لا أحد فى مصر راض عما يحدث.. ولا تقابل أحدا وتفتح معه حديثا إلا ويبادر بالشكوى.. وبعد الشكوى إلقاء الاتهامات.. يمينًا ويسارًا.. والشكوى تطول الجميع الإعلام والحكومة والفلول والبلطجية والنظام والإخوان وجبهة الإنقاذ والشيعة والسُنة ولا يستثنى أحد أو فئة من الاتهامات! والبعض لديه وسائل للتعبير والكلام فى الصحافة والفضائيات وأغلب هؤلاء ما اصطلح على تسميتهم ب «النخب» لكن هناك آخرون.. كثيرون جداً من الشعب المصرى لا يسمع أحد صوتهم، هؤلاء هم ما اصطلح على تسميتهم بالأغلبية الصامتة.. والأغلبية الصامتة ساخطة.. قرفانة، لابد أن يسمعها النظام.. والحكومة.. ويتحاوروا معها ويبحثوا شكواها.. قبل أن تنفجر. الكتلة الصامتة: ننتظر قيادة تاريخية .. وندعو لمبادرة صلح وطنية عبد الفتاح نصار المتحدث باسم ائتلاف 19 مارس «الأغلبية الصامتة» يؤكد أن تيارهم أو ائتلافهم له صفحات كثيرة على «الإنترنت» مثل ائتلاف 19 مارس وصفحة محبى الجيش المصرى وصفحة نسور مصر وصفحة أنا المصرى بجانب العديد من الصفحات الأخرى. كما أن الأغلبية الصامتة لا تنضم لأية حركات أو أحزاب سياسية، لكنها هى المؤثرة فى صناديق الانتخابات، متوقعًا أن يكون لها كلمة الفصل فى المشهد قريبًا، لأنها خرجت عن صمتها وأجبرتها التجارب الفاشلة للسياسيين عقب ثورة يناير على أن تكون حركة فاعلة داخل مصر، مؤكداً أنه من الثوابت الراسخة دعم الأغلبية الصامتة للجيش المصرى بكل ما أوتيت من قوة بهدف استقلال القرار الوطنى، وولاء الجيش التام لمصر، وعدم السماح لأى من كان بالتدخل فى شأنه لمحاولة تغيير هويته أو مهامه أو محاولة تفتيته وأن يكون الجهة الوحيدة المسلحة دون غيره لحماية أرض الوطن فى الداخل والخارج، وكذلك عدم السماح لوجود أى ميليشيات مسلحة والقضاء عليها قبل ظهورها. وأضاف: الحكومة فشلت فى إدارة الحوار الوطنى الذى لم يحضره إلا حزب الأغلبية ومناصروه، وهم حتى الآن مصرون على الانفراد بالسلطة بالرغم مما يدّعونه من وجود حوار لتحقيق التوافق الوطنى! ويرى عبد الفتاح أن هناك حلا واحدا يمكن أن يخرج مصر من هذه الأزمة، وهو استقلال القرار الرئاسى تماماً عن مكتب إرشاد الجماعة.. والخطوة الثانية إقالة الحكومة وتشكيل حكومة تضم أصحاب الخبرات والكفاءات، والخطوة الثالثة إجراء المصالحة الوطنية الشاملة، ونبذ فكرة تقسيم الشعب المصرى إلى أصناف (فلول - إخوان - ليبراليين - علمانيين - سلفيين - الخ).. لأن المواطن المصرى لا يصنف أو يقسم وإذا لم تتم هذه الخطوات فإن مصر مهددة بحرب أهلية وهذا ما لم تسمح به الأغلبية الصامتة. فئات الشعب «الأغلبية الصامتة هى فئات الشعب العريضة».. هذا ما يؤكده محمد أحمد عضو ائتلاف 19 مارس.. ويضيف: الأغلبية الصامتة لا تنتمى لأى تيار سياسى.. وتملك قوة جبارة فى صناديق الانتخابات، ولكنها تنتظر قيادة تاريخية جديدة مثل سعد زغلول أو جمال عبد الناصر وغيرهما، وتشترط الأغلبية الصامتة قناعتها بهذه القيادات التى لم تظهر حتى الآن على الساحة! فالمناخ السياسى الحالى لا يسمح بظهور مثل هذه القيادات خوفاً على مصالحهم وعلى استمرارهم على كراسى السلطة. ويرى أحمد أن الوضع الحالى سيئ للغاية، لأن النظام الحاكم لا يسعى لحل أية مشكلة جماهيرية، إنما هدفه الوحيد هو تثبيت قيادات الجماعة فى كل مفاصل الدولة. وأضاف أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التى تعيشها مصر الآن هو إجراء مصالحة وطنية شاملة تقضى على كل أسباب الاستقطاب والتناحر بين القوى السياسية، حيث إن المصالحة الوطنية من صحيح الدين الإسلامى ومثال ذلك قدوتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة فقد عفا عن خصومه من المشركين وتركهم طلقاء أحرار بقوله: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» وبالرغم من أن مشركى قريش عذبوا الرسول وقتلوا أصحابه، فإنه لم يسع إلى تصفية الخصومات، وإنما سعى لتوحيد صفوف الأمة. ومثال تاريخى آخر هو ما قام به الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا بعد إسقاط النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا فقد أطلق مانديلا مبادرة صلح وطنية، ودعا الجميع إلى نسيان الماضى والعمل للنهوض بدولة جنوب أفريقيا التى أصبحت الآن القوة الاقتصادية الأولى فى القارة الأفريقية. وفى الجزائر إبان الحرب الأهلية دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الجزائريين إلى إجراء مصالحة وطنية شاملة، وأطلق مبادرة عفو شاملة عن الجميع، وبذلك تم إنهاء الحرب الأهلية ونحن فى مصر الآن محتاجون إلى مصالحة وطنية اليوم قبل غد. د. فتحى الذوق خبير العلوم السياسية: الكتلة الصماء أكثر المتضررين ويرفض د. فتحى الذوق خبير العلوم السياسية بجامعة حلوان أن ما يتردد من أن الحركات التى تعبر عن الأغلبية الصامتة لم تعد صامتة، لأنها تعبر عن آرائها علانية سواء فى شكل حركات أو مجموعات سياسية، وأنهم نزلوا إلى مظاهرات العباسية، وتحالفوا فترة مع المجلس العسكرى، ولهم دور فى وسائل الإعلام، ولهم متحدثون باسمهم.. ويضيف أن هؤلاء ليسوا معبرين عن الأغلبية الصامتة الحقيقية، والتى لا تعبر عن آرائها علانية وليست منضمة لأحزاب أو حركات سياسية.. وهذه الحركات فرضت نفسها على الأغلبية الصامتة.. ويقولون إنهم يتحدثون باسم هذه الأغلبية والتى تنفى ذلك. وهذه الحركات التى تدعى أنها تعبر عن الأغلبية لها صفحات متعددة منها حركة صوت الاغلبية الصامتة - صفحة ائتلاف العباسية - صفحة ميدان روكسى - صفحات تؤيد الجيش.. ومواضيع هذه الصفحات تدور حول إن الأغلبية الصامتة تؤيد المجلس العسكرى.. وهم يوهمون الناس بأنهم يعبرون عن الأغلبية.. وعلى الثورة أن تمضى فى طريقها دون النظر إلى هذه الحركات، ولابد من مقاومة هذه الحركات فكريا.. والأغلبية الصامتة هى مع الثورة قلبا وقالبا.. وهؤلاء المدعون يجب التصدى لهم وكشف زيفهم. والأغلبية الصامتة الحقيقية هى حزب الكنبة أو الكتلة الصماء.. وهى من أكثر المتضررين من حالة الاهتزاز السياسى والتردى الاقتصادى.. وهى تعتمد على السعى الآمن إلى الرزق.. والمواطن البسيط هو المتضرر من أحداث العنف.. والمطلوب من الرئيس محمد مرسى إنهاء ظاهرة البلطجة وعودة الاستقرار إلى النظام بإصدار قوانين حازمة لعودة الاستقرار للبلاد. ويحذر د. فتحى الذوق من أن البعض يتلاعبون بمقدرات البلاد ويسعون إلى عودة النظام السابق لارتباط مصالحهم به.. والعنف الذى تعيشه يؤثر فى كل شىء، والناس أرهقت بسبب وقف الحال وارتفاع الأسعار.. وليس من الصحيح أن كل من له حق ينزل إلى الشارع يُخرّب ويكسّر ويضرب، ويرعب الناس مما يؤدى إلى تعطيل المصالح.. ومن الهمجية أن من له حق يأخذه بذراعه دون تدخل أحد.. وعلى الرئيس محمد مرسى أن يمنع كل هذه الظواهر السلبية فالشعب لايشعر بالأمان.. ومن يدعى المعارضة من خلال بعض الإعلام المدفوع الأجر والبلطجية لإيهام الناس بوجود كيانين فى مصر.. والحقيقة أنه كيان واحد، والسبب فى ذلك إما رغبة البعض فى عودة النظام السابق، وإما الحصول على نصيبه من السلطة الحالية.. والبعض يسعى إلى تهييج الرأى العام من خلال أصحاب الحقوق الضائعة، وتحريضهم على قطع الطرق والتظاهر غير السلمى. وينهى د. فتحى الذوق حديثه أن الرئيس والحكومة لا يستطيعان فعل شىء إلا بتعاون الشعب، وتعاون الجميع من أجل تقدم مصر، والاتجاه للعمل لتحقيق الأمن والاستقرار ويطالب د. الذوق الوزراء بالنزول إلى الشارع والتواصل مع المواطنين لمعرفة مشاكلهم والاستماع إلى مقترحاتهم، مع استمرار التواجد الشرطى فى كل مكان، وعلى الشرطة التعامل بكل قوة مع المخربين، والتعامل بعقل مع المتظاهرين السلميين. الحكم الشمولى هو الذى يصنع الأغلبية الصامتة المواطن يطالب بتوفر فرص العمل وخفض أسعار السلع الأساسية وتحقيق الأمن وعقد مؤتمر وطنى عام ونسيان الماضى، ومطالب وآراء أخرى، حيث يطالب هيثم زكى بمشاركة المواطنين فى الانتخابات، والتى لم تصل إلى الثلث.. وأن تتخلى الأغلبية الصامتة عن سلبيتها، ففى الماضى تم استبعاد الأغلبية من المشاركة فى العمل السياسى. بينما يرى سيد درويش أن الأغلبية الصامتة تعانى من الجهل والأمية وقد توارثت ذلك. وتقول مى محمد إنه من الطبيعى أن يكون الصمت ملازما للأغلبية فى بلادنا وهى أقدم دولة فى تاريخ البشرية.. ومصر معروفة بحدودها الحالية منذ آلاف السنين.. والحكم الشمولى هو الذى يصنع الأغلبية الصامتة كما حدث فى بلادنا طوال آلاف السنين. الحكومة و الأغلبية ويؤكد حمدان جوهر أن الاغلبية الصامتة ليست دوما أغلبية ولا هى صامتة حتى إن لم تعبر عن مشاعرها عبر الطرق المسماة بالديمقراطية أو النظام التمثيلى أو النيابى.. وتعريف الأغلبية الصامتة هو مصطلح متغير وفق الزمان والمكان.. والصامتون يحتجون على المؤسسة الحاكمة التى تبنى رفاهيتها على حساب الاغلبية الصامتة. ويرى محمود مصطفى أن النظام الحاكم عليه أن يأتى لنا بالأمن والأمان.. ويعيد الاستقرار لمصر، مشيراً إلى أن حالات الفوضى التى تعم البلاد ستؤدى إلى الخراب، لأننا تركنا التفكير فى البحث عن حلول للأزمات. الخوف من الشارع وتؤكد نادية سلطان أنها تخاف على بناتها وأبنائها من النزول إلى الشارع لانعدام الأمن.. وهم يعانون من السجن داخل البيوت بعد الثورة.. ونحن نتتظر من الرئيس محمد مرسى تحقيق وعوده، وإقالة الحكومة الحالية لأنها فشلت فى حل مشاكل الشعب. حرب ضد مصر ويقول محمود عبد المتوكل والذى يعمل باتع جرائد منذ 40 عاماً إن ما يحدث فى مصر غير عادى، فهناك حرب باردة تشن ضد مصر.. وبعد رحيل مبارك وسقوط دولة أمن الدولة لم يأت من يمسك زمام الأمور تحت سيادة القانون بصرف النظر عن أنه ينتمى للإخوان أو لجبهة الإنقاذ.. لذلك يطالب الرئيس بضرورة الحفاظ على البلاد ومقاومة الذين يحاولون بيعها بثمن بخس للأجانب، وكذلك الحفاظ على الآثار لأنها ثروة قومية للبلاد، وبجانب ذلك يريد وجود معارضة وطنية غير ممولة من الخارج. وتطالب هبة التونسى بمساندة الشعب للرئيس محمد مرسى والوقوف يدًا واحدة للخروج بالبلاد من هذا النفق المظلم.. وعلى الشعب مساعدة وزارة الداخلية لعودة الأمن والاستقرار وتقول إننا نقف مع الرئيس مرسى لتحقيق الأهداف القومية.