور مرض فيروسى يصيب الحيوانات عموما والطيور بشكل خاص. ويكمن الفيروس فى دماء الطيور ولعابها وأمعائها وأنوفها فتخرج فى برازها الذى يجف ليتحول إلى ذرات غبار متطايرة يستنشقها الدجاج والإنسان القريب من الطيور، ويعتبر الوز والديوك الرومى والبط والدجاج هم الأكثر إصابة لهذا الفيروس. فقال الدكتور سامى زكى أستاذ الأمراض المعدية جامعة الأزهر إن التسلسل الجينى لسلالة قاتلة من فيروس أنفلونزا الطيور لم تكن معروفة من قبل بين البشر تظهر أنها اكتسبت بالفعل بعض التحور الذى يجعل من المحتمل أن تسبب عدوى بشرية، لافتا إلى سهولة انتشارها ووصولها إلى مصر وأى دولة فى العالم خاصة مع سرعة وسائل الانتقال والطيران وأيضا عن طريق ما نستورده من الصين بعد ما غزت مصر بمنتجاتها، موضحا أن إصابة الإنسان بأنفلونزا الطيور ضئيلة إلا أنها قاتلة بعكس أنفلونزا الخنازير فهى سريعة الانتشار، ولكنها أقل خطورة. وأضاف لا يوجد دليل حتى الآن أن أنفلونزا (إتش-7 إن-9) والمعروف أنها أصابت وأدت إلى وفاه أشخاص فى الصين تنتقل من شخص لآخر وأنها حتى الآن تنتقل من الطيور للإنسان فقط ولا تزال هناك فرصة لأن تتلاشى ولا تتحور إلى سلالة بشرية. وأشار زكى إلى أنه بعد أيام من إعلان السلطات فى الصين اكتشافها حالات من أنفلونزا(إتش-7 إن-9) يفحص خبراء فى مرض الأنفلونزا بمعامل فى أنحاء العالم بيانات التسلسل الجينى لعينات أخذت من المرضى لتقييم احتمالات انتشار العدوى. وتابع أن التسلسل الجينى يظهر بعض التحورات الجينية التى يجب أن تجعل السلطات فى حالة تأهب وتستلزم مراقبة متزايدة للفيروس خاصة بعد ارتفاع أعداد الإصابة ب (إتش-7 إن-9) المسبب لمرض أنفلونزا الطيور إلى 51 شخصا توفى منها 11 حالة حتى الأسبوع الماضى. وأكد الدكتور عصام محمد مدير مستشفى الحميات أن وضع أنفلونزا الطيور فى مصر لا يدعو للقلق لوجود تطعيم لها، موضحا أن الخطورة الآن من وجود فيرس أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير فى وقت واحد، مما قد يؤدى لاندماج الفيروسين وخروج فيروس خطير وقاتل. وأوضح عصام أن الإصابات بالفيروس الجديد المنتشر بالصين يصاحبها أعراض ارتفاع درجات الحرارة ثم السعال الشديد وتطور الأمر إلى التهاب رئوى، مضيفا أن وضع الفيروس ليس خطيرا لأن منظمة الصحة العالمية لم تتخذ أى إجراءات وقائية حتى الآن. من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها، إلى أنه لا داعى للقلق من فيروس أنفلونزا الطيور وأنه لم يتم بعد تسجيل حالات إصابة بالفيروس خارج الصين. وقالت إن حالات أنفلونزا (إتش-7 إن-9) مثيرة للقلق إنها الأولى بين البشر وأعلنت أنه لا دليل حتى الآن على إمكانية انتقال الفيروس بين البشر وأنه متوقف عند الإصابة من الطيور للبشر فقط. وقد قال الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة والسكان لشئون الطب الوقائى إن آخر التقارير الأسبوعية الصادرة من الوزارة حول نشاط الأنفلونزا فى مصر، أكد أن معدلات نشاط الأنفلونزا خلال موسم الشتاء(2012 – 2013) فى الحدود الطبيعية مقارنة بنفس الفترة من المواسم الماضية (2011،2012) فى حين أن النوع الأكثر انتشارا هو فيروس الأنفلونزا الموسمية A/H3N2.. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية أعلنت فى الأول من إبريل الجارى عن إصابة حالات (بشرية من جمهورية الصين الشعبية بفيروس أنفلونزا من نوع A/H7N9، وهو من أنواع) أنفلونزا الطيور موضحا أن جميع الحالات من مقاطعات بشرق جمهورية الشعبية بدت عليها أعراض الأنفلونزا فى أوائل مارس من نفس العام وتطورت الحالات إلى التهاب رئوى والتهاب تنفسى شديد وتعد تلك هى المرة الأولى التى تحدث إصابة للإنسان بهذا النوع من الأنفلونزا خاصة أنه ينتقل بين الطيور فقط ولا يسبب حالات نفوق كبيرة بينها. وأوضح وكيل وزارة الصحة أنه على الرغم من أن هذا الفيروس الجديد يعد حدثا يهم الصحة العامة ويتم التعامل معه فى إطار من اللوائح الصحية الدولية كونه مكتشفا للمرة الأولى وغير معروف المصدر الحيوانى فإن التقارير الدولية تؤكد انخفاض خطورة انتشار المرض لمناطق أخرى خاصة أنه لا يوجد دليل حتى الآن لانتقاله من إنسان لآخر، كذلك لا يوجد توصية بمنع السفر أو التجارة للدول التى يظهر بها المرض، كما تشير الاختبارات الأولية باستجابة الفيروس لعقارات مضادات الفيروسات كعقار (الأوسلتاميفير) (التاميفلو). وفيما يتعلق بمصر أكد قنديل أن مراقبة فيروس الأنفلونزا وبائى ومعملى على المستوى القومى ضمن منظومة متكاملة يتم خلالها الترصد الوبائى لنشاط الأنفلونزا على مستوى 450 مستشفى ترسل تقارير أسبوعية لوزارة الصحة، كذلك يتم ترصد المرض معمليا عن طريق أخذ عينات لفحص فيروسات الأنفلونزا من المرضى المترددين على العيادات الخارجية بمستشفيات الصدر والحميات فى 8 مواقع مختارة تمثل الجمهورية بجانب عينات من مرضى القسم الداخلى المحجوزين بأعراض الالتهاب التنفس الشديد من 8 مواقع أخرى ممثلة بالجمهورية على أن تفحص العينات بالمعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان والمعامل المرجعية بمنظمة الصحة العالمية بإقليم المتوسط. وتابع فى الوقت نفسه يتم رصد أنفلونزا الطيور فى كافة منشآت تقديم الخدمة الصحية وعمل الدراسات والمسوحات الصحية للأنفلونزا، كما يتم التنسيق الكامل وتبادل المعلومات المعملية والوبائية لمسات فيروسات الأنفلونزا التى تصيب الإنسان والحيوان بين الأقسام المعنية بوزارة الصحة والهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة. وتوصى وزارة الصحة والسكان بشكل عام باتباع إجراءات النظافة العامة وغسل الأيدى وتغطية الأنف والفم أثناء السعال والعطس للحد من الإصابة بالأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسى. وأشار وكيل وزارة الصحة إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية أطلقت أول قاعدة بيانات للأمراض الوبائية والإجراءات البيطرية المتبعة لاحتواء ظهور أى أمراض جديدة تهدد الثروة الحيوانية والداجنة وتضمنت القاعدة الجديدة للبيانات آليات للتواصل الفورى بين الهيئة ومديريات الطب البيطرى وإدارتها فى المحافظات والمعامل المركزية.
