تثير التجربة الناجحة لمحطة راديو مصر علامة استفهام كبيرة كونها الإذاعة الوحيدة التى استطاعت السباحة ضد تيار محطات الإذاعة والتليفزيون الحكومية التى مازالت ترزح تحت الفكر الحكومى. أكتوبر اقتربت من هذه التجربة الإذاعية المتميزة، والتقت مسئولى راديو مصر وعددا من خبراء الإعلام للوقوف على أسرار نجاح هذه المحطة الإذاعية التى تجلب وحدها نحو 60% من إعلانات إتحاد الإذاعة والتليفزيون. فى البداية، يؤكد إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار أن راديو مصر يعد نوذجًا ناجحًا يحتذى به، لأنه استطاع خلال الفترة الماضية أن يكون النافذة الوحيدة فى الإعلام المصرى التى تدر دخلًا ماليًا متزايدًا لدرجة أننى رفضت قبول إعلانات جديدة لعدم وجود وقت لبثها بعد أن وصلتنى شكاوى من المستمعين بطغيان المواد الإعلانية على المواد البرامجية وهذا يرجع لشباب راديو مصر المتميزين فى أدائهم وحرصهم على نجاح محطتهم القصيرة فى العمر الزمنى مقارنة بالنوافذ الأخرى فى قطاع الأخبار وإتحاد الإذاعة والتليفزيون. وأوضح الصياد أنه طلب دراسة هذه التجربة وأسباب نجاحها للزملاء رؤساء القطاعات من أجل تعميم التجربة على كافة النوافذ الأخرى التى تطل على المستمع والمشاهد وإذا حدث ذلك ستكون هناك طفرة ل جذب الإعلانات للقطاعات الأخرى خاصة أن المعلن يُحجم الآن عن التعامل مع القطاعات البرامجية بإتحاد الإذاعة والتليفزيون ويتوجه للقطاع الخاص وأعتقد أن أحد الأسباب موافقة القطاع الخاص على الحصول على إعلانات بمقابل مالى أقل من اتحاد الإذاعة والتليفزيون لأنه محكوم بلوائح حكومية. وأشار الصياد إلى أنه رغم الأزمة المالية التى يمر بها ماسبيرو فهناك حافزان مهمان للعاملين براديو مصر الأول معنوى بحيث نشد من أزر المجيدين فى الراديو، والثانى مادى حيث سعيت بأن يكون للعاملين براديو مصر نسبة من الإعلانات لأنه ليس من المعقول أن يكونوا هم سبب هذه الأموال الطائلة ولا يتحصلون سوى على المستحقات الخاصة بهم فى القطاع.. ومؤخرًا كان لهم نصيب من هذه الإعلانات ولكن هناك وعد من القطاع الاقتصادى بزيادة النسبة المقررة لهم من الإعلانات وستكون مفاجأة. وختم الصياد بقوله: أتمنى أن يكون راديو مصر لكل مصر وليس للقاهرة وضواحيها فقط. سواء من حيث شبكة المراسلين أو وصول إرسال راديو مصر لكل بقاع الوطن.. وهذا ما سأسعى إليه فى الفترة القادمة. من جانبه، أوضح الإعلامى ماهر عبدالعزيز مدير محطة راديو مصر أسرار هذا النجاح قائلاً: نحن كراديو مصر إعلام حكومى داخل منظومة اتحاد الإذاعة والتليفزيون لكننا نختلف عن الباقى إننا تعاملنا بمنطق إعلام الشعب.. بمعنى إننا بتوع مصر كلها وهى خلطة النجاح.. عكس أن نكون محطة تابعة لرجل أعمال يتبنى اتجاهًا معينًا ويسير فيه فلن يتابعه سوى أنصاره،فاجندتنا اسمها مصر وكل التيارات السياسية ممثلة ونغطى كافة الفاعليات بالشارع فضلًا عن وجود مجموعة من الشباب بدأوا سويًا فى إذاعة الأخبار ثم انتقلوا لراديو مصر وكان الإخلاص عنوانهم فى العمل وقت تزايد المشكلات بماسبيرو لكنهم يعملون لأنهم يعلمون أن هناك مستمعا ينتظرهم ولا يشتتون أفكارهم فى مطالب فئوية لأنهم يثقون أن رؤساءهم سيحصلون لهم على حقوقهم..وطالبت القائمين على الأمر بنسبة من الإعلانات للعاملين خاصة وأن راديو مصر بشهادة وزير الإعلام ورئيس الاتحاد يعد الجهة الوحيدة التى تدخل أموال بإنتظام لماسبيرو ووعدنا الوزير بتحقيق ذلك إضافة إلى تطوير استوديو المحطة.. وحول فلسفة العمل داخل المحطة.. أشار ماهر عبد العزيز: أن كل شخص فى المحطة يقوم بالمهمة المنوط بها ولا يتعدى على عمل الآخر.. بخلاف روح الحب والغيرة المهنية كما أننى أحرص على إنهاء أى أوراق خاصة بنا بنفسى دون انتظار الإجراءات الروتينية والبيروقراطية المملة وطوال اليوم أجرى داخل المبنى لإنجاز شغلى وطالبت من الزملاء فى برامجهم العمل بهيمنة والبعد عن والإهانة والتجريح والإدعاء بالباطل وطالما ذلك متوافر فراديو مصر بابه مفتوح لكافة الضيوف والمهنية متزعلش حد فالمهنية هى أساس أى نجاح والمفروض أن تكون متواجدة فى كافة إدارات ماسبيرو والقطاع الاقتصادى وقطاع الأمانة العامة بالاتحاد يدرسان هذه التجربة للاستفادة منها خاصة أن تقريرا صادرا من شركة صوت القاهرة وإدارة البحوث بالأمانة ذكر أن راديو مصر يدخل 60% من حصيلة الإعلانات لإتحاد الإذاعة والتلفزيون وهذا يلقى علىّ عبئا كبيرًا. وعن المعوقات والتحديات التى تواجه المحطة. أشار ماهر عبدالعزيز إلى أن أولى التحديات وجود إذاعات منافسة تعمل بجوارى مما يتطلب مجهودًا كبيرًا لجعل المستمع متمسكًا بمؤشر المحطة فضلًا عن حل المشاكل المالية رغم أن الفلوس زادت لكنها ليست بدرجة القطاع الخاص.. وبالنسبة لشبكة المراسلين أعتمد على المراسلين بالقطاع المسموع والمرئى.. ويتم إجراء دورات تدريبية للعاملين للنقل قدراتهم مع معهد الإذاعة والتليفزيون وبعض الإذاعات الأجنبية. وكشف عبدالعزيز عن خطة التطوير المقبلة بالمحطة والتى تتضمن برامج جديدة وتغيير فى أسلوب المحطة وفى الموسيقى والبروموهات فضلًا عن الاستعداد لخريطة رمضان بمسلسلات فقط من بين 8المسلسلات قدمت لى.. ووجود برنامج للداعية عمرو خالد خواطر إيمانية مدته ثلاث دقائق..وبرنامج رياضى يومى يقدمه أحد نجوم الرياضة. أما الإعلامى حمدى الكنيسى رئيس الإذاعة الأسبق فيقول: علاقتى براديو مصر علاقة خاصة لأننى أنا الذى أنشئت هذه المحطة باسم إذاعة الأخبار عندما اُنشئت شبكة الإذاعات المتخصصة عام 2003 فى فترة رئاستى للإذاعة وكانت إذاعة الأخبار هى أول إذاعة متخصصة ومعها إذاعة الأغانى التى سميت فيما بعد بمحطة اف - أم وعندما أنشأت إذاعة الأخبار وضعت لها تصورا وخطة لم تسمح الظروف السائدة وقتها بتنفيذها.. وهى الخطة التى طبقت حاليًا فى راديو مصر .. وعندما تولى المهندس أسامة الشيخ رئاسة إتحاد الإذاعة والتليفزيون عمل تطوير فى شبكة الإذاعات المتخصصة وتحول أسم إذاعة الأخبار إلى راديو مصر بنفس الأفكار التى وضعتها والتى لم ينفذ إلا القليل منها. وأرى أنها حققت 90% من هدفها وانعكس ذلك على اقبال المعلنين عليها وأن كنت لا أراها الأستثناء الوحيد فى النجاح فبجوارها توجد إذاعات تحقق أرباحًا مثل الشرق الأوسط والشباب والرياضة.. فالأداء الإعلامى المتميز والظرف السياسى الراهن بعد الثورة واهتمام الناس بمتابعة الأخبار بشكل مستمر أضاف قيمة مضافة لراديو مصر: فضلًا عن أنها أوقفت استخدام شرائط الكاسيت داخل السيارات. وترى الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام سابقًا أن هناك أسبابا وراء نجاح راديو مصر تتلخص فى ثلاثة محاور الأول أن المحطة خرجت عن المألوف و المعتاد والمكرر والممل فى طريقة تقديم الأخبار وقدمت رؤية إبداعية ابتكارية بخلطة قائمة على الجمع بين الإعلام والترفيه بعدم تقديم الأخبار الجافة فضلًا عن الإيقاع السريع فى الخبر والمحور الثانى الاستفادة من التجارب العالمية فى هذا المجال والمحور الثالث إنها قامت بدراسة لتحدد من هو الجمهور المستهدف وما هو الأسلوب المخاطب به والمعلن لا يضع أمواله فى إذاعة غير مسموعة لأن الإعلانات مرتبطة بحجم المستمعين.