فى رسائل بسيطة لكنها تحمل دلائل قوية بعث أعضاء هيئة كبار العلماء التى انتخبت د. شوقى عبد الكريم مفتيا لمصر بما أشبه بتوصيات وأمانى حتى يتذكرها المفتى ويضعها أمام عينيه وهو يدير أخطر المناصب الدينية بعد شيخ الأزهر والتى بدأها الدكتور على جمعة المفتى السابق بتوصيته بالتخلى عن فكر إعدام الماضى. داعيه بأن يستفيد مما قدمه خلال تلك السنوات التى عاشها فى المحافظة على سجلات الفتوى بالتعاون مع وزارة الثقافة، موضحًا أن أول من قام بتفعيل قانون أصدره محمد على بوضع السجلات التى تمثل ذاكرة مصر فى دار الوثائق المصرية وتم تصوير هذه السجلات ووضعت نسخة فى دار الإفتاء ونسخة فى مكتبة الأزهر ونسخة فى البنك المركزى ونسخة فى دار الوثائق. وقال د. أحمد عمر هاشم رئيس الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء التى اختارت د. شوقى عبد الكريم مفتيا لمصر إن المفتى الجديد سيكون خير خلف لخير سلف.. لكننا من باب الذكر فقال تعالى( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ). اقترح عليه أن يكون دائم الصلة مع هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الاسلامية فى القضايا الخلافية ولا ينفرد برأى حتى يأمن أى جدل. كما أوصيه.. والكلام على لسان د.عمر هاشم - بأن يشكل لجنة استشارية تضم علماء يمثلون سائر المذاهب الفقهية شافعى ومالكى وحنبلى، ثم اعضاء من سائر العلوم الشرعية يكونون عونًا له. ويقترح أن يجعل المفتى الجديد هاتفه مفتوحاً طوال اليوم يتناوب عليه بعض العلماء المستشارين للرد على اسئله وفتاوى الجمهور كخدمة، حتى لا يتجهون إلى الذين يفتون فى القضائيات وغيرها فتحدث بلبلة. فى حين رفض الدكتور محمود مهنى الاستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء توجيه نصائح أو مطالب مباشرة، لكنه اكتفى بقوله: على د. شوقى عبد الكريم المفتى الجديد أن يعلم أننا اخترناه لتميزه بعدة أشياء يجب أن تكون فيه. وأضاف أن من بين هذه الصفات كونه رجلا ورعاً زهداً لايخشى فى الله لومة لائم، وكونه غير منتسب لتيار معين، بالاضافة إلى ابحاثه المستفيضة التى تدل على كونه جهبذا وذهابه إلى الدول الاسلامية ناشراً الدعوة الاسلامية والفكر الاسلامى المستنبط من الكتاب والسنة، وكونه رجلاً لايفتى إلا بعد دراسة مستفيضة وقراءة متأنية. كما اخترناه لانه لايجادل فى الحق ولا يفتى إلا بما يرضى الله ورسوله ثم مايتفق وأهل السنة والجماعة وكونه رجلا متواضعاً فى عزة وعزيزاً فى غير كبر. واختتم كلامه بجملة واحدة وهى «إن اللبيب بالاشارة يفهم» وثقتنا فى المفتى الجديد كبيرة. يبدأ د. أحمد كريمة استاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر كلامه بقول الله عزوجل (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )وقول رسولصلى الله عليه وسلم «الدين النصحية قلنا لمن يارسول الله قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» مضيفيا من باب التذكرة، فعلى المفتى الجديد توخى الحذر من استدراج بعض التيارات المنسوبة إلى الدين والسياسة. وتخصيص وقته كله للافتاء. وأوضح انه ليس من مهام فضيلة المفتى شهود الحفلات والاستقبالات وترك دار الافتاء لباحثين نظن فيهم الخير، لكن فى فقه الأولويات «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعتيه» فتمحيص الفتوى وتنقحيها خاصة فيما يهم الرأى العام لابد أن تكون من المفتى نفسه وليس من خبراء أو مساعدين. وكذلك البعد تماما عن المجاملة مهما كانت الضغوط أو الاغراءات من السياسة فالفتوى مهمة ثقيلة... وعليه الجمع بين الأصالة والمعاصرة وتفعيل المشورة بمعنى استشارة والأقسام العلمية الفقهية فى الكليات الشرعية خاصة فى الشأن العام مثل قضية الصكوك والاستفادة من ابحاث الفقه المقارن فكلها تساعد على الترجيح بين الآراء عند الاختلاف. وأوصل ضرورة الاقلال من العمل الاجتماعى لان فوضى الفتاوى السائدة الأن من دخلاء وأدعياد فى جماعات وطرق وفرق جاءت على مكانة وسمعة الدين سلبا.